
هناك أشخاص كانوا مع الثورة في البداية وانقلبوا ضدها
يصف اللواء محمد محمد خليل عايض ثورة سبتمبر في اليمن بالحدث التاريخي ويوضح بالقول :عند تفجير الثورة كنا متواجدين في العرضي القاعة الغربية وسمعنا بخروج الدبابات حوالي بعد نصف الليل وعندها سمعنا بضرب الدبابة لمنزل البدر في نصف الليل ليرسل بعدها الإمام البدر احد أفراد عكفته شاباٍ هو من بيت الزرقة تقريبا للقيام بجولة استطلاعية على كل القاعات لمعرفة موقف الجيش المتواجد في العرضي.
بداية لو تحدثنا عن الإرهاصات الأولى لثورة 26سبتمبر¿
– كان بداية التنسيق من الضباط الأحرار قادة الثورة الذين كانوا يتعاملون بتكتم شديد عن تحركاتهم ومنهم علي عبد المغني ومطهر زيد مطهر وغيرهم وبعدها نحن دخلنا الحرس الوطني الذي تم تشكيله من بني مطر والحيمتين وسنحان وبلاد الروس وبني حشيش وهمدان وكان قوامه يتجاوز ثلاثة آلاف فرد وتم تدريبه بمستوى عال من قبل زملائنا ضباط الصف وخريجي الكلية الحربية وكان ذات مستوى تدريب عالُ الذي استمر لنحو ثلاث سنوات حتى قامت ثورة سبتمبر وتم توزيعه على مناطق المواجهات ,وأنا شخصيا توليت قيادة السرية الثالثة من الحرس الوطني وذهبت بها إلى صعدة ومكثنا هناك لمدة ستة أشهر ومن افراد هذه السرية عبدالله البشيري وأبو الرجال الذين كانوا ما يزالون طلاباٍ وبعدها جاءت القوات المصرية وفكت الحصار علينا وهدأت المشاكل.
العكفه
• هل يمكن أن تصف لنا يوم انطلاق شرارة الثورة ¿
– عند تفجير الثورة كنا متواجدين في العرضي القاعة الغربية وسمعنا خروج الدبابات حوالي بعد نصف الليل وعندها لم نكن عارفين إلا بعد ضرب الدبابة لمنزل البدر في نصف الليل وبعدها أرسل البدر احد افراد عكفته شاباٍ هو من بيت الزرقة تقريبا قام بجولة استطلاعية ومر على كل القاعات لمعرفة موقف الجيش المتواجد في العرضي وغادر ونحن جلسنا إلى قرب الفجر وتحركنا بسلاحنا ولكن لم يكن لدينا أي ذخيرة فأنا شخصيا لم أكن أمتلك سوى خمس طلقات اشتريتهن وخرجنا من الباب الغربي للعرضي الذي خرجت منه الدبابة واتجهنا نحو خزيمة (حاليا جسر الصداقة) وصلت أنا وزميلي احمد حسن صالح علي عند الثلايا الذي أمرني مباشرة بقيادة المدرعة ومسكت الرشاش وكان فيها أيضاٍ المرحوم محمد مطهر زيد وكان هناك مدفع 58وجلسنا حتى الساعة الثامنة صباحا والمواطنون كانوا يمشون وعلامات الفرح على وجوههم ضاحكين مباركين لما نقوم به وتم الضرب على دار البشائر وتم اصابة (المفرج العدني واحراقة) وعندها اتى احد المشائخ اسمه احمد علي مسعود (بني مطر) يقول لمحمد الثلايا: اضرب منزل زبارة فقال: تمام ووجه المدفع فكانت الضربة الأولى (في دايرصنعاء) عند البنك المركزي حاليا فتم اطلاق الضربة الثانية لتصيب الهدف وكانت رتبتي العسكرية حينها مساعد أول.
نهب
• من اقتحم دار البشائر قوات الثورة أم القبائل¿
– أنا كنت موجوداٍ ولم نكن نمتلك الذخيرة فجاءت الأوامر بالتوجه نحو قصر السلاح والكلية الحربية سابقا في العرضي مقر قيادة الثورة وتم استلام الذخيرة وقمنا بدورية إلى خزيمة (جسرالصداقة) وبعدها توجهنا إلى ميدان التحرير ثم دار البشائر وعند وصولنا وجدنا الناس يقومون بعملية النهب لمحتويات الدار فتوجهنا نحو البوابة القبلية وقمنا بأخذ كل شيء من الاشخاص عند الخروج وتجميعها في المدرعة ومنها هذه المنهوبات السيوف الذهبية حتى وقت الظهر وقدوم هادي عيسى حتى امتلأت المدرعة وقمنا بالتوجه نحو قيادة الثورة في العرضي وتسليم المنهوبات ورجعنا مرة اخرى إلى دار البشائر والإذاعة وجاءت التوجيهات بإحضار ابن الإمام علي بن علي من منزله في القاع وكان عمره لايتجاوز13عاما واستمررنا في الدورية حتى اليوم الثاني وتوجهنا إلى منزل البدر البوابة الغربية وتم فتح المخزن وكانت هناك اموال(فرانصي) حوالي 15-20 (خيشة) صناديق مخصصة للفلوس وخيشة كبيرة فيها حوالي ثلاثة اقداح فرانصي وتم اخذها إلى العرضي حتى تم إملاء احد العنابر فلوس فرانصي وكان هناك شرف وايمان بالثورة ولم يتم أخذ أي شيء من قبل الجنود رغم حالة الفقر التي كانت موجودة هذا بالنسبة ليوم الثورة.
