
– لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة والخالدة مبادئ وأهداف سامية عملت على تكريسها ونشرها بين أوساط الشعب الذي عانى الأمرين قبل قيام الثورة المباركة.
ومن أبرز الأهداف وأهمها التي عملت الثورة اليمنية على تكريسها نبذ الأفكار المتطرفة والغلو والفرقة ونبذ المذهبية والمناطقية والعنصرية وتحقيق مبادئ المساواة والعدالة بين جميع أبناء الوطن وغيرها الكثير من الأهداف التي اندلعت الثورة من أجلها ومن أجل تكريسها وترسيخها في كل بقاع الوطن.
وما يزال نبذ تلك الأفكار الهدامة هو الضرورة الملحة التي تتجدد يوماٍ بعد آخر لإرساء التسامح والإخاء ونشر الحب بين أبناء الوطن الواحد من أجل رقيه وتقدمه وبناء اليمن الجديد على أسس الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدالة والمساواة وتطبيق القانون على الجميع وإرساء كل المبادئ السامية والراقية ونبذ كل الأفكار والمعتقدات الهدامة والخاطئة والضالة.
وإذا ما تحققت مبادئ الأخوة والتسامح فبالتأكيد سيعم الأمن والاستقرار في أرجاء الوطن اليمني وهو الأمر الذي يحتاج لتكاتف كل أبناء الوطن وفي مقدمتهم الشباب الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل وعليهم يعول الجميع في بناء اليمن الجديد وتحقيق كل تطلعات أبنائه.
الثورة في احتفائية العيد الثاني والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر استطلعت آراء الشباب من الجنسين حول أهمية التسامح والإخاء وضرورة نبذ أفكار التطرف والعنصرية والمذهبية بأشكالها المختلفة وخرجنا بالحصيلة التالية:
الوسطية سنة الله
ويؤكد الشاب وليد حيدر (بكالوريوس جامعة صنعاء) أن كل شيء يزيد عن حده لا بد أن ينقلب إلى ضده موضحاٍ أن الوسطية هي سنة الله سبحانه وتعالى في الكون فالله جل وعلا حين خلق السموات والأرض كان التوسط في المدة هو ما عمل به سبحانه وتعالى على الرغم من انه جل وعلا كان قادراٍ على أن يقول للسماوات والأرض كن فيكون وكذلك قال تعالى: (وجعلناكم أمة وسطاٍ).
وأضاف حيدر: فالوسطية وعدم التطرف في كل الأمور يجعل منا قادرين على رؤية كل القضايا الحياتية بصورة غير التي نعتقدها أو نتصورها بينما الشخص المتطرف لا يرى سوى ما يراه هو ورأيه ومعتقده هو الصح والآخرون جميعاٍ على خطأ وبذلك فالآخر لا يدخل سوى في إطار مصطلح الخصم وليس المنافس والتطرف المذهبي من اخطر تلك الظواهر فهي تحاكي الجانب الديني قبل العقلي وتخاطب العاطفة لا العقل وبذلك وجد معتقد إن لم تكن معي فأنت ضدي.
وأشار إلى أن للتسامح أهمية كبرى في التعايش بين الأديان والطوائف والأعراق وبذلك تنعكس آثاره على الأمن والسلم الاجتماعي منوهاٍ أن الشباب هم القوة التي قد تكون عصا الرد على التطرف والأفكار الهدامة أو قد تكون الخنجر المسموم الذي تطعن به آمال المجتمعات في الجوانب الدينية والسياسية والاجتماعية وغيرها من الجوانب داعياٍ الشباب للتوسط في كل الأمور ومراجعة العقل في كل القضايا وتحكيم لغة التسامح والمنطق بعيداٍ عن التطرف والإرهاب وثقافة الكراهية انطلاقاٍ من قوله سبحانه وتعالى (لو كنت فظاٍ غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العظيم موجهاٍ أيضاٍ الدولة للقيام بواجباتها تجاه الشباب وتحصينهم من أي أفكار هدامة أو غير سوية كما تقع تلك المسوؤلية على الأسر التي يجب أن تتابع أبناءها وتلاحظ تصرفاتهم ورفاقهم إن كانوا رفاق سوء أو رفاق خير.
