إدانات واستنكارات رسمية وشعبية واسعة بتكرار إحراق نسخ من القرآن الكريم في السويد والدنمارك

لجنة الفعاليات تدعو لمسيرة غاضبة ومنددة بجريمة إحراق المصحف الشريف عصر اليوم

العلامة شمس الدين: الشعب اليمني وقيادته سجلوا موقفاً رسمياً وشعبياً مشرفاً بمقاطعة البضائع السويدية بمنع دخولها

ضعف الأمة وتمزقها جعل الأعداء يتجرأون على إحراق القرآن الكريم والإساءة للرسول واستفزاز المسلمين

وزارة الخارجية: هذه الجريمة تعد تحريضاً مستفزاً لأكثر من ملياري مسلم في مختلف قارات العالم


الثورة /
أدانت هيئة رئاسة مجلس الشورى، في اجتماعها أمس برئاسة رئيس المجلس محمد حسين العيدروس، بأشد العبارات تكرار إحراق نسخ من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية في الدنمارك بأيدي مجموعة آثمة من المتطرفين.
واعتبرت الهيئة، استمرار دول الغرب في السماح بمثل هذه الأعمال المتطرفة والمسيئة للإسلام والمسلمين، سيما في الدنمارك والسويد حرباً علنية على الإسلام وتعبّر في ذات الوقت عن الحقد الدفين لدى الغرب لكتاب الله والمقدسات الإسلامية.
واستنكرت الهيئة بشدة وقوف حكومة الدنمارك وراء المتطرفين المعاديين للإسلام والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها أعمال منظمة ناتجة عن التطبيع المخزي لبعض الأنظمة العربية مع إسرائيل والدول المعادية للإسلام والصهيونية العالمية.
وطالبت الهيئة رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في العالم العربي وأفريقيا، ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى التحرك العاجل في المحافل الدولية لإدانة الأعمال المتكررة ضد المقدسات الإسلامية، والدعوة لمقاطعة الدنمارك والسويد والدول التي ترتكب فيها مثل هذه الجرائم التي تغذي الأفكار المتطرفة وتبث روح الكراهية والعداء بين الشعوب والأمم.
وأشادت الهيئة بالمظاهرات الغاضبة للشعب العراقي التي خرجت في العاصمة بغداد احتجاجاً على حرق نسخ من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية في الدنمارك.
كما طالبت الهيئة الشعوب العربية والإسلامية الحرة بالخروج في مسيرات غاضبة ومطالبة حكوماتهم بتحمل المسؤولية الأخلاقية والدينية وقطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع السويد والدنمارك واتخاذ مواقف جادة لردعها من الاستمرار في رعاية التطرف الديني والفكري.
كما أدانت وزارة الخارجية، منح السلطات الدنماركية تصريحاً لمتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة العراقية في كوبنهاجن، في جريمة تحريض عنصري غير مقبول.
وحمّلت وزارة الخارجية في بيان تلقت (سبأ) نسخة منه، الحكومة الدنماركية مسؤولية هذه الجريمة التي لا تمت بأية حال من الأحوال إلى حرية الرأي والتعبير والمعتقد التي تكررها الدول الغربية.
وأوضح البيان، أن هذا العمل غير المسؤول يُعد تحريضاً مستفزاً لأكثر من ملياري مسلم في مختلف قارات العالم، وهو نتيجة لاستمرار انتشار الخطاب الشعبوي في أوروبا القائم على الكراهية على أساس المعتقد أو العرق أو الدين.
وحذّر من نتائج مثل تلك الاستفزازات، لافتاً إلى أن هذا الخطاب الشعبوي يُعد أحد أشكال العنف والإرهاب، وانتهاكاً لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تدعو لحماية حرية الدين والمعتقد الذي تتغنى به الحكومات الأوروبية، إلا أن أفعالها تجاه الدين الإسلامي كشفت وجهها الحقيقي وازدواجية المعايير التي تتعامل بها مع كل ما ليس أوروبياً.
وطالبت وزارة الخارجية، الدول العربية والإسلامية والدول المحبة للتعايش السلمي باتخاذ خطوات ملموسة وفاعلة للتعبير عن رفض مثل هذه التصرفات الحمقاء من خلال فرض مقاطعة اقتصادية على المنتجات والصناعات السويدية والدنماركية.
وأشارت إلى أهمية قيام الحكومات والمنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية الحكومية وغير الحكومية بمسؤولياتها في التأكيد على احترام حقوق الإنسان واتخاذ إجراءات رادعة ضد مخططي ومرتكبي أعمال العنف والتحريض ضد الأديان كونها تزعزع السلم الاجتماعي وتنشر الكراهية بين الشعوب، واعتماد قرار ملزم يجرّم، كافة أشكال الكراهية والتطرف ومحاسبة مرتكبيها.