العتاد
• ماذا عن العتاد والأشخاص المشاركين في يوم الثورة¿
– مدرستا الحرس الوطني والإشارة بقيادة ضيف الله والعدد حوالي 200الحرس الوطني و60-70مدرسة الإشارة وانا توليت قيادة الرشاش في الإذاعة لمدة اسبوعين وبعدها تم استدعاؤنا ودربنا الحرس الوطني وتوجهنا إلى محافظة صعدة.
المعارك
• ماذا عن أهم المعارك التي اندلعت بعد تفجير الثورة¿
في اليوم السابع للثورة تفجرت عدة معارك خاصة في خولان بعد استلام الغادر للسلاح وبعدها تم تجنيد 500شخص من بني مطر على خولان بقيادة الموجاني لكن حدث اتفاق بين الغادر والموجاني ليغير الموجاني موقفه وينضم للغادر ضد الثورة ويقوم بقطع طريق صنعاء- الحديدة في منطقة بوعان ,ومن أهم المعارك التي حدثت معركة سنوان وصعدة فنحن قضينا سبعة أيام في السفر وكانت معركة سنوان من أهم المعارك التي قصمت ظهر الثورة لفداحة الخسائر حيث تم احراق قشلة سنوان بذخائرها من قبل القبائل وحينها كانت الفوضى هي السائدة .
حمارعاطف مصلي
• كيف تم فتح قصر السلاح وهروب الإمام البدر¿
– هروب الإمام تم من قصر البشائر من خلال باب عبيلة من بستان الإمام علي بن علي بجانب الإذاعة إلى وزارة الزراعة حاليا وبعدها خرج من الإذاعة وفي اليوم الثاني لقيت احد الزملاء اسمه حسن صالح المساري وسألته عن مجيئه وقال أنه قادم من البلاد وسألته عن الأوضاع فقال: وجدت الإمام البدر في نقيل الصبرة بهمدان معسكر الاستقبال حاليا ومعه 50 شخصا من افراد عاطف مصلي بسلاحهم والإمام راكب حمار عاطف مصلي وأمرته بالتوجه نحو القيادة في العرضي والتبليغ وبعدها تم إرسال مدرعتين واحدة توجهت نحو طريق شبام والأخرى طريق عمران لكن حمار عاطف مصلي كان سريعاٍ فالذي ذهب شبام لم يجد الإمام والذي وصل عمران أيضا كان الإمام قد غادر نحو منطقة الماخذ متوجها نحو مسور حجة وعند وصوله قام بتجميع القبائل من أجل السيطرة على حجة لكنه فشل لأن الأمور كانت مرتبة تماماٍ لصالح الثورة .
وقصر السلاح تم فتحه بأمر السلال وتوجهت الدبابة نحو القصر وكان قائد القصر صالح العروسي الذي رفض فتح القصر إلا بأمر السلال ولولا فتح القصر وتزويد الجنود بالذخائر لما نجحت الثورة وعندها أصبح الجميع مع الثورة وقتل العروسي في معركة سنوان التي قتل فيها الكثير من الضباط الأحرار حيث قام احد الضباط بإحراق القشلة بذخائرها ومن فيها بعد أن كانت القبائل ستسيطر عليها .
خبراء
• ماذا عن الدور المصري في دعم ثورة سبتمبر¿
– الجنود المصريون وصلوا في اليوم السابع للثورة مجموعة صغيرة إلى العرضي عبارة عن خبراء حتى وصلوا بالآلاف ولولا الدور المصري لما نجحت ثورة سبتمبر وكانت أغلب القبائل ضد الثورة وبعد وصول المصريين تم التجييش من البيضاء وغيرها .
