لماذا كان الإمام زيد -عليه السلام- حليف القرآن 2-2

 

من الجدير بالذكر أن اشتهار الإمام زيد -عليه السلام- بكونه “حليف القرآن” لا يعني بأي حال من الأحوال تجافيه أو بعده أو نفوره عن السنة النبوية الصحيحة، كيف ذاك والقرآن يأمره بأخذ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وترك ما نهى عنه، ولهذا فقد كان منهج الإمام زيد كما يتضح من تراثه العلمي هو الاستدلال بالكتاب والسنة، وحين عرض نفسه لمبايعته إماما للمسلمين الثائرين ضد الظلم دعاهم إلى امتحانه بالسؤال عن أي حكم من أحكام كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، مدعيا أنه أعلم أهل بيته بما جاء عن الله ورسوله، وقد شدّد على مصدرية القرآن والسنة لجميع الأحكام الشرعية والمعارف الدينية(17)، كما خلّف لهذه الأمة أقدم كتاب جمع السنة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام وهو المجموع الفقهي والحديثي الذي تلقاه أهل البيت بالقبول والتصحيح واعتماد ما فيه.
ومما سلف يتبين أن تمحور الإمام زيد -عليه السلام- حول القرآن وتحالفه وإياه جاءا عن إيمان قوي وتصديق ثابت ويقين راسخ بكون القرآن الكريم كتاب الهداية ومصدر الإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وآله وسلم الذي حمل همه واستشهد من أجله، لقد كان تحركه بالقرآن تحركا واعيا، وكانت أفكاره وعلاقاته ومواقفه تجاه كل القضايا المثارة في عصره قرآنية منطلقة من واقعية واضحة، وقد ظهر خطابه أبعد ما يكون عن الانفعال الديماغوجي غير المتزن، وردود الأفعال المستعجلة، وجاءت ثورته المباركة ثورة مخططا لها بعمق وفهم وإدراك لكل ما يؤثر ولكل ما يجب أن يحدث.
إنها ثورة حليف القرآن في زمن لم يكن فيه من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه.
(1) المجموع الفقهي والحديثي.
(2) مجموع رسائله -عليه السلام-.
(3) مقاتل الطالبيين
(4) اشتهر بهذه الصفة لدى المصادر المختلفة الزيدية منها والإمامية والسنية.
(5) مقاتل الطالبيين.
(6) بدليل أنه بقي في الشام تلك الخمسة الأشهر في تفسير الفاتحة وسورة البقرة (أمالي المرشد بالله)، ولو كان يريد التحول لاستعجل أمره بشرح متفرقات من القرآن من هنا وهناك، ولما بدأ القرآن من أوله واستمر فقط فيه.
(7) كتب هشام إلى واليه يوسف بن عمر الثقفي محذرا إياه حسن أداء زيد -عليه السلام- في الحجاج والإقناع واستمالة الناس وكثرة حججه وقوة طرحه وسحر بيانه. (أنساب الأشراف للبلاذري)، ووصف الإمام أبو حنيفة حسن طريقة وأسلوب الإمام وكثرة علمه وقوة استحضاره بنحو ما وصفه هشام.
(8) مجموع رسائله.
(9) مجموع رسائله.
(10) مجموع رسائله.
(11) مجموع رسائله.
(12) مجموع رسائله.
(13) هم الجنود المجاهدون في ثغور المسلمين، وكان تجميرهم في الثغور (بقاؤهم مدة طويلة بعيدين عن أهلهم) أحد العقوبات التي اتخذها الأمويون في حق من لم يرضوا عنه.
(14) أنساب الأشراف للبلاذري.
(15) التحف شرح الزلف للعلامة مجد الدين المؤيدي.
(16) المصابيح في السيرة لأبي العباس الحسني، ومقاتل الطالبيين.
(17) مجموع رسائله.
رابطة علماء اليمن

قد يعجبك ايضا