ثورة سبتمبر أزالت مسميات التطرف والتفرقة
أما الشاب وائل المراني (موظف حكومي) فقد بدأ حديثه بالقول: إن القلب ليحزن والعين لتدمع حين نرى الشعب اليمني في وضع لا يسر ووصل إلى حال صعب جداٍ بسبب الحزبية الضيقة وانتشار الأفكار الطائفية والهدامة وأفكار التطرف وما تعمل كل تلك الأفكار الهدامة بشباب اليمن وبالوطن وحقيقة هناك أفكار دخيلة على مجتمعنا اليمني تستهدف الشباب وتغسل أفكارهم باسم الدين وتجعلهم يرون أنفسهم على الحق أما البقية فهم على دين آخر فيقتلونهم ويذبحونهم فأي دين هذا الذي يأمر أو من تعاليمه قتل النفس البريئة التي لا ذنب لها إلا أنها على غير أفكار هؤلاء.
وأوضح أن هؤلاء نسوا دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو أرحم من في الأرض وهو قدوتنا التي يجب أن نسير عليها مشيراٍ إلى أن الأفكار الهدامة تتوالد لعدم وجود الوازع الديني الحقيقي وكذا نتيجة لغياب دور الدولة وعدم قيامها بمهامها على أكمل وجه بحيث تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار ونشر أفكار لا تمت للإسلام أو الإنسانية أو المجتمع بأي صلة.
واعتبر المراني أن أمثال هؤلاء الذين لا يرون أمامهم سوى القتل وإباحة الدماء ليسوا بشراٍ وإنما وحوش داعياٍ الله العلي القدير أن يحفظ اليمن وأهله من الطائفية والحزبية والمناطقية ومن كل سوء ومكروه وأن يمن عليها وعلى أبناء الشعب عامة بالأمن والاستقرار.
وقال: لكون أبناء اليمن كانوا يداٍ واحدة ونبذوا كل أفكار الطائفية والمناطقية نجحوا في إشعال ثورة سبتمبر والخروج باليمن من الظلم والجهل فثورة سبتمبر هي التي أزاحت عن الشعب اليمني هذه المسميات التي تفرق بيننا وتزرع الحقد في أوساط الشعب فكل تلك المسميات هي التي توجد الوحوش الآدمية التي لا تفكر سوى بالقتل والدماء والتكفير لذلك فثورة سبتمبر هي أطهر الثورات والتي كانت على أيادي الأحرار البسطاء والذين كانوا يحملون أفكاراٍ عملاقة وصائبة للوطن وجميع أبنائه دون أي تمييز.
وأشار في ختام حديثه إلى أن ثورة سبتمبر المجيدة أزالت ما كان يسمى بالطبقات بين أوساط أبناء البلد الواحد وبني عليها أساس وقواعد وأهداف لمستقبل اليمن الواحد فهي ثورة كانت نابعة من القلب تبحث عن الأفضل.
أخطار عديدة
ويؤكد الشاب أكرم الزهيري (موظف في البريد) أن أخطار التطرف الطائفي والمذهبي عديدة ولا يمكن إيجازها بسهولة موضحاٍ أنه يمكن تشبيه أخطارها بالسرطان الذي ينهش في جسد المجتمع ويمزق النسيج الاجتماعي في البلاد.
وأضاف أكرم بقوله: فبمجرد الانتماء إلى أي طائفة أو مذهب متشدد يصبح ذلك الشخص المنتمي ينظر إلى غيره بتعال واختلاف فكري وديني ثم يصل إلى مرحلة أنه وجماعته على الصواب فيما البقية على الخطأ لدرجة تصل إلى حد التكفير مما يؤدي إلى التنازع وعدم التوافق والاقتتال والذي بدوره يدمر وحدة وتماسك وطمأنينة وأمن البلاد.
وأشار إلى أنه يجب نبذ تلك الأفكار والتوجهات ونشر مبادئ التسامح والإخاء والمساواة بين أفراد المجتمع عامة وأوساط الشباب خاصة كون الشباب هم عماد الحاضر وكل المستقبل وبهم تبنى الأمم وتنهض الحضارات إذا كانت تنشئتهم تنشئة سليمة قائمة على الولاء لله ثم للوطن أما إذا استهدفوا من قبل تلك الجماعات المتطرفة والإرهابية فهم قوة عكسية ضد المجتمع وأمنه واستقراره منوهاٍ بضرورة أن يتم نبذ كل الأفكار الخاطئة والهدامة لكي يسود الاتفاق والتفاهم والوحدة والتي تعتبر عوامل مهمة وركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار والذي بدوره ينعكس على التنمية وتطور الشعوب وازدهارها.
