-قالها مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب، لمنصب سفير أمريكا في إسرائيل، بكل صراحة: لا أعتقد ولا أعلم أن هناك رئيسا أمريكيا عبر التاريخ، دعم ويدعم إسرائيل، مثلما فعل وسيفعل الرئيس دونالد ترمب.
-كان اليهودي الصهيوني المتطرف مايك هاكابي، صريحا وواضحا، إلى درجة الوقاحة وهو يتحدث للإعلام العبري قبل يومين، منكرا ومستنكرا وجود شيء اسمه فلسطين أو الضفة الغربية، بل كل ما يؤمن به- كما يزعم- هو دولة اسرائيل التي يحق لها أن تفعل ما تريد بأراضيها وشعبها.
-المدعو هاكابي، بشّر بما ستكون عليه سياسة واشنطن خلال الأربع السنوات القادمة، في ظل حكم الرئيس ترمب، وهو المتعطش للسلطة والمال والظلم والاستبداد، بالقول: “تذكروا أنه خلال السنوات الأربع التي قضاها ترمب رئيسا، لم يكن هناك رئيس أكثر تأييدا لإسرائيل في التاريخ منه. وكان كل شيء لإسرائيل فاعترف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، ومن ثم الاعتراف بمرتفعات الجولان السورية المحتلة، ممتلكات شرعية لدولة إسرائيل، وأوقف جهود الدفع بحل الدولتين، لأنه غير عملي وغير قابل للتنفيذ”.. مضيفا “لا أعتقد أن حل الدولتين شرعي، هذا موقف احتفظت به لسنوات، وهو موقف يتفق معه ترمب وأتوقع استمراره-يقول هاكابي-“.
-تصريحات هذا المجرم، اعتبرها مراقبون ومحللون سياسيون أنها تمثل خروجا عن الموقف الرسمي الأمريكي التقليدي، الذي يزعم دعمه حل الدولتين، كإطار لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أنها تتناقض كليا مع المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية، التي تتعاطى مع الضفة الغربية كأرض محتلة، بموجب القانون الدولي، لكنها في حقيقة الأمر، ليست سوى تعبير حقيقي وعميق لطبيعة الموقف الأمريكي المعادي، لكل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم، وهذا الرجل ربما كان أكثر جرأة في إعلانه، والإفصاح عنه وإظهاره إلى العلن، ليس إلّا.
-ترمب الذي وعد خلال حملته الانتخابية، بإنهاء الصراع وتحقيق السلام في الشرق الأوسط، واستقطب بذلك أصوات الناخبين من أصول عربية وإسلامية، وكان لهم دور مهم بانتصاره في السباق الرئاسي، أخذ يفاجئ المؤمّلين عليه، لتغيير سياسة سلفه بايدن تجاه قضايا المنطقة، ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، باختيار أعضاء إدارته القادمة، من أشد المتعصبين للكيان الصهيوني، ومنهم على سبيل المثال، ترشيح المدعو بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع على الرغم من تاريخه العسكري الضئيل، وما أُثير عنه من قضايا وفضائح جنسية وأخلاقية، لكن مؤهلاته تكمن فقط في تأييده اللا محدود لإسرائيل، ودعواته الدائمة إلى تدمير غزة، وهدم المسجد الأقصى، إضافة إلى إيمانه بضرورة شن حروب جديدة، على الدول الإسلامية.
-كانت السياسة الأمريكية دائما وأبدا، منحازة كليا لكيان الاحتلال الصهيوني، وإن اختلفت التكتيكات والأساليب في التعبير عن ذلك الانحياز والتبنّي، وفقا لأداء ساسة الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لكن الولاية الجديدة من حكم ترمب ستكون الطامة الكبرى على حقوق الفلسطينيين ومقدسات الأمة، وستترتب على ذلك- كما يؤكد مراقبون- المزيد من التوترات والصراعات الجديدة في المنطقة.