
لا ينسى اليمنيون وهم يعيشون أوضاعاٍ مخيفة تحدق بهم من كل اتجاه أن يحتفوا بأعيادهم الثورية سبتمبر وأكتوبر والتي كانت نقاط تحول في حياتهم في ستينيات القرن المنصرم .. ومع هذا الاحتفال المحفوف بالخوف والأمل على حد سواء يرى أبناء الوطن أن المخرج الوحيد يكمن في إنعاش ثقافة الاصطفاف الوطني للحفاظ على المكتسبات الوطنية التي بذلوا وما زالوا يبذلون من أجلها لتحقيق الدولة المدنية .. فكثير من اليمنيين يعتبر أن أهم تلك المرتكزات هي الحفاظ على النظام الجمهوري بأهدافه الثورية وكذا التمسك بالوحدة والديمقراطية كخيار لبناء الدولة .. ويضاف على ذلك العمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار ليخلص الجميع نحو دولة يسودها العدالة والنظام والقانون والمواطنة الحقة ..
الدكتور العزي شريم ( عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار قال: مما لا شك فيه ونحن نتذكر هذه الأيام تضحيات الآباء والأجداد في تلك الحقب لإيجاد نظام جمهوري أن ندرك أن اليمن يسير هذه الأيام نحو بناء الدولة المدنية التي نعمل جميعا من أجل تحقيقها عن طريق تنفيذ مخرجات الحوار على أرض الواقع – والتي اتفق عليها كل أبناء الشعب اليمني – وكذا التصويت على مسودة الدستور الذي أوشك على الانتهاء منه كل ذلك سيضع اللبنات لبناء الدولة المدنية الحديثة .. بيد أن بعض العراقيل والمنغصات التي نعيشها اليوم تحتاج منا إلى حالة من الاصطفاف الوطني والذي دعا إليه رئيس الجمهورية للحفاظ على ما تم إنجازه من المنجزات وبذل اليمنيون من أجلها الكثير منذ قيام ثورات سبتمبر وأكتوبر وحتى اليوم .. اصطفاف يعمل على ترسيخ أهداف تلك الثورات كإيجاد يمن العدالة ونظام عادل يتساوى فيه الجميع أمام القانون وكذا العمل على توثيق وتقوية التلاحم والوحدة بين أبناء الشعب اليمني وبما يزيل الشوائب التي أوجدتها بعض الأخطاء في الماضي .. والحقيقية أن مخرجات الحوار الوطني قد أكدت على تلك القضايا ونحن اليوم كيمنيين معنيين بالتوحد والاصطفاف خلف القيادة السياسية للحفاظ على ما تم إنجازه ..
وأضاف الشريم: أنا لست متخوفاٍ مما يحصل اليوم من مشاكل وعراقيل وعوائق وثقتي بأن الشعب اليمني قادر في حال ترسخت لديه ثقافة الاصطفاف للحفاظ على ما أنجز أنه سيخرج إلى بر الأمان .. والجميع اليوم معني بالدفاع عن تلك المكتسبات ( الدولة المدنية الحديثة والوحدة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وكذا نشر ثقافة التسامح والقبول بالآخر ودفن أحقاد الماضي ..وعلى الجميع أن يدرك أن الوطن يتسع للجميع بحيث نسعى جميعاٍ للبناء تحت تلك المكتسبات الوطنية ..
من أجل الدولة الحديثة
الأخ عبدالرحمن مشرعي عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي قال: إن دعوة الاصطفاف الوطني للحفاظ على المكتسبات جاءت في الوقت المهم وهي مهمة ( الاصطفاف ) بأهمية مقتضيات المرحلة وبأهمية المكتسبات التي يتطلب على كل اليمنيين الحفاظ والذوذ عنها خاصة وأن تلك المكتسبات جاءت بعد مراحل من التضحيات الكثيرة والمعاناة الكبيرة للشعب اليمني وأصبحت أملاٍ يراود كل أبناء الوطن الذين يسعون لإقامة الدولة المدنية الحديثة التي يكون العدل والمساواة والنظام والقانون هو السمة السائدة فيها .. كما أن الاصطفاف ينبغي أن يكون على كل أبناء الوطن دون استثناء ودون تمييز بهدف أن يشترك كل أبناء الوطن في بناء وطنهم وأن يستشعر الجميع مسؤوليتهم التاريخية والوطنية بعيداٍ عن لغة السلاح..
