بوتين: لن نستسلم، وبايدن: سندافع عن أراضي الناتو الجديدة – قمة الناتو صفعة لتركيا وإهانة لأوكرانيا – تشكيل ناتو جديد لدعم كييف – مدفيديف: المجلس سينتهي بزوال أحد الطرفين والحرب العالمية الثالثة تقترب – أردوغان في الوقت الضائع.. السويد عضو جديد – وزير الدفاع الروسي: لدينا ذخائر عنقودية أقوى من الأمريكية وواشنطن مجرمة حرب – فاغنر تسلم سلاحها
الثورة / متابعة / محمد الجبلي
مستجدات كثيرة سواء في الداخل الغربي وانعكاساته على الخارج أو على مستوى الأحداث في الصراع مع روسيا.
قبل الحديث عن قمة الناتو الأخيرة في ليتوانيا ومخرجاتها سنتوقف عند تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن التي ألقاها في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع زعماء دول الشمال الأوروبي، حيث قال: سندافع عن كل إنش من أراضي الناتو بما في ذلك فنلندا، وأضاف علينا أن نواصل دعم أوكرانيا التي تدافع عن المبادئ والقيم الغربية، لكنه استدرك كلامه قائلاً لا يمكن لأحد الانضمام للناتو فيما الحرب لا تزال مستمرة.
وهي تلويح صريح لأكرانيا الطامحة للانضمام إلى الحلف مفاده «لا تتعبوا أنفسكم وتتعبونا معكم، انضمامكم مستحيل، أنتم مجرد أدوات».
– في الجهة المقابلة، كان الرئيس الروسي يستمع إلى التصريحات الغربية وألقى كلمة بمنتدى تكنولوجيا المستقبل المنعقد في موسكو، حيث قال بوتين: روسيا لا تستسلم وستمضي قدماً في طريقها دون أن تنعزل عن العالم، مؤكدا أن روسيا تعتزم توسيع التعاون المتكافئ والتحالفات العلمية مع الدول الأخرى، وأضاف بوتين: اعتمادنا على التكنولوجيا الغربية يهدد روسيا وامتلاكنا للحلول التكنولوجية يعزز سيادتنا على أراضينا.
تصريحات المعسكرين لا تحمل أي خطوط للعودة وذلك عبر التحركات لتقوية التحالفات واستمالة الواقف في المنتصف (الدول المحايدة) لأن تكون جزءا من الصراع أو على الأقل تقاسمها بين الطرفين.
دول البلطيق بالترغيب أو الإكراه أصبحت عمليا أراضي تابعة لحلف شمال الأطلسي. وسواء وافقت تركيا على انضمام السويد أم راوغت فالمسألة قد حسمت في القمة الأخيرة للناتو بليتولنيا.
– قمة الحرب بدون ذخيرة – من سيطلق الشرارة؟
في الملف الأوكراني.. خرجت القمة مخيبة لآمال زيلنسكي الذي كان يترجى مناقشة عضوية أوكرانيا والخروج بقرار حاسم بهذا الشأن، إلا أن القمه توخت الدخول في مغامرة خطرها أكثر من نفعها، فضم أوكرانيا للناتو يعني الدخول في حرب مباشرة مع روسيا ستعصف بأوروبا وبريطانيا وقد تطال حتى أراضي أمريكا.
– انضمام أوكرانيا للناتو.. أوهام
في قمة ليتوانيا حاول الرئيس الأوكراني بكل العبارات إقناع الغرب بضرورة انضمام أوكرانيا إلى الحلف وقال زيلينسكي في العاصمة الليتوانية يوم الثلاثاء الماضي: «الناتو سيمنح أوكرانيا الأمن، وأوكرانيا ستجعل الحلف أقوى».
وكان زيلينسكي قد نشر تغريدة في وقت سابق قال فيها إن «عدم الوضوح هو ضعف»، وأضاف أن عدم تحديد إطار زمني متفق عليه يعني أن عضوية بلاده يمكن أن تصبح ورقة مساومة في النهاية.
تقول وكالة «بلومبرغ» إن قادة دول الناتو حثوا الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على التزام الهدوء عقب انتقاداته الحادة للحلف.
ولفتت الوكالة إلى أن ذلك جاء عقب تصريح زيلينسكي الذي قال فيه إن عدم تحديد إطار زمني لعضوية أوكرانيا في «الناتو»، أمر غير مسبوق و«سخيف»، حيث يشبه عدم «رغبة الحلف بانضمام أوكرانيا إليه».