إلى ذلك عُقدت بالجامع الكبير في صنعاء، أمس، ندوة بعنوان “الهجرة النبوية ومسؤولية المسلمين تجاه إساءات الغرب المتكررة للقرآن الكريم”، نظمتها رابطة علماء اليمن والجمعية العلمية للجامع الكبير.
وفي افتتاح الندوة جدد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين إدانته لسماح سلطات السويد لمتطرفين بتكرار حرق نسخ من المصحف الشريف.
واعتبر الاعتداء على المصحف الشريف والمقدسات الإسلامية، استفزازاً لمشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة، مندداً بالصمت العربي والإسلامي إزاء ذلك والاكتفاء بالشجب وعدم تسجيل أي موقف صادق يردع من يتطاول على القرآن الكريم.
ولفت إلى أن الشعب اليمني وقيادته سجلوا موقفاً رسمياً وشعبياً مشرفاً ومتقدماً باتخاذ عدد من الخطوات، ومنها مقاطعة البضائع والمنتجات السويدية ومنع دخولها.. منوهاّ في الوقت ذاته بالخطوة المتقدمة للشعب العراقي الشقيق في طرد السفير السويدي من بلادها غيرة على القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية.
وأفاد العلامة شرف الدين بأن ضعف الأمة وتمزقها، جعل الأعداء يتجرأون على إحراق نسخ من القرآن الكريم والإساءة للرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام واستفزاز مشاعر المسلمين، محملاً حكام وولاة الأمر المسؤولية إزاء ما تتعرض له الأمة ومقدساتها من اعتداء.
وأوضح، أن مواقف الشعوب والدول، ممن يسيئون للإسلام ومقدساته، تكشف مدى الارتباط بالله عز وجل وكتابه الكريم وإتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مشدداً على ضرورة الأخذ بأسباب وعوامل القوة في ردع الطغاة والظالمين من خلال توحيد كلمة الأمة ولم شملها وجمع صفها لمواجهة الماسونية والصهيونية العالمية.
وعرّج على ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، مبيناً أن من عوامل بناء الأمة الإسلامية وترسيخ مبادئ الإسلام وقوته، الهجرة النبوية التي تُعتبر نقطة تحول لمسار الدعوة الإسلامية وانتشار الدين الحنيف إلى أصقاع المعمورة.
وبيّن مفتي الديار اليمنية أن الهجرة النبوية، تؤكد التسليم لأوامر الله عز وجل والحفاظ على الدين الإسلامي وفي ذات الوقت يُعد الإيمان والاختبار الحقيقي للأمة الإسلامية في التحلي والتأسي والاقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قولاً وعملاً.
وناقشت الندوة ثلاثة محاور، إذ تناول مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، في المحور الأول دلالات الهجرة النبوية الشريفة، ومعانيها العميقة والوقوف أمام حدثٍ مؤلم وجريمة مزعجة تعمّد الأعداء تكرار الإساءة للمسلمين واستفزازهم بحرق المصحف الشريف ونشر رسوم مسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وغيرها.
واعتبر جريمة حرق المصحف الشريف، والاعتداء على المقدسات الدينية واحدة من الجرائم التي ارتكبها وما يزال الأعداء بحق الأمة الإسلامية والحرمات التي عظّم الله شأنها، مؤكداً أن مرتكبي هذه الجريمة، تحركهم المخابرات الصهيونية لإثارة الفتنة وزرع الحقد والكراهية والضغائن بين الشعوب من مختلف الفئات والأطياف والمذاهب والجنسيات.
وتساءل العلامة مفتاح “ما الفائدة التي ستعود على السلطات السويدية من حرق المصحف الشريف، وتكرار الإساءة لارتكاب هذه الجريمة، سوى استفزاز مشاعر المسلمين في أنحاء العالم، ونشر الكراهية”، مشدداً على ضرورة تكثيف اللقاءات والفعاليات الكفيلة بتوعية أبناء الأمة بما يتعرض له القرآن الكريم والمقدسات الدينية من إساءة وتدنيس.
بدوره أوضح الوكيل المساعد لوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة محمد عزالدين الحميري في المحور الثاني، أن مقتضيات العبودية لله عز وجل، تحمل المسؤولية في مقاومة الطغاة والظالمين، وهو ما برز بمكة في واقع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وأصحابه.
ودعا العلماء والدعاة والمثقفين إلى أن يكون لهم موقفاً واضحاً من الأعداء الذين يستهدفون الأمة في أعظم مقدساتها وهو القرآن الكريم والخروج من حالة الصمت والحياد الذي يعيش فيه الكثير.. متسائلاً “إن لم يكن لأبناء الأمة موقفاً أمام هذا الحدث فمتى سيكون؟”.
وحث الحميري إلى السعي لإصلاح ذات البين واجتماع الكلمة في الحق والخير حتى تظهر الأمة بمظهر القوة والعزة، لافتاً إلى أن الاختلاف والفرقة، يضعف الأمة ويجعل الأعداء يتجرؤون عليها.
