العدوان الأمريكي البريطاني القائم على اليمن، على خلفية مساندة اليمن للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة والضفة، ليس جديداً بل هو امتداد للعدوان الذي شنته أمريكا على اليمن عبر أدواتها منذ عام 2015م الذي كان بقرار ورعاية أمريكية والأسلحة والطائرات الأمريكية هي التي قتلت اليمنيين ودمرت اليمن على مدى ما يقارب عشر سنوات، ولكن الأحداث الراهنة الناتجة عن العدوان الصهيوني على غزة ومساندة اليمن لغزة جعلت أمريكا تعلن العدوان على اليمن بشكل مباشر عكس ما كانت عليه في السابق، كما أن قرار التصنيف الأمريكي لأنصار الله في قائمة الإرهاب ليس جديدا فقد تم اتخاذ مثل هذا القرار في السنوات الماضية بهدف ممارسة الضغط الشامل على الشعب اليمني الصامد وإجباره على الاستسلام والقبول بالهزيمة، وكانت النتيجة هي الفشل واليوم أيضا لن تحصد أمريكا من وراء عدوانها المباشر وقرارها غير المشروع سوى الفشل فكل الأحرار الشرفاء من أبناء اليمن هم انصار لله والموقف اليمني المساند لغزة لن يتوقف مهما كانت التحديات حتى وقف العدوان الصهيوني وفك الحصار على غزة.
أمريكا خاضت وتخوض تجربة مريرة من الصراع مع اليمن، فأمريكا متعودة على فرض هيمنتها على مختلف الشعوب والأنظمة بالترهيب والترغيب ومارست ذلك مع اليمن ولكنها تفشل في فرض هيمنتها، فهي اصطدمت بعنفوان وقوة وثبات الشعب اليمني وجيشه وقيادته التي لم ولن ترضخ لها بل تعتبر المواجهة المباشرة معها أمنية وغاية وها هي اليوم تتحقق ولو بشكل جزئي ولكن القوات المسلحة اليمنية ومعها ومن ورائها الملايين من أبناء الشعب اليمني يوجهون اليوم ضربات عسكرية موجعة لأمريكا في المياه اليمنية من خلال استهداف السفن الأمريكية بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والمجنحة والزوارق البحرية المتنوعة الهجومية منها والدفاعية وأسلحة أخرى فتاكة لم يتم الكشف عنها بعد، كما أن من أهم المواقف الجهادية اليمنية في مواجهة أمريكا وحلفائها هو استمرار الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني في غزة والضفة، وهو بحد ذاته نصر عظيم وتحدي كبير للهيمنة الأمريكية المرفوضة في اليمن جملة وتفصيلا.
رغم مرور أكثر من تسع سنوات من العدوان والحصار على اليمن ورغم التحديات والمستجدات الراهنة إلا أن اليمن بقيادته وشعبه وقواته المسلحة يوجه ضربات موجعة لأم الإرهاب أمريكا على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والجماهيرية والإعلامية وغير ذلك، في إطار المعركة المحقة التي يخوضها اليمن مساندة ونصرة للشعب الفلسطيني في غزة والضفة حيث يبذل اليمن كل ما بوسعه في سبيل الله تعالى في مقارعة الباطل والظلم والطغيان الصهيوني والأمريكي نصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني ويقدم التضحيات ويخوض غمار التحديات على كل المستويات حتى وصل في مرحلة متقدمة من الجهاد في سبيل الله بموقفه العظيمة التي جعلت إسرائيل وأمريكا وحلفاؤهم يصيحون من تأثير وفاعلية المواقف اليمني ويتحركون بكل ثقلهم للعدوان على اليمن، محاولة منهم لمنعه من مساندة غزة، وها هو اليمن يدخل في معركة مباشرة مع القوات الأمريكية والقوات البريطانية كما هو أيضاً في معركة مباشرة مع كيان العدو الصهيوني، معركة مع ثلاثي الشر أثبت اليمن بشعبه وقيادته وجيشه فيها أنه يملك القوة الإيمانية ويملك العزيمة في ردع الطواغيت المجرمين وضربهم بشدة من منطلق الثقة بالله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه.
منذ أن بدأ الموقف اليمني المساند لغزة في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب تمكنت القوات المسلحة اليمنية بفضل الله تعالى من استهداف عشرات السفن، منها سفن صهيونية ومنها سفن أخرى كانت في طريقها إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة وكان لذلك دور كبير ومؤثر في نصرة ومساندة شعب فلسطين في غزة وتأثير كبير على الاقتصاد الصهيوني، ومنذ بداية العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن تمكنت القوات المسلحة اليمنية من استهداف عدد من السفن الأمريكية بالأسلحة اليمنية المناسبة ومنها سفينة (كيم رينجر) الأمريكية وسفينة ( جينكو بيكاردي) الأمريكية وسفينة حاويات أمريكية أخرى تم استهدافها في الـ 15 من يناير الجاري في خليج عدن وكان قد سبقها استهداف لسفينة أمريكية في البحر الأحمر في العاشر من يناير وكذلك استهداف سفينة شحن عسكرية أمريكية “أوشن جاز” في خليج عدن يوم الاثنين الفائت، فصار مجموع السفن الأمريكية التي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية خمس سفن بفضل الله تعالى ولا يزال الصراع قائماً كما أن الرد اليمني على العدوان الأمريكي البريطاني لم يبدأ بعد وهو قادم حتماً ولا يزال لدى اليمن الكثير من الخيارات العسكرية التي ستجعل أمريكا تجر أذيال الهزيمة (وما ذلك على الله بعزيز).