أكد السيد القائد في كلمته المتلفزة بمناسبة ثورة 21 سبتمبر، أن هذه هي من أهم الإنجازات التي وفق الله بها شعبنا اليمني لتحقيقها، كونها ثورة حررت شعبنا من الوصاية والارتهان للخارج، بعد كانت قد التقت رغبة الطامعين بالسيطرة على اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر مع التوجه الخاطئ لبعض الأشخاص والأحزاب للحصول على المناصب بالارتهان للخارج، حيث كان الأمريكيون قبل هذه الثورة المجيدة قد بدأوا بفرض سياسات عدائية تتجه بالبلد نحو الانهيار التام في كل المجالات، فاستغلوا الخلافات السياسية لتحويل الحالة إلى تنافس الأحزاب على من يكون الأكثر تبعية وارتهاناً في خدمة الأمريكي وتمكينه، ونتيجة لذلك شهدت اليمن قبل الثورة انهيارا أمنيا تاما فتحولت صنعاء إلى مسرح مفتوح للمجرمين والاغتيالات والتفجيرات وتمكين التكفيريين من الانتشار في معظم المحافظات اليمنية..
ووضح السيد القائد كيف أن الاقتصاد اليمني قبل الثورة كان منهارا دون حرب ولا حصار وفي وقت كانت فيه الموارد السيادية من نفط وغاز في كل أرجاء الوطن تحت تصرف السلطة آنذاك، وكيف أن المشاكل والنزاعات قد تفاقمت قبل الثورة وكانت الروابط الاجتماعية والقبلية تتفكك والولاءات السياسية تفرق الشمل حتى على مستوى الأسرة الواحدة، بعد أن صاحبت ذلك حملة إعلامية تسيء للقبيلة اليمنية وتثير الأحقاد والنعرات العنصرية والمناطقية والمذهبية بشكل مكثف لتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني، وكذلك كان الانهيار قبل الثورة واضحا في الانحدار الذي شهدته قطاعات التعليم والصحة، حتى أنه كان يتم توجيه أبناء اليمن نحو الإحباط واليأس وانعدام الأمل، مؤكدا إنه لم يكن هناك أي توجه للنظام السابق من أجل بناء البلد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتحولت مهمة الجيش اليمني للاقتتال الداخلي وتدمير قدراته التي لها علاقة بالتصدي للعدوان الخارجي..
كما أبدى السيد القائد في كلمته أسفه من أن الأمريكيين كانوا يدفعون بالقادة والمسؤولين في النظام السابق لتنفيذ سياساته التدميرية، وأرادوا لليمنيين أن يكونوا هم بأنفسهم من يخربون وطنهم، ولكن شعبنا وبهويته الإيمانية وحريته المتجذرة كان للأمريكيين بالمرصاد، فثار ثورته المباركة لوضع حد للكارثة التي كانت تسود البلاد قبل الحادي والعشرين من سبتمبر، وكان شعبنا حريصا على السلم والشراكة في ثورته، لكن قوى الشر استمرت في مؤامراتها ضد شعبنا العزيز، وبعد فشل خططها في احتواء الثورة قام الأمريكيون والبريطانيون وبتحريض إسرائيلي بتوريط قوى إقليمية على رأسها النظام السعودي والإماراتي بشن عدوان غادر على شعبنا، وهو العدوان الإجرامي الذي قتل عشرات الآلاف من أبناء شعبنا وارتكب جرائم الإبادة الجماعية واستهدف كل شيء بما يكشف عن طبيعته وأهدافه الحقيقية، بالإضافة إلى الحصار الخانق و تحويل الحصول على الغذاء والدواء إلى معضلة وبتكاليف مرهقة، ما زاد معاناة شعبنا اليمني، كما قام تحالف العدوان والحصار باحتلال أجزاء واسعة من بلدنا وواصل سياسته العدائية في تمزيق النسيج الوطني وتجييش التكفيريين والمرتزقة ضد أبناء شعبهم وقبائلهم، وشن العدو حربا تضليلية واقتصادية وإفسادية لتحويل الأنظار عن أفعاله الشنيعة وعن الأولويات الإنسانية والوطنية في التصدي لعدوانه ومؤامراته على بلدنا، ولكن شعبنا اليمني تصدى للعدوان باستبسال وصبر ووعي وثبات مستعينا بالله ومتوكلا عليه وتجلى في صموده العظيم مصداق قول رسول الله «الإيمان يمان والحكمة يمانية»..