المذهبية الدينية الأخطر
واعتبر الشاب أحمد العمري (بكالوريوس جامعة صنعاء) المذهبية الدينية هي من اخطر ما يفكك الشعوب الإسلامية وأنها تعتبر سرطان في جسم الأمة العربية والإسلامية موضحاٍ أن المسلمين تفككوا بين شيعي وسني وزيدي وشافعي وحنبلي وهذا نتاج أن الجميع لم يفهم الأسس التي جاءت بها المذاهب والتي أساسها تقريب المسلمين تحت راية الإسلام.
وقال: قامت الثورة في بلادنا في 26 سبتمبر لنبذ المذهبية آنذاك وجعل اليمنيين شعب واحد دون فوارق فالكل متساو في الحقوق والواجبات ورسخت مبادئ التسامح والإخاء بين كل اليمنيين بمختلف شرائحهم سواء المذهبية أو الطائفية أو السلالية فقد شكل قيام ثورة 26 سبتمبر مرحلةٍ جديدة في حياة الشعب اليمني ورحلته إلى النور كما فعلت البلدان الأوروبية حينما هاجرت إلى نور الحياة المعاصرة ومن عزلة التخلف إلى الانفتاح والتطور والتقدم وقد جاءت الثورة اليمنية “26سبتمبر 1962 و14أكتوبر 1963” حصيلة نضال وطني مثل واحدية نضالية ضد الاستعمار البريطاني المحتل للجزء الجنوبي من الوطن منذ 1839م وضد الاستبداد الإمامي في شمال الوطن الذي خيِب ظن الشعب عندما أعطى مفهوماٍ قاصراٍ ومشوهاٍ للاستقلال.
الدين الإسلامي نبذ التطرف والعصبية
أما الشاب وليد البكاري (موظف حكومي) فقد بدأ حديثه بالقول: ديننا الإسلامي الحنيف نبذ التطرف والعصبية والتعصب الجاهلي الأعمى وما إلى ذلك من مصطلحات تثير الفرقة أياٍ كان نوعها بين أبناء الوطن الواحد فالوطن قدم قوافل من الشهداء من خيرة أبنائه ممن قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن والأجيال القادمة لينعموا بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة والعيش الرغيد والتعليم والصحة فقد قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وهي تحمل في طياتها ستة أهداف يعرفها الجميع بعيداٍ عن ما يفرقنا وعلى الجميع أن يتخذ لغة الحوار والتسامح والأخوة والمحبة والسلام منهاجا يسير عليه الجميع ولابد على الجميع أن يعي أهمية ذلك في حياتنا إذا ما أردنا أن نبني وطننا الغالي.
وأوضح أنه في حال اختلافنا على أي شيء فيجب أن نرده لله والرسول كما أكد علينا ذلك ديننا الحنيف مشيراٍ على أنه على العلماء ممن يخافون الله سبحانه وتعالى اتخاذ موقف إزاء الأوضاع الراهنة للخروج بموقف يحرم القتل والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد وأن على العلماء التشديد على ضرورة التمسك بوحدة الصف وأن يكون الجميع يداٍ واحدة وصفاٍ واحداٍ وعلى الجميع أن ينسى الماضي بكل سلبياته والنظر للمستقبل لينعم الجميع بالأمن والاستقرار منوهاٍ أنه على الجميع الوقوف معاٍ لبناء اليمن الجديد وإنشاء جيل قوي متسلح بالعلم ضد الجهل.
وأضاف: حقيقة كفى شعبنا مرارات الانقسام والحروب والفتن والتشطر والتشرذم وعلى الجميع عدم الإذعان لطرف ضد آخر بل يجب اتفاق الجميع من أجل الخروج بروئ وطنية تجمع لا تمزق وتلم لا تفرق وتخرجنا جميعاٍ من أي أزمات يعيشها الوطن وأيضاٍ يجب على الجميع أن لا يتيحوا لأعداء الوطن سواء في الداخل أو الخارج من ذوي المصالح الخاصة والشخصية أن يغتنموا فرصة التفرقة لتخريب الوطن وإشعال فتيل الأزمات لأنهم صناع أزمات فقط ومصالحهم دنيئة ضيقة ويجب أن لا تتاح الفرصة لهم لتنفيذ مخططاتهم فالوطن يتسع للجميع وليس ملكاٍ لأحد فليس في الوطن غالب ولا مغلوب.
