الثورة / متابعات
قالت صحيفة (التوقعات الشرقية الجديدة) الروسية: إن عالماً متعدد الأقطاب يتشكل حتى في المجال العسكري، كما يمكن استنتاجه من قدرة أنصار الله على تقليص هدف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة المتمثل في دعم الإبادة الجماعية في غزة بأي ثمن،
وأكدت في تقرير للكاتب سيمون تشيجي نديريتو، إصرار اليمنيين واستمرار قدرتهم على إلحاق الضرر بالسفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية التي تمر عبر باب المندب حتى ترفع إسرائيل حصارها الذي فرضته على غزة.
وأكدت الصحيفة أن الديكتاتورية العسكرية للإمبراطورية الغربية يمكن مقاومتها من قبل الدول الصغيرة، وفي الوقت نفسه، تسعى الإمبراطورية الغربية بشدة إلى صرف الانتباه عن فشلها في البحر الأحمر.
وتضيف الصحيفة» لقد تبين أن عملية «حارس الازدهار « المشؤومة التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كانت خاطئة إلى حد كبير، حتى أن وسائل الإعلام الغربية تفضل تجاهلها، على أمل أن ينساها بقية العالم، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة توفر لإسرائيل قنابل أكثر بملايين المرات من الغذاء لغزة، ولم تخطئ أي من قنابلها هدفها بالهامش الذي يظهر في طرود الغذاء التي أسقطتها الطائرات، وتظهر هذه المقارنة تصميم الولايات المتحدة القوي على مساعدة إسرائيل في إبادة الفلسطينيين، وأن إسقاط الغذاء جواً هو من أجل سمعتها بين الشعوب.
وأكدت الصحيفة أن الدرس الرئيسي الذي يبرز إلى الواجهة هو أن الالتزام الأمريكي والبريطاني بالقضاء على مقاومة اليمنيين للإبادة الجماعية التي ترعاها لم يؤت ثماره، ولذلك، فقد ولت أيام الغرب الذي كان يحقق كل هدف ضيق الأفق بقوته العسكرية، ومن الواضح أيضًا أن الديكتاتورية العالمية الغربية لن تقاومها القوى العسكرية العظمى مثل روسيا والصين فحسب، بل ستواجه أيضًا مقاومة من الدول الصغيرة التي تمتلك ما يكفي من تكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولهذا فشلت «عملية حارس الازدهار» بشكل مذهل ومهندسوها؛ وقد أثبتت واشنطن ولندن عدم قدرتهما على الدفاع عن سفنهما التجارية وسفن إسرائيل في البحر الأحمر، ومن المثير للدهشة أنه يبدو أن أمن السفن التي تمر عبر المنطقة يتناسب عكسيا مع الانتشار العسكري من قبل الدول المالكة لها (هذه السفن)، واجهت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتان نشرتا قواتهما البحرية بكثافة في البحر الأحمر وما حوله، أهم الهجمات من اليمنيين، بينما كانت السفن من دول أخرى تعبر بسلام، فقد أدى اختيار «أنصار الله» الدقيق للأهداف إلى حرمان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من الزخم الدعائي لتصوير هجمات اليمنيين على أنها عشوائية.، ربما يتبادر إلى ذهن الإمبراطورية الغربية أنها ربما تضطر إلى إرغام إسرائيل على تعليق حصارها الذي فرضته على غزة منذ العصور الوسطى، وهذا الإدراك يمكن أن يفسر بإعلان بايدن إنشاء رصيف عائم للسفن «لإيصال المساعدات» إلى سكان غزة، ومع ذلك، فإن مثل هذا الرصيف قد يكون مصمماً لتهريب سكان غزة إلى الخارج، فيما يسميه المنافقون الإسرائيليون بالهجرة الطوعية، ولهذا فقد فشلت عملية «حارس الازدهار» فشلاً ذريعاً، ومع ذلك فإن اليمنيين لم ينتهوا بعد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفي الوقت الذي فشلت فيه القوات البحرية الأمريكية والبريطانية في حماية سفنها فشبت كذلك في رفع الحصار الذي فرضه اليمنيون على ميناء إيلات الإسرائيلي، والذي أفاد بأنه فقد أكثر من 85% من إيراداته منذ أن بدأت اليمن عملياتها، والرسالة البسيطة التي ينبغي أن تكون واضحة الآن هي أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لا بد أن تتخلى عن غطرستهما المهيمنة في محاولة تحقيق أهداف متعجرفة مثل تعزيز الإبادة الجماعية الإسرائيلية وغيرها من الأهداف العسكرية، ويذكر اليمنيون أن النظام العالمي الجديد قد بدأ، حيث تكون الدبلوماسية ضرورية لتحقيق التوازن بين المصالح المشروعة للجميع.