صعدة
• أهم الأحداث التي لازالت تمثل لكم ذاكرة لا يمكن نسيانها¿
– توجهت إلى صعدة بعد الظهر من صنعاء وكانت الدولة لا تمتلك أي وسيلة مواصلات مثل السيارات (إلاإرسيات بريطانية من عدن) لمدة اربعة ايام بليالها حتى وصلنا صعدة حتى وصلنا مفرق ريدة سنوان وكنا متوقعين التوجه إلى سنوان ولكن اتجهنا خمر وتناولت الغداء في منزل أحد الأشخاص من بيت حنش وبعدها نزلنا حوث وهي منطقة اغلب سكانها من الهاشميين وكنا متخوفين ونحن سرية اغلبها من الطلاب الذين لايتجاوز عددهم 100 شخص وفي الصباح توجهنا نحو حرف سفيان وكان هناك سرية من الدفاعي وصلت قبلنا بنحو خمسة أيام متمركزين في قشلة حرف سفيان ووصل أحد الاشخاص من المعاريف من صعدة اسمه احمد محمد القليصي من زملائنا وهو من الاشخاص الذين توجهوا بطائرة من صنعاء إلى صعدة وكان معهم أحسن المطري وعلي أحمد الزرور وصالح المطري لكن قالوا له إنزل الطائرة مليانه وتحركت الطائرة محملة بالسلاح والذخائر وتم تجميع القبائل إلى المطار وقبلها كان قد دخل صعدة مجد الدين المؤيدي الذي ادعى الإمامة لكن لم يستطع السيطرة على السنارة وقشلة صعدة وظل محاصراٍ لصعدة ولكنه دخل مطار صعدة مع مجموعته واستقبل الطائرة وكان قائدها احمد قائد العلفي الذي تم اخذه مع بقية الأفراد وكانوا يعتقدون أن هؤلاء الأشخاص جاءوا لاستقبالهم فتم أخذهم مع السلاح والذخائر من قبل مجموعة مجد الدين المؤيدي القليصي كان متردداٍ في العودة إلى صنعاء فتوجه نحو جبل تلمص المطل على المطار ونام فيه لأنه لم يؤسر مع زملائه لأنه خلع الميري ولبس (الفوطه) فنجا من الأسر وفي الفجر توجه نحو باب اليمن في صعدة ولقي شيبه فسأله: من أين جيت ياولدي¿ رد عليه القليصي: من السعودية وأخذوا ثيابي في الطريق فصلى الفجر وعاد إلى صنعاء مشياٍ على الأقدام والتقينا في حرف سفيان وشرح لنا ما تعرض له وزملاؤه حيث علم بما حدث للطائرة من الشخص المسن في باب اليمن بصعدة الذي أخبره عن وصول الطائرة وسجن من عليها في قصر الإمام (المقام) وتم تسليحه ببندق احد الافراد الذي اصيب بالمرض ورجع معنا حتى وصلنا صعدة وهي مدمرة نتيجة ضرب الطيران من قبل المصريين ومجد الدين المؤيدي غادر والقشلة أمير مفرزة صعدة بقيادة محمد مريط وبالنسبة لأسرى الطيارة تم اخذهم إلى نجران وبعد فترة التقيت بأحسن المطري وسألته عن ماحصل لهم قال: أرسلونا إلى نجران عند الإمام محمد بن الحسين الذي سأله عن اسمه فرد عليه: أنا اسمي أحسن المطري وسألته عن قرابته بعلي المطري الذي كان حينها في رئاسة الوزراء فرد عليه هو بن أخي قال: هو الذي درسني فخيره بين العودة أو الجلوس معه فقال الإمام محمد بن الحسين: خليك معي وسلمه سلاح الملكية لكن علي الزرود رجع عندما علم أن الأمام في المنطقة الغربية في شدا وعينه الإمام قائداٍ للعكفه والزرود تزوج من رازح وعندما حصلت المصالحة بين الملكيين والجمهوريين رجع جمهورياٍ وتولى قيادة سرية في القصر حتى توفي.
ونحن عندما وصلنا صعدة تم محاصرتنا حتى وصل الجنود المصريون وتم إخراجي إلى حصن البيضاء لأني كنت أستطيع استعمال المدفع الذي تم به ضرب الملكيين في وادي نشور وفي اليوم الثاني تم إخراج حملة بقيادة المقدم محمد النهمي ومعهم مدفع ومدرعة حتى وصلوا إلى وادي نشور وحصلت هناك معركة حامية الوطيس وكانت بنادق الملكيين بنادق أمريكية أتوماتيك تغطي الرشاشات لكن الحملة لم تستطع الصمود لأنها كانت عبارة عن سرية فتراجعوا وخسروا المدفع وتم محاصرتنا لمدة ثلاثة أشهر وطلبنا من المصريين تنظيف السلاح وكان أحد الجنود المصريين اسمه فاروق وظللنا محاصرين ثلاثة اسابيع حتى دخلنا صعدة التي حوصرنا فيها وتوليت الدورية أنا ويحيى الحياسي وكان هناك شرهان متولي مدفع قاتل قتالاٍ شرساٍ ضد الملكيين حتى تم عودته إلى صنعاء بعد وصول المصريين وكان قائد صنعاء في حينها عبد الرحمن الترزي .
• أهم المناصب التي تقلدتها ¿
– قائد سرية ثم بعدها قائد كتيبة ثم قائد محورعبس ثم محور حرض وأركان حرب اللواء أول مجد وبعدها تم تعييني من قبل الرئيس الحمدي لقيادة اللواء ثاني مجد في عمران .