واختتم البكاري حديثه بالإشارة إلى أن الطائفية والمذهبية والعنصرية مخاطرها لا تنذر بخير وعواقبها وخيمة على الجميع ولا مناص أمام الجميع من انتهاج منهاج التسامح والأخوة والمحبة والوقوف صفاٍ واحداٍ ويداٍ واحدة من اجل اليمن كل اليمن.
تكريس مبادئ نبذ التطرف والمذهبية
ويؤكد الشاب زيد الناشري (بكالوريوس جامعة صنعاء) أن ثورة 26 سبتمبر في الأساس كرست وركزت في مبادئها وأهدافها على نبذ التطرف والمذهبية إلا أنه وفي مراحل تالية عملت بعض القوى الداخلية ذات المصالح الشخصية وقوى خارجية على ترسيخ هذه الأفكار بل وعملت على تعميقها وتأصيلها وفق خطط وأساليب دينية وسياسية وقبلية بهدف شق الصف اليمني وتخريب الوطن وعرقلة مسيرة بنائه ونهضته موضحاٍ أن بعض قوى الأطماع الأجنبية عملت على توسعة الشرخ والتفرقة بين كل الفصائل والأحزاب السياسية حتى وصل بنا الوضع إلى ما نحن عليه اليوم.
وواصل حديثه بالقول: وهاهي مخاطر هذه السياسات تفرض نفسها بقوة لتهدد حاضر الوطن ومستقبله فقد أصبح التعصب المذهبي والفكري يطغى على كل المبادئ والقيم الدينية والاجتماعية وينشئ أجيالاٍ وعقولاٍ لا تعرف سوى القتل وسفك الدماء ومحاربة المرتدين والمارقين من أبناء دينهم وملتهم ومجتمعهم وتأصيل قانون الغاب وهذا ما وصلنا إليه فعلاٍ وبات مستقبل الوطن في ظل هذه الرؤية مظلم ودموي والعياذ بالله.
وأضاف: ولكنني وانطلاقاٍ من إيماني وثقتي بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان و الحكمة يمانية” وبأننا نحن أهل اليمن ارق قلوبا وألين أفئدة فإنني أؤكد بان حكمة هذا الشعب العظيم ستتغلب على هذه المخططات سواء أكانت داخلية أم أجنبية والهادفة لتفرقة المسلمين وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية وأؤكد بان أبناء اليمن الشرفاء والعظماء لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيخرجون الوطن من هذا المنعطف الخطير بفضل الله تعالى وكرمه.
وأشار إلى أن التسامح والإخاء في أوساط الشباب وكافة الفئات العمرية من أبناء الشعب اليمني العظيم هامة للغاية وأنها الحل الوحيد والأمثل للتعايش السلمي والأمن وتحقيق العدالة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا ما يسعى إليه الجميع ويأمل به منوهاٍ أن مسألة الحكم لا تدعوا إلى التقاتل والتناحر لأن الشعب لا يريد سوى العيش الكريم وتحقيق الأمن والاستقرار والنهوض بالوطن اقتصادياٍ واجتماعياٍ وصناعياٍ وزراعيا ومواكبة التطورات العلمية والفكرية وهذا ما لا يختلف عليه اثنان (حد قوله).
وتطرق الناشري إلى أنه ومن الناحية الدينية فيجب على الجميع أن يدرك ضرورة وحتمية القبول بالآخر والتسامح والإخاء وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والفئوية والعنصرية من أجل حاضرنا ومستقبل أولادنا.
توحيد الكلمة
وبدأت الأخت نورية الحرازي (بكالوريوس جامعة صنعاء) حديثها بالترحم على شهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر والذين ضحوا بأنفسهم ودمائهم من أجل تحرر واستقلال الوطن الغالي معتبرة أن هناك من عمل على إفساد ما جاءت به ثورة سبتمبر وتشويه أهدافها ونشر مبادئ التطرف والتحزب والتفرقة لتمرير مطامعه الشخصية لكن الوطن وأبناءه الشرفاء والمخلصين ظلوا صامدين أمام كل المحاولات لتخريب وتمزيق الوطن ولكن التفرقة والتعصب أصبح موجوداٍ ويتنامى بشكل مخيف.