وأضاف: مما لا شك أن ما يعيشه الوطن اليوم من أزمات ومشاكل لا يمكن أن تؤثر على طموح الشعب اليمني في حال وجد اصطفاف وطني جامع كل الشرائح والجهات السياسية والمدنية على كلمة سواء لخدمة الوطن وبناء ونهضته ونحن اليوم لدينا قاعدة مهمة لبناء الوطن تتمثل في وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي تمهد لبناء الدولة اليمنية الحديثة .. ونحن نقول على من يدعي المظلومية من أي طرف كان أو من لديه مطالب معينة بأن المرحلة الحالية هي مرحلة اصطفاف وطني لإيجاد الدولة العادلة والحكم الرشيد والتي سيقضى فيها على الظلم ويكون المنتصر والغالب فيها هو الوطن وكل الشعب دون تمييز وعلى الجميع بمن فيهم الذين يدعون أنهم ظلموا أن يضعوا أيديهم في أيدي القوى اليمنية الوطنية المشاركة في مؤتمر الحوار وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار خاصة وأنه لم يبق من الفترة الانتقالية إلا الشيء اليسير والقليل .
ثقافة المواطنة
محمد عياش قحيم عضو مؤتمر الحوار عن المؤتمر الشعبي العام قال: من الهام أن يفهم الناس أن أمر الاصطفاف حتمية للعيش الكريم ولمواجهة كل الأخطار .. أخطار الإرهابيين وأخطار المدى الدخيل على وطني وأن الاصطفاف امتداد لمعركة سابقة معركة ضد التخلف والجهل والإمامة الباغية .. ونحن في اليمن ما أحوجنا لاصطفاف كل المكونات بما فيهم الحوثي كي نطلق عليه اصطفافاٍ وطنياٍ ويجب على كل الأحزاب تفعيل الأدوات ومنظمات المجتمع المدني ولم الشمل ونحن واثقون من أن الحكمة اليمنية ستنتصر ..
وأضاف: لتحقيق اصطفاف حقيقي فإنه يتطلب منا استخدام العديد من الوسائل .. وهناك وسائل اجتماعية وهي التواصل وكسر حواجز الأزمة الماضية بين أطراف العمل السياسي اليمني وبما يهيئ الأرضية للتقارب وإذابة ثلوج التوتر والتمترس النفسي .. ومن ثم الجلوس مع كل فئات الشعب اليمني ومكوناته لأخذ آرائه ومقترحاته لحل الأزمات المعضلة كونه هو من يلامس الأوضاع وتلامسه .. وعلى الأحزاب السياسية اليمنية الجلوس مع بعضها لإزالة الشرخ الحاصل فيما بينها والذي أدى الى ما نحن عليه الآن .. كما أن على الأحزاب السياسية إيجاد خطاب إعلامي يوحد ولا يفرق يجمع ولا يشتت .. خطاب يكرس ثقافة المواطنة المتساوية والعدالة وبما يحقق التلاحم والتقارب بين أبناء الوطن
اصطفاف لتنفيذ المخرجات
الناشط السياسي الإصلاحي أحمد مانع قال: ينبغي أن يعمل الجميع لترسخ الاصطفاف الوطني لتحقيق أهداف الثورة وذلك من خلال الالتزام بمضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وعدم الخروج أو التحايل عليها أو عرقلتها وكذا الالتزام بمخرجات الحوار الوطني وسرعة العمل لإيجاد أجواء طبيعية ملائمة لتنفيذ هذه المخرجات وقطع المعاذير أمام كل من تسول له نفسه الهروب من استحقاقات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وكذا تعزيز مفهوم الشراكة الوطنية ممارسة وسلوكا على الأرض بعيدا عن أي حذلقة سياسية أو أي استغفال للآخرين .. إضافة إلى تعزيز هيبة الدولة من خلال حماية مؤسساتها الأمنية والدفاعية واستكمال هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية بعيدا عن أي استقطاب مناطقي أو طائفي أو حزبي وبسط هيبة الدولة وسيادتها على كافة التراب الوطني ونزع السلاح الثقيل والمتوسط من الجماعات الخارجة على النظام والقانون واحتكار القوة القاهرة للدولة والدولة فقط كل تلك القضايا تعد من المكتسبات التي يفترض تحقيقها والحفاظ على ما نفذ منها وعلى الدولة أن تركز أن الاصطفاف الوطني لا بد وأن يلتفت إلى هموم المواطنين واستشعار معاناتهم المعيشية اليومية وإيجاد الحلول العملية العاجلة والسريعة لمشاكلهم وسحب البساط على كل من يستغل ظروف الناس المعيشية الصعبة ذريعة للوصول إلى أهداف غير مشروعة ..
