بين وقت وآخر يتشكل مجموعة من الشباب ضمن فريق تنظيم تحت هدف أو قضية بهدف الإسهام في حل مشكلة مجتمعية وتسمى هذه الفرق مبادرات يقودها شباب لديهم الكثير من الوعي لقد استطاعت هذه المبادرات الشبابية بعيداٍ عن التوجهات السياسية والانتماءات الحزبية الضيقة أن تقدم شيئاٍ ملموساٍ على الواقع كما أنها سخرت طاقات الشباب لخدمة المجتمع لتحافظ بذلك على العاطل منهم عن العمل من الانحراف أو الانزلاق في أتون الإرهاب ومتاهات الضياع .
مبادرات شبابية بموارد ذاتية بسيطة وبنشاط وأداء فعال استطاعت أن تكسر تحديات البطالة وتقوم بعمل الخير ومنافسة منظمات المجتمع المدني .. والسؤال: كيف تعمل هذه المبادرات على استقطاب الشباب في الأعمال الإيجابية بعيدا عن الانحراف والانزلاق في متاهات الإرهاب¿ نتابع:
حسب المسئول عن دليل المبادرات الشبابية في اليمن – بشير السماوي: فقد تم جمع بيانات أكثر من 140 مبادرة على مستوى الجمهورية تتركز أغلبها في المدن الرئيسية مثل صنعاء وعدن وتعز ويحتمل وجود عدد أكثر من هذه المبادرات على أرض الواقع ويؤكد السماوي أن عدد المبادرات في اليمن قد يتجاوز 300 مبادرة شبابية ويلفت إلى أن قوة أداء هذه المبادرات يكمن في عدد أفرادها وخبراتهم لأن المفهوم الأساسي للتطوع هو مشاركة الخبرات والموارد الموجودة لدى الفرد في عمل تنموي من أجل المجتمع ويقوم أفراد المبادرات بعد التجمع والاتفاق على رؤية موحدة لهم تحت سقف المبادرة بعمل هياكل وأنظمة داخلية للمبادرة تتشابه مع الأنظمة الخاصة بمنظمات المجتمع المدني لكنها أقل توسعا ودقة لكنها طبقا لمسؤول دليل المبادرات الشبابية تعتبر أكثر وضوحا وتناسقا من التي تمتلكها بعض منظمات المجتمع المدني في اليمن وبناءٍ عليها (المبادرات) يقومون بتوزيع المهام والواجبات عليهم وتحديد الأنشطة التي سينفذونها خلال فترة زمنية محددة .
فرصة رائعة للشباب
ويبدو ذلك واضحا في حديث بشير السماوي حين يقول: نحن أمام وعي متقدم تجاه خدمة المجتمع عند الاطلاع على بعض المبادرات نجد قوة وعزيمة وما يقومون به من أجل الوصول إلى رؤيتهم المستقبلية التي يعملون من أجلها وهناك مبادرات تساعد في عملية الرقي بالتعليم وأخرى في عملية بناء العلاقات الأسرية الصحيحة وفي أوساط المجتمع ومبادرات تريد أن يساعد المجتمع على تطبيق حقوق الإنسان والمواثيق الدولية وتابع بالقول كما تطمح أخرى إلى غرس مفهوم المشاركة المجتمعية ليصبح المجتمع اليمني مجتمعاٍ يساعد في تنمية بعضه ويرى السماوي أن العمل ضمن المبادرات يشكل فرصة رائعة للشباب من أجل اكتساب خبرات أكثر والالتصاق بهموم المجتمع كما أنها فرصة لشغل أوقات الفراغ في ظل ندرة المتنفسات والأندية أو أي أماكن تخص الشباب وهذا يؤدي بدوره إلى التقليل من عدد الشباب من الجنسين الذين يتأثرون بشكل سلبي بجماعات أو جهات تهدف إلى تعبئتهم بأفكار مشوهة من أجل أجندتها ومصالحها الذاتية سواء كانت سياسية أو دينية أو أي نوع آخر من التطرف وقال : لقد خرجت وثيقة الحوار الوطني بعدة نقاط منها إنشاء جهاز يقوم بدعم ومساندة الشباب على أن يكون جهاز حكومي مختص يساعد المبادرات بحيث تقوم من خلال أنشطتها بالمساعدة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بشكل غير مباشر .