وقد أثنى السيد القائد على شعبنا اليمني العظيم الذي لم يخنع واتجه أحراره إلى بناء القدرات العسكرية وتصنيع قوة الردع التي ضربت المنشآت الحساسة في عمق المعتدين، وامتلك بتوفيق الله ومعونته التقنية الصاروخية، وصنعت القوة الصاروخية في تطور تصاعدي أنواع الصواريخ بمختلف المديات الأنواع، وكذلك تصنيع الطيران المسيَّر بمديات ومسافات متنوعة، والقوة البحرية الباسلة صنعت أنواعا مختلف من الأسلحة البحرية وكذلك في القوات الجوية والدفاع الجوي، كل ذلك في ظل الحصار الشديد، وكان التوجه نحو التصنيع لكل أنواع السلاح والمتطلبات العسكرية من المسدس إلى الصاروخ، وهذه كانت النتيجة المعاكسة لأهداف تحالف العدوان، ومن إنجازات الثورة أن ظهرت قدرة الجانب العسكري في العمليات القتالية والضربات المدمرة والإصابات الدقيقة، ومنها ما تم عرضه مؤخراً من نماذج في العروض العسكرية، أما في الجانب الأمني فقد تكللت الجهود بالنجاح الباهر في إعادة بناء الأجهزة الأمنية التي نجحت في التصدي لمؤامرات الأعداء، وكذلك إفشال كافة مؤامرات الأعداء في المجال الاقتصادي التي كانت دنيئة جدا، فمع الحصار الشديد وتدمير المصانع والسيطرة على حقول الغاز قام الأعداء باستهداف العملة الوطنية وضربها في مقتل ..
وشرح السيد القائد حرص الثورة وسعي الجهات الرسمية لمواصلة تقديم الخدمات وترميم الطرقات وتشغيل الكهرباء ومشاريع أخرى في ظل الحصار وتدمير كافة المنشآت، وأكد السيد انه كان من الطبيعي أن تكون الأولوية الأولى والكبرى هي التصدي للعدوان، وأكد أنها أولوية كبرى بكل الاعتبارات وستبقى كذلك حتى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال، ومع أولوية مواجهة العدوان أكد -عليه السلام- عدم تجاهل الأولوية الأخرى في تصحيح الوضع في مؤسسات الدولة كهدف أساسي لثورة الـ21 من سبتمبر وكمطلب شعبي تعمل القيادة الثورية على تلبيته، وبرغم ما يبذله الأحرار المخلصون فإن كثيرا من إشكالات الماضي مع وجود بعض المدسوسين والمقصرين ومنعدمي الكفاءة، كان له تأثير سلبي في أداء مؤسسات الدولة، وكذلك حجم العدوان والحصار والمؤامرات العدائية أخذوا حيزا أكبر في الوضع المزري لمؤسسات الدولة، وهو السبب الرئيسي في توقف الراتب الذي كان مصدره الأساسي عوائد النفط والغاز، وبالتالي فإن العمل على إصلاح وضع مؤسسات الدولة ضرورة وطنية ومطلب شعبي وأساس مهم لصمود البلد في وجه الأعداء وتحويل التحدي إلى فرصة، موجها السياسة الاقتصادية بوجوب يجب الاعتماد على تنمية الموارد لتنمية الإيرادات، بدلا عن الاعتماد كليا على جباية المال المرهقة من المواطنين، وبثقة القائد الثوري المصلح، أكد السيد القائد ان حجم الاختلالات في الوضع الرسمي يتطلب تغييرا جذريا يعيد للشعب الأمل والانتعاش، وان التغيير الجذري في مؤسسات الدولة يؤسس لمرحلة جديدة تؤدي فيها دورها في خدمة الشعب بمسؤولية وأخلاق ورقابة صارمة وتستفيد من التقنيات الحديثة في سرعة إنجاز المعاملات، وان المرحلة الجديدة في مؤسسات الدولة سوف تحول بلدنا إلى منتج وليس معتمداً على الاستيراد في كل شيء، وان الأسس والمنطلقات التي ستعتمد عليها القيادة الثورية في التغيير الجذري هي الهوية الإيمانية لشعبنا، وبرؤية جامعة في إطار القواسم المشتركة، والشراكة الوطنية، وتحقيق الاستقلال والحرية لبلدنا، وان المرحلة الأولى للتغيير الجذري سوف توفر أرضية صلبة ومنطلقاً ثابتاً وسليماً سوف يتم الإعلان عنها في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، الذي دعا كافة أبناء شعبنا اليمني لحضوره المليوني..