وأضاف: إن ذلك يتطلب مساندة رئيس الجمهورية والوقوف معه حتى يتمكن من فرض هيبة الدولة وبسط سيادتها على كافة التراب الوطني ودعم الجيش ضد الجماعات الإرهابية والخارجة على النظام والقانون وترسيخ قيم المحبة والتسامح والإخاء بين المواطنين
قيمة وطنية
أحمد وهان ناشط سياسي يرى أن الاصطفاف الوطني قيمة وطنية مهمة للشعب اليمني خاصة في هذه المرحلة فكل الآمال والأهداف التي سعى إليها أبناء الشعب اليمني منذ ثورات سبتمبر وأكتوبر وحتى اليوم يتم الآن تحقيقها وفق ما تم التوافق عليه من مخرجات وإنجازات بيد أنه لا بد وأن تكون لتلك الدعوة المتمثلة بالاصطفاف الوطني العديد من الوسائل ليتم نجاحه وفي مقدمة ذلك تبني مصفوفة كاملة من القيم والثوابت الوطنية وإطلاق التوعية بها من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية النزول للمدارس والجامعات والمساجد للتوعية وكذلك النزول لمؤسسة الجيش والأمن ودواوين الوزارات ومكاتبها في المحافظات من خلال محاضرات وندوات وبرامج توعوية والتأكيد على أهمية الاصطفاف الشعبي والوطني حماية للمكتسبات الوطنية.
والمضي قدما في سبيل الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة اليمنية والنظام الديمقراطي ومحاربة الفساد والنهوض بالقضاء اليمني والتعليم وإعداد جيش وطني قوي ولاؤه لله وللدين والوطن والتنمية الشاملة و العمل والإسراع في تنفيذ استحقاقات ما تبقى من الفترة الانتقالية والاستفتاء على مسودة الدستور وتجهيز السجل الانتخابي كبداية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وقبل هذا كله نزع سلاح المليشيات ليكون الصندوق هو الحكم والفيصل الذي ارتضاه الشعب اليمني كوسيلة سلمية للوصول للحكم وخدمة الوطن والمواطن عبر أحزاب سياسية أو مستقلين وغير هذا فهو منبوذ وغير معترف به شعبيا وسياسيا ودستوريا
ضرورة وطنية
الناشط الشبابي: عبدالسلام محمد قال: لقد مثل الاصطفاف الوطني ظاهرة رائعة تؤكد الوعي والنضج لدى الشارع اليمني الذي لم يعد أحد قادراٍ أن يضحك عليه.. فالجماهير الكبيرة التي خرجت في مختلف أرجاء الوطن أثبتت بما لا يدع مجالاٍ للشك بأن مفاهيم وأهداف ثورة سبتمبر العظيمة هي محور ارتكاز لن يحيد عنه اليمنيون .. وتجلت حكمة الشعب بالتفافه وإنكاره للظواهر الغريبة والتي تحاول فرض نفسها بقوة السلاح .
وأضاف وهان: وأننا كشباب نأمل من الأحزاب اليمنية إدراك هذه التطورات لدى جماهير الشعب ومحاولة مواكبتها ومواءمتها بما يخدم الوطن والمواطنين.. وأن تسعى هذه الأحزاب لغربلة قياداتها المعتقة ورفد الصفوف الأولى لها بالكادر الشبابي المتنور إذ إنه لا يصح أن نرى إلى الآن قيادات حزبية تدعو للتغيير وتحقيق مبادئ الثورة وأهدافها وهي مازالت متشبثةٍ بكراسيها لا تريد مفارقتها.. فمن يدعو للتغيير ياسادة عليه أن يؤمن به أولاٍ وأن يطبقه على نفسه.. وأنا من هنا أدعو الأحزاب وعلى رأسها التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام للمبادرة بإبراز دور الشباب فعلاٍ وعملاٍ ومناصب قيادية في الصفوف الأولى.. وأن تترك لهم الفرصة لإثبات وجودهمفهم يحملون من الحب والإخلاص للوطن مثلما يحمله القابعون على الكراسي الأولى.. مع فارق الحماس وقوة الشباب وأكد أن مشروع الاصطفاف لا يمكن تفسيره بالتكتل ضد فصيل ما أو موقفُ ما كلا ويخطأ من يظن ذلك. إنه مشروع اليمن هنا هي التراب والدم واللحم..هي الأم هي القبلة هي أحلامنا بالأمس ومستقبلنا في الغد ..هي الدولة المدنية التي نسعى لها منذ 26 سبتمبر1962م وحتى الآن
فالوطن اليوم يسير نحو تحقيق ما حلم به كل اليمنيين منذ عقود .. وما ضحى من أجله الثوار وسعى إليه المثقفون وبذل أبناء الشعب من أجله الكثير .. ويحتاج الأمر منا ونحن نتذكر هذه الأيام تضحيات الآباء والأجداد الذين قدموا أنفسهم رخيصة من أجل الوطن في ثورات سبتمبر وأكتوبر الأمر الذي يقتضي اليوم أن يتلاحم كل أبناء الوطن أصحاب الهم والأمل ويصطفوا لتحقيق تلك الآمال التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الواقع ..