وشدد على ضرورة أن تختفي كل الانتماءات المذهبية والطائفية وغيرها والانتماء للإسلام.. مشيراً إلى أن القرآن الكريم يجمع الأمة اليوم أكثر مما يفرقها.
وفي الندوة، التي حضرها أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري، استهجن عضو الرابطة العلامة عبدالله حسن أبوطالب في المحور الثالث، استمرار الغرب في الإساءة للأمة ومقدساتها والاعتداء على القرآن الكريم بحرقه وتدنيسه.
وذكر أن جريمة إحراق المصحف الشريف في السويد والدنمارك ليس بغريب، فقد سبق للسعودية والإمارات أن اعتدت على آلاف المصاحف ودمرت المساجد وبيوت الله بطيرانها ليلاً ونهاراً.
وأكد العلامة أبو طالب، أن إحراق وتمزيق المصحف الشريف، لا يحط من قدره وعظمته مثقال ذرة، بقدر ما يزداد سطوعاً وتكريماً ونوراً وإشراقاً على الأمة.
عقب الندوة، نظمت رابطة علماء اليمن في صوح الجامع الكبير بصنعاء وقفة احتجاجية للتنديد بتكرار إحراق المصحف الشريف من قبل متطرفين في السويد.
وأكد بيان صادر عن الوقفة تلاه الأمين العام المساعد للرابطة العلامة خالد موسى، الرفض القاطع لاستهداف السويد للقرآن الكريم وحرق نسخ منه، داعياً كل الشعوب والحكومات الإسلامية إلى مقاطعة دولة السويد اقتصادياً وسياسياً وتجريم أي تعامل مع هذه الدولة المعادية للإسلام والمسلمين.
واعتبر البيان، حرق نسخ من المصحف الشريف، جريمة كبرى بحق الإسلام والمسلمين، والحياد في هذه الحالة تشجع العدو على استمرار انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية.. داعياً الأمة العربية والإسلامية العميلة إلى الخروج عن صمتها وإعلان مواقفها إزاء جريمة الاعتداء على المصحف الشريف والإساءة لمقدسات المسلمين.
وأدان المركز اليمني لحقوق الإنسان جريمة إحراق المصحف الشريف في السويد والدنمارك ضمن حملات الإساءة الممنهجة لاستهداف المقدسات والرموز الإسلامية والتوجه الواضح لبعض الحكومات الغربية لبث الكراهية الدينية في العالم.
وأعرب المركز في بيان تلقت (سبأ) نسخة منه، عن تأييده قرار مجلس حقوق الإنسان الأممي في 12 يوليو 2023 بإدانة أفعال الكراهية الدينية مثل حرق القرآن، معتبراً أنه خطوة إيجابية نحو إيقاف استهداف المقدسات الدينية والمساس بها تحت مبرر حرية التعبير.
وأشار إلى أن أي تصرفات أو قوانين تمس المقدسات والرموز الدينية الإسلامية تحت أي مبرر لن تكون إلا خطوات لخدمة الصهيونية العالمية التي تعمل على بث الفرقة والكراهية بين الشعوب، لأنها تمس بذلك كافة الشرائع والكتب السماوية السابقة
وطالب المركز بمساءلة الحكومة السويدية دولياً وتحميلها التبعات القانونية جراء دعمها لإحراق القرآن الكريم ومشاركتها بإعطاء التصاريح وحماية الشرطة لمرتكبي هذه الجريمة النكراء المخالفة لكل القوانين والأعراف الإنسانية والمثيرة لمشاعر العداء والكراهية بين الأمم.
ودعا الحكومات العربية والإسلامية إلى تجريم هذه السياسات والأفعال المخزية في حق الإنسانية والمجتمع الدولي والخطيرة على الأمن والسلام الدوليين، وسرعة اتخاذ الإجراءات التأديبية القانونية والسياسية والاقتصادية ضد الحكومة السويدية وغيرها من الدول التي تنتهك حقوق المسلمين.
كما دعا البيان الحكومات العربية والإسلامية إلى أن تحذو حذو اليمن والعراق ولبنان وإيران بقطع العلاقات وسحب السفراء ومقاطعة البضائع السويدية في سبيل إيقاف الاستهداف الممنهج للإسلام وردع مرتكبي هذه الجرائم.
وحث على إقرار قانون يجرم مرتكبي أي اعتداء أو إساءة تستهدف المقدسات الإسلامية ليكون رادعاً لكل من تسوّل لهم أنفسهم الإقدام على أية جرائم مشابهة وإسهاماً في نبذ العنف والكراهية وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
من جهتها دعت اللجنة المنظمة للفعاليات، إلى الخروج الجماهيري والمشاركة الواسعة عصر اليوم الاثنين في مسيرة غاضبة للتنديد بجريمة إحراق نسخ من المصحف الشريف.
وحددت اللجنة المنظمة في بيان تلقته (سبأ)، ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء مكاناً للخروج الجماهيري تنديداً بهذه الجريمة التي يتعمد الغرب استفزاز مشاعر المسلمين في أنحاء العالم.

قد يعجبك ايضا