واتصل مدير مكتب زيلينسكي بمستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جايك ساليفان، عقب الحادثة، لحث الولايات المتحدة على إعادة صياغة البيان الختامي، إلا أن الأوان كان قد فات، حيث تمت الموافقة على نص البيان قبل وصول الوفد الأوكراني إلى القمة.
– بعد هذه الصدمة قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في لقاء صحفي عقب قمة الناتو، مع قناة «رادا» التلفزيونية: «لا أحد يطرح هذا السؤال (نشر قوات مسلحة أجنبية في أوكرانيا)، ولسنا مهتمين به، ولا دول الناتو. ونحن لسنا في الناتو كي تتمركز قوة مسلحة أو أخرى معنا».
وشهدت قمة الناتو الإعلان عن سلسلة من الحزم العسكرية لأوكرانيا.
وقال مسؤولون إن تحالفا يضم 11 دولة سيبدأ تدريب طيارين أوكرانيين على قيادة طائرات إف-16 المقاتلة الأمريكية الصنع في مركز سيجري إنشاؤه في رومانيا في أغسطس
– وعلاوة على الاتفاق الأمني الذي أعلنته مجموعة الدول السبع، أعلنت المملكة المتحدة عن خطط تقضي بتزويد أوكرانيا بما يزيد على 70 مركبة قتالية ولوجستية، بغية تعزيز هجومها المضاد.
كما قدمت واشنطن مساعدات بقيمة 800 مليون دولار تتضمن قذائف عنقودية ومدرعات. وهذا يأتي ضمن المجلس الذي تم تشكيله في القمه ( مجلس الناتو – أوكرانيا ) .
– مدفيديف: مجلس الناتو – أوكرانيا سينتهي بحرب نووية.
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، في تعليقه على إنشاء مجلس «أوكرانيا – الناتو»، قال: إن هذا المجلس سينتهي وجوده بسبب زوال أحد الطرفين.
وكتب مدفيديف على حسابه في «تويتر»: «المجلس سينتهي وجوده بسبب زوال أحد الطرفين».
وحذر من أن أن الحلف وروسيا الآن على شفا الحرب، أو بالأحرى، في خضمها.
ويوم الثلاثاء الماضي، حذر مدفيديف، من أن «الحرب العالمية الثالثة تقترب»، مشددا على أن روسيا سترد على قصف نفذته أوكرانيا بالذخائر العنقودية.
ولفت إلى أن العملية العسكرية الخاصة ستستمر بنفس الأهداف، وأن أهم تلك الأهداف يتمثل في رفض مساعي كييف للانضمام إلى حلف «الناتو».
– الدبلوماسي الروسي موروزوف، اعتبر أن روسيا ليست في صراع مع أوكرانيا بل مع دول الناتو مجتمعه، وقال: يتم تنفيذ الإمداد العسكري لأوكرانيا بحماس، حتى أصبح القسم العسكري لحلف الناتو يعلن عن ذلك بشكل علني.. بالنسبة لنا هذا مجرد تأكيد جديد على أننا لسنا في حالة صراع مباشر مع أوكرانيا على الإطلاق».
وأشار إلى أنه «سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما سيحدث عندما تنهار ضمانات «الناتو» تحت ضرباتنا».
– صفعة لأردوغان اللاهث وراء عضوية الاتحاد الأوروبي.
السويد رسمياً وبدون موافقة تركية على وشك الانضمام كعضو جديد في حلف الناتو بعد جارتها فنلندا، وذلك بعد أن سحب الرئيس التركي سلسلة من الاعتراضات التي كانت قد قدمتها أنقرة سابقاً ضد انضمام ستوكهولم للحلف.
الرئيس التركي أعلن في الوقت الضائع أن القرار النهائي لقبول انضمام السويد في الناتو يعود للبرلمان، الذي «يمثل الإرادة الوطنية والمرجعية التي توافق على بروتوكولات الانضمام»، مثلما أكد.
إلا أن الرئيس الأمريكي بايدن يقول بأن اوردغان أوفى بعهده والسويد ستنظم إلى الناتو وسيصبح عدد دول الحلف 32 دولة.
رضوخ أردوغان أتى بعد فوات الأوان، لقد اتخذ من عرقلة انضمام السويد فرصة لمعالجة مشاكله مع أمريكا والاتحاد الأوروبي، وخلصت إلى مساومات منها مناقشة عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وموافقة أمريكا بيع طائرات إف-16، حيث أكد بايدن أن الولايات المتحدة بات الآن في مقدورها بيع هذه المقاتلات لتركيا.
– تركيا غير مرحب بها عضو جديد في الاتحاد الأوروبي.
ضمن المساومات كانت هناك موافقة مبدئية على قبول تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي بعد أن ترفع القيود على السويد وتوافق على عضويتها في الناتو.
الموافقة المبدئية انقلبت عكسية بعد الإعلان.
يقول المستشار الألماني: لا علاقة لانضمام السويد إلى الناتو بترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي.
البيت الأبيض انقلب أيضاً على تعهداته لتركيا وقال: مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي تخص الطرفين لكن واشنطن ستدعم مسعى تركيا.
الرئيس التركي خرج بلا خبر ولا طحين، فلا بلاده ستحقق حلمها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولا هو فاز بأوراق الضغط.
– العضوان 31 و 32
انضمت فنلندا رسمياً إلى التحالف الدفاعي الغربي في أبريل، ما رفع عدد الدول الأعضاء إلى 31.
الدولتان الاسكندنافيتان حافظتا على الحياد العسكري لفترة طويلة، إلا أن أمريكا تمكنت في الأخير عبر عدة وسائل ترهيبية وترغيبية من ضمهما إلى الحلف بسبب موقعيهما الجغرافيين وحاجة الناتو للتمترس في هاتين الدولتين.
حجم القوة
سكان فنلندا يبلغ عددهم 5.5 مليون نسمة، وتقدر قوتها في زمن الحرب بـ 280 ألفاً.
القدرة العسكرية السويدية أصغر بكثير عند 57 ألفا. لكنها أعادت التجنيد في بداية عام 2018، بعد تعليقه في عام 2010م، وسيرتفع العدد الحالي الذي يبلغ حوالي 6000 مجند إلى 8000 مجند في عام 2025م وفقاً لبيانات بي بي سي.
– سيحصل البلدان لأول مرة على ضمانات أمنية من الدول النووية بموجب المادة 5 من حلف شمال الأطلسي، التي تعتبر الهجوم على دولة عضو هجوماً على الجميع.
لقد وصلت فنلندا بالفعل إلى هدف الإنفاق الدفاعي المتفق عليه لحلف الناتو والبالغ 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ووضعت السويد خططًا لتحقيق ذلك بحلول عام 2026م.
– ميدانياً..
الحديث عن الذخائر العنقودية حظي باهتمام واسع وانعكس على المجتمع الغربي بهاجس الخوف من توسع الحرب.
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أعلن أن روسيا لديها ما ترد به على الذخائر العنقودية الأمريكية في حال تسليمها لأوكرانيا .
وأشار إلى أن الذخائر العنقودية الروسية أكثر فاعلية وتنوعا، مقارنة بالذخائر الأمريكية، وأضاف أن الولايات المتحدة لديها ذخائر عنقودية للطائرات والمدفعية، بما فيها راجمات الصواريخ، لكن تنوعها أقل عما هو عليه في الجيش الروسي. المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت بأن الولايات المتحدة أصبحت مجرمة حرب بقرارها تزويد نظام كييف بالذخائر العنقودية.
وقالت الدبلوماسية معلقة على قرار البيت الأبيض ودول الغرب: «الآن اتضح أنهم لا يناقضون أنفسهم فقط، لقد أصبحوا أنفسهم مجرمي حرب رسميا وفقا لمنطقهم المعتمد».
أخيراً في الشأن الداخلي الروسي
– فاغنر تسلم سلاحها
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات المسلحة الروسية تستكمل استلام أسلحة ومعدات عسكرية من وحدات مجموعة «فاغنر» وفقا لخطة معدة مسبقا.
– تعليق ملخص
قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بقليل كان الغرب يضع اللمسات الأخيرة لضم أوكرانيا إلى الناتو، إلا أن بوتين خلط الأوراق وقطع الطريق، وبهذا أصبح من المستحيل أن تغامر دول الحلف على وضع نفسها في مواجهة مباشرة مع روسيا وفقاً للبند الخامس من ميثاق دول الناتو الذي ينص على أن أي اعتداء على أي دولة عضو في الناتو هو اعتداء على كل دول الحلف.
– قمة الناتو الأخيرة في ليتوانيا شكلت مجلسا لدعم أوكرانيا باسم الناتو وهذا يبدو محاولة لجر روسيا إلى مربع المواجهة، فتضييق الخناق على روسيا ومحاولة سد الخيارات ليس من صالح الناتو الذي يسعى لأن