وأشارت الحرازي إلى أن تنمية الوطن وبناءه وتحقيق أمنه واستقراره لن يتحقق إلا بالتسامح والإخاء من خلال توحيد كلمة أبناء الوطن وخاصة الشباب الذين يعول عليهم الوطن والمجتمع الكثير لتحقيق كل تطلعاته منوهة أنه يجب أن يكون الكل سواسية ويقفون صفاٍ واحداٍ أمام من يريد تمزيق الوطن أو إقحامه في المشاكل والمحن وأمام كل من يريد نهب خيرات الوطن والشعب ولن يتحقق ذلك إلا بتوحد جميع أبناء الوطن وأن لا يكون هناك فرق بين غني وفقير أو مسؤول ومواطن فحين تزال كل الحواجز سيتحقق المراد.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أنه يجب أن يكون الوطن فوق الجميع وفوق أي اعتبارات أو مصالح ضيقة.
عدة إجراءات هامة
– أما الشاب محمد مجاهد المري فقد قال: لقد عانت بلادنا كثيراٍ من الإرهاب والتطرف وتوقف الاستثمار والتنمية وغادرت الشركات الأجنبية البلاد جراء الوضع الأمني المتأزم والذي يمثل الإرهاب عامل تقويض له ولابد للدولة من محاربة التطرف الارهاب بعدد من الإجراءات
– مثل
– محاربة الفقر والفساد وإيجاد فرص عمل للشباب.
– التوافق السياسي ين جميع المكونات السياسية وإعداد ميثاق شرف للعمل السياسي وأن يكون الهدف منه خدمة الوطن والشعب وليس المكايدة السياسية والحزبية.
– إنشاء النوادي الثقافية والرياضية والأنشطة والفعاليات التي تسد فراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة
– غرس قيم الخير والفضيلة وحب الآخرين في مناهجنا الدراسية وعدم التحريض على العقائد والمذاهب الأخرى فهي عوامل رئيسية لغرس القيم السامية وتجسيدها وهي ماحرصت عليه الثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
– الفقر والجهل بيئة لنمو أفكار والتطرف
– وأوضح الشباب أسامة حميد البناء أن الفقر والجهل هما البيئة الخصبة لنمو أفكار التطرف والغلو والمذهبية والمناطقية وهي الأفكار التي قامت ثورة سبتمبر المجيدة من أجل القضاء عليها وتكريس مبادئ الإخاء التسامح.
– وأضاف قائلاٍ: على الدولة إقامة المشاريع التنموية الإستراتيجية التي تستوعب طاقات الشباب وتحتويهم في عملية البناء وتنمية مواهبهم وتحفيزهم وتشجيعهم لاكتشاف مواهبهم وإمكاناتهم لخدمة وطنهم والمجتمع.
– وأشار إلى أنه يجب تسهيل الالتحاق بالمدارس والكليات والعمل على توسيع هذه المنشآت التعليمية وجعلها متاحة أكثر لأبناء الفقراء وأنه لابد أن يكون للدولة دور كبير في مكافحة ونبذ الأمراض الاجتماعية كالرشوة والوساطة والمحاباة والمجاملة في القبول بهذه المؤسسات العملية لان هذه الأعمال تولد الحقد والكراهية بين أبناء المجتمع وخاصة في أوساط أبناء الفقراء المعدمين الذين يكونون عرضة للاستقطاب من قبل الجماعات الإرهابية التي تستغل عوزهم وحاجتهم فتغسل أفكارهم بالأفكار الهدافة والمتطرفة وفي حال توفرت بيئة أفضل لهم فلن تستطيع الجماعات المتطرفة السيطرة عليهم.
– توافق سياسي وولاء وطن
– وتحدث أيضاٍ الشاب أنور محمد العرامي بقوله: الإرهاب هو ثقافة دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية وصدر إلينا وتطور في ظل غياب الدولة السليم الذي يجب أن يحتوي الجميع ويعمل من أجل الجميع
– وأضاف قائلاٍ: إلى جانب ذلك فإن وجود الفقر وغياب التعليم والأمراض الاجتماعية والقبلية والمذهبية الطائفية كانت الضامن الأساسي لكل هذا الكم الهائل من الغلو والتطرف وأيضاٍ عدم التجانس بين أفراد المجتمع.
– وأشار إلى أن القضاء على هذه الظاهرة يكمن في إعداد خطط واستراتيجيات شاملة تبدأ بالوفاق السياسي والتنمية الاقتصادية وترشيد الخطاب الإعلامي وتصحيح المناهج الدراسية وغرس مفاهيمه الحب والإخاء والوئام والسلام الاجتماعي بين أو ساط المجتمع وغرس حب الوطن بدلاٍ من الانتماءات الضيقة.
– وتطرق إلى أن الثورة اليمنية كان من أبرز أهدافها تكريس مبادئ الاخاء والتسامح من أجل بناء الدولة اليمنية وكانت تهدف للقضاء على أي تفرقة أو نزعات طائفية أو قبلية أو اجتماعية الإ أن البعض عمل على تكريس هذه الأفكار الخاطئة من أجل مصالحه الشخصية.
– تجفيف منابع الإرهاب
– أما الشاب شداد الطالعي فقد قال : آفة الإرهاب والتطرف تمثل تهديداٍ خطيراٍ على المجتمع اليمني الذي عرف عنه التسامح والحب والإخاء بين نسيجه الاجتماعي الذي عاش آلاف السنين في وئام وأمان حتى جاء هذا الفكر المتطرف والمنحرف والدخيل على عاداتنا وتقاليدنا.
– وأضاف قائلاٍ: على الدولة تجفيف منابع الإرهاب والتطرف والغلو.. من خلال خطة مدروسة تقوم على التوافق السياسي على أساليب المحاربة وكشف وتعرية القوى السياسية التي تدعم وتحتضن هذه العناصر الإرهابية .. ومحاصرة الفكر التكفيري وفضه للشعب.
– ونوه بضرورة إطلاق سلسلة من الإجراءات الاقتصادية منها توظيف الشباب العاطل عن العمل وتفعيل دور الأندية الرياضية وإنشائها في المناطق الريفية والأحياء الفقيرة التي تعتبر بيئة خصبه لتواجد الارهابيين
– وأشار إلى ضرورة ترشيد الخطاب الديني على حب الوطن والتلاحم والحب والاخاء بين أبناء الشعب ونبذ التفرقة والتطرف والمناطقية الحزبية معتبراٍ أن الثورة اليمنية كان ومازال من أهم نبذ أهدافها الأفكار الهدامة والمتطرفة وترسيخ مبادئ الإخاء والتسامح
– الدين الحنيف ضد التطرف الديني
وقال الشاب سريع أحمد علي (طالب في كلية الحقوق) أن التطرف والعنف يأتي نتاج التربية الدينية غير السليمة والمتشددة رغم أن الدين الإسلامي ليس بهذه الصورة التي يصورة بها البعض لا يمكن أن تتهم الشخصية الإسلامية بالتطرف .. ولا يمكن أن يوصف الإسلام بالتطرف والعنف … ولا يقاوم التطرف الديني الاعن طريق التربية الدينية السليمة التي ترسي دعائم الفضيلة في النفس .. وتغذي قيم الخير وقيم التسامح في المجتمع.
– معتبراٍ أن التطرف يعبر عن ظاهرة احتقان نفسي وعندئذ يصبح الحوار أداة للتواصل والقبول بالأخر.
– وأضاف قائلاٍ: والتطرف ليس ظاهرة مستعصية يجب أن يتم التعامل مع هذه الظاهرة بالتفهم الواقعي والموضوعي للأسباب النفسية التي أدت للتطرف.
– فإذا كان التطرف ناتجا عن مطالب مشروعة فيجب أن تدرس هذه المطالب في اطار الموضوعية والإنصاف .. وإذا كان التطرف ناتجاٍ عن الجهل فيجب اعتماد نهج التكوين والترشيد لإزالة الغموض في اطار الوحدة الوطنية والقيم والأخلاقية.
– وأشار إلى أن هذه الظاهرة برزت نتيجة لعدة أسباب هي:
– تخلف المناهج التربوية في المدارس والجامعات وتركيزها على القيم المادية.
– اغفال البعد الروحي والأخلاقي في العلاقات الإنسانية بين الناس وبروز المشاكل الاقتصادية كالبطالة والتطلع المبالغ فيه إلى حياة والترف.
– وأضاف: ومن أبرز الأسباب التي يمكن أن تسهم في التخفيف من ظاهرة التطرف: احترام خصوصيات الأفراد والجماعات في احتضانها لتراثها وتقاليدها وقيمها وعقائدها واعتبار التعددية الثقافية مظهراٍ حضارياٍ معترفاٍ به واحترام الإعلام لهذه التعددية وعدم السخرية والاستهتار بالاختيارات السلوكية والفكرية في الوقت الحالي كونها الوطن بحاجة للتسامح والإخاء.
تحصين الشباب
وقال الشاب محمد ناجي القشائي: التطرف والمذهبية تعد هي الخطر بالوطن .. تهدد بشكل رئيسي النسيج الاجتماعي للشعب والأمة – وابعاد الشباب عن ذلك يتطلب إرادة سياسية تقوم على استراتيجية القضاء على الاسباب التي تنتج هذه الظواهر … ومنها محاربة الافكار الدينية المتطرفة … والقضاء على المحاضن لهذا الفكر المتطرف بوسائل عدة ومن جانب اقتصادي من خلال خلق بيئة مناسبة للتنمية وخاصة في المناطق التي تعتبر بؤر للارهاب والتطرف وسياسيا بإشراك أبناء جميع المناطق في الحكم المحلي وإدارة مناطقهم .
وأشار إلى نشر ثقافة التسامح والقبول بالآخر … وأن يكون القاسم المشترك الذي يجمع عليه الناس هو الانتماء للوطن الواحد هي ركائز اساسية يجب إعادة التوعية بها وتكريسها كونها مبادى ركزت عليها وكرستها الثورة اليمنية وقال: يجب توعية الشباب في المدارس ببرامج هادفة في وسائل الاعلام وترشيد الخطاب الديني في الجوامع وعدم تكفير المذاهب الاخرى .. وتجريم التحريض على الأديان والمذاهب وتكريس حب الوطن والولاء لله ثم للوطن دون أي تفرقة عنصرية أو طبقية وكذا يجب التركيز على مفاهيم الدين الاسلامي الحنيف في مناهجنا الدراسية وخطبنا الدعوية ومكافحة الظواهر الاجتماعية التي تؤدي بالشباب إلى الانحراف والتطرف والوقوع في براثن الجماعات الارهابية .. كالقضاء على البطالة والتوسع في إنشاء النوادي الرياضية والثقافية .. وإحياء الأنشطة اللاصيفية في المدارس والكليات وتفعيل الدور الحقيقي للمخيمات الصيفية وتضمين المناهج الدراسية دروساٍ ومواداٍ تزرع في الطالب حب الجمال وحب الحياة .. وغرس قيم الخير والفضيلة وحب الاخرين مهما كانت الاختلافات الفكرية والمذهبية وهذه الأمور التي جاءت بها الثورة اليمنية بعد أن كان الحكم الإمامي والاستعمار البريطاني قد كرسا أفكار الطائفية والتفرقة المجتمعية والطبقية وغيرها من الافكار التي هدمتها الثورة اليمنية والتي كرست مبادئ الحب والتسامح والإخاء بين أبناء الوطن الواحد.
استغلال الشباب
ما الشاب سعيد قاسم المريسي فقد قال: ظاهرة العنف والتطرف تأتي عبر سببين رئيسين اما عن طريق التعصب المذهبي الديني .. أو السياسي والتعبئة المتعصبة العدائية المذهبية أو من خلال استغلال الوضع المعيشي للشباب العاطل من الجماعات المتطرفة والارهابية تستهدف الشباب التي ما تزال عقولهم متفتحة وقابلة لتعبئتها بحسب الأهداف التي تسعى اليها هذه الجماعات الارهابية او تلك الاحزاب السياسية او المذهبية .
وأضاف غياب المشروع الوطني الجامع الذي تنطوي في اطاره جميع فئات الشعب بمشاربهم الثقافية والفكرية المختلفة يعد سبباٍ لانتشار الفرقة والتعصب لفئة أو جماعة سواء كانت دينية أو غيرها وواصل حديثه بالقول ولهذا نجد ظهور المشاريع الصغيرة التي تدعم التطرف والعنف والغلو وغسيل أدمغة الشباب بمفاهيم خاطئة تكفر الآخر وتحرض على القتل لمجرد الاختلاف في الرأي أو المذهب أو العقيدة.
وقال في ختام حديثة: على الدولة أن تتواجد بقوة في حياة الناس بمشاريعها الوطنية على المستوى الفكري والثقافي والديني والتوعية بذلك وتجريم ونبذ الثقافة الاقصائية التي تحتقر الآخرين لمجرد موطنهم أو لغتهم أو معتقدهم أو مذهبهم.
غياب المشروع الوطني في المجال للتعصب والكراهية الأخ: عبدالعزيز الصبيحي متابع عن كثب للأوضاع التي تعيشها اليمن جاءت ثورة سبتمبر الخالدة بمبادئها السامية .. ومنها ازالة الفوارق الطبقية والمذهبية … وأرست مبادئ الوطنية والعدالة الاجتماعية .. والتأسيس لمجتمع خال من الظلم والاستبداد والتطرف والمذهبية والنعرات القبلية والمناطقية ولكن حاول البعض الانقضاض على كل هذه الأهداف النبيلة ومنها بعض القوى التقليدية والدينية وشكلا تحالفاٍ عصبوياٍ هدفه افراغ الثورة من محتواها الحقيقي وتم تصفية كل القوى الوطنية التي ساهمت في حماية الثورة وتحقيق أهدافها ليحل محل الانتماء الوطني التعصب للقبيلة وللمذهب وللمنطقة ولهذا ضاع المشروع الوطني الجامع وحل بدلاٍ عنه المشاريع الصغيرة التي ولدت كل هذا الكم الهائل من الكراهية والتعصب والغلو والتطرف الذي يعتبر الحضن الدافئ لجماعات الارهاب والعنف.
وأضاف قائلاٍ الارهاب يحمل صبغة سياسية تم توظيفها سياسيا بحسب المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية ولهذا يجب نشر الوعي السياسي والثقافي والديني بين الشباب كونهم اصبحوا يتأثرون بالفكر المتطرف الذي يستهدفهم ليصبحوا ارهابين كذلك غياب المشاريع الاقتصادية والابداعية والثقافية والتقنية جعل من الشباب عرضة للاستقطاب لأي فكر .. ولو وجد الشباب أمامة مراكز ثقافية واندية رياضية ومكتبات حديثة .. وفرص عمل مناسبة يقضي من خلالها على الفراغ الذي يعيشه واشعاره أن الوطن في حاجة إليه ليخدمه في هذه المجالات العملية والابداعية فلن يحمل سلاحاٍ او يؤمن بفكر يروج له قادة الارهاب لكن التذمر من الواقع والبطالة الفساد يخلق الكره والاحباط والتمرد على الأسره والمجتمع وأخيراٍ على الدولة والشباب وجدوا في هذه التنظيمات الارهابية جزءاٍ من هذا التمرد وانضموا إليها.
واشار إلى أن لكل جماعة متمردة على الدولة توجهات طائفية او قبلية نتيجة فشل المشروع السياسي وعدم اقامة الدولة الوطنية المدنية الحديثة .. دولة العدالة والمساواة والحرية مماولد لاحباط لدى الشباب مما جعلهم يبحثون عن ولاءات أخرى لتحقيق رغباتهم حتى ولو كانت غير وطنية.
ونوه أن غياب الولاء الوطني لدى كل من غرر به واحتضن وتعاون وأيد هذه الجماعات الإرهابية التي زرعت في نفوس الشباب الكرة للمجتمع واعتباره كافراٍ يستحق أغلبه الموت وأنه وكلما غاب الولاء الوطني حضرت خيانة الأوطان ووجود الإرهاب في بعض المناطق اليمنية يعد نقطة اخفاق لدى جميع المكونات السياسية والمدنية الحديثة ومنظمات المجتمع المدني والمساجد والمؤسسات التربوية والإعلامية كون مشاريعها فشلت في توعية الشباب وتحصينهم وإنشائمه على حب الله ثم الوطن.
وأضاف قيام الدولة بمهامها في بسط نفوذها على جميع أراضيها وعدم السماح لغير مؤسسات الدولة الرسمية بإقامة الجامعات أو المعاهد الدينية والمعسكرات والمخيمات الصيفية أمر مهم يجب التركيز عليه للقضاء على هذه الأفكار الهدامة وأيضاٍ نشر ثقافة الإخاء والتسامح جميعاٍ ولذلك علينا استغلال هذه الفرصة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإقامة الدولة الوطنية دولة العدل والقانون الدولة الضامنة والحاضنة لكل أبنائها .. وإقامة المشاريع التنموية وإزالة الفوارق والطبقية والعصبوية ونشر ثقافة الإخاء والتسامح ونبذ الفرقة والتفرغ للبناء.