استقطاب الشباب
ويوافقه الرأي نجم الدين الحجري – رئيس مبادرة بسمة أمل “نبض الحياة” الذي يقول: هناك كثير من المبادرات المتواجدة في الساحة لها أثر كبير في تقديم الخدمات المختلفة لأفراد المجتمع ومنها من تعمل في مجال الصحة أو الطفل والمرأة أو البيئة وكل منها تسعى بطريقة هادفة وفعالة لخدمة ورقي المجتمع اليمني ويضيف بالقول: استطاعت مثل هذه المبادرات الشبابية إلى حد ما استقطاب الشباب بعيدا عن الانحراف والضياع والانجذاب وراء الأفكار المتطرفة كما ساعدت في تنمية قدرات الشباب وتشجيعهم من خلال المهرجانات والاحتفالات والندوات الخاصة التي ساهمت وسوف تساهم بشكل كبير في تنمية ونهضة المجتمع اليمني وأيضا تقديم أنشطة ملموسة بتضافر جهودهم ومعايشة الواقع كعمل استراتيجية للمشاريع التي ستنفذ مستقبلاٍ إلى جانب تجاوز مسألة الحزبية والطائفية التي تمارسها بعض الجمعيات والمنظمات ومضى يقول: إن مبادرتهم حرصت على أن يكون لها دور وبصمة فعالة في التوعية الفكرية بأهمية مؤتمر الحوار ومخرجاته ودور الشباب في ترسيخ هذه المخرجات وتم إعداد مشروع يقوم بترسيخ وتفعيل مخرجات الحوار تحت شعار (وطن بالشباب نرعاه) كما يأمل تكاتف كل فئات المجتمع من وسائل إعلام ومبادرات وجهات رسمية من أجل تفعيل دور المبادرات وتوعية الشباب إلى مستوى الرقي والفكري لهم .
تنفيذ مخرجات الحوار
ومن جانبه قال هشام المنتصر- رئيس مبادرة نهضة شبابية للقيادات الشابة بمحافظة إب : المبادرات الشبابية تستقطب الشباب كي تعمل على تأهيلهم وتثقيفهم وتوعيتهم كي لا ينجروا وراء الأفكار المتطرفة التي قد تخل بالمجتمع والسيادة الوطنية كما أن للشباب دوراٍ مهماٍ في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني من خلال الندوات التوعوية وحلقات العمل التي من خلالها يتم إيصال رسالة للمجتمع بأهمية الحوار بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الأخرى . وبين أن من بين أهداف مبادرته إيجاد شباب قيادي قادر على تحمل المسؤولية وذلك من خلال عدة برامج وأنشطة تساعد على ترسيخ الأهداف وتزيد من ثقافة المجتمع والارتقاء به في مختلف المجالات إلى جانب غرس القيم والأخلاق وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن وتبني القضايا الوطنية والاجتماعية وتنفيذ الأنشطة لخدمتها وحول المشكلات التي تواجههم قال: رغم الصعوبات التي تواجه المبادرات الشبابية بسبب الدعم إلا أنه يتم التغلب على ذلك بجهود ذاتية أو من خلال إقامة مشاريع صغيرة تعادل القدرات المادية للمبادرة .
التوعية بأهمية مخرجات الحوار
فيما يرى عمرو محمد صالح – رئيس مبادرة بصمة شباب للحياة – بمحافظة تعز: إن الشباب هم الشريحة الأكبر في اليمن وباستطاعتهم التغيير والقيام بعمل يخدم الإنسان والمجتمع حيث انتشرت هذه المبادرات بشكل كبير في اليمن مما يدل على ثقافة ووعي الشباب اليمني وقال: استطاعت المبادرات من خلال المنافسة فيما بينها في الأعمال والمشاريع الخيرية والطوعية أن تساعد الناس وتستقطب عدداٍ كبيراٍ من الشباب ونجحت في غرس روح المبادرة والطوعية في نفوسهم وذلك جعلهم يلتهون في الأعمال الخيرية لافتا إلى أن أقل دور تقدمه المبادرات الشبابية لمؤتمر الحوار الوطني هو (توعية الناس بأهمية مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتعاون من أجل إنجاحه).
أهمية العمل الطوعي
أما عن الأعمال الطوعية والخيرية للمبادرات فقد أشارت أحد أعضاء مبادرة طريقنا إلى الجنة – آمال الحنحنة : بأن مبادرتهم مبنية على جهود أعضائها كأفراد ومن خلال التعاون والثقة المتبادلة التي يتمتع بها الأعضاء وكلها عوامل ساعدت في ترجمة أفكار المجموعة إلى أعمال ملموسة على أرض الواقع منها الانتباه إلى أهمية العمل الطوعي في بناء المجتمع (معاناة الآخر) والمساعدة في تحسين الوضع ليس فقط من خلال الدعم المادي لكن أيضا عبر إيجاد فرص عمل لمن يسمح سنهم بالعمل وإيجاد مصدر رزق حتى وإن لم يكن بشكل كبير وإنما يتم عن طريق أشخاص معروفين كما اضافت بالقول: ويأتي إلى جانب ذلك التوعية بمخاطر الانحراف والضياع وعدم الانجرار وراء الأفكار المتطرفة حيث إن لهذه المبادرة دور كبير في انتشال الشباب من وقت الفراغ الذي يعيشونه كون أعمار الأعضاء في أكثر المبادرات ما بين 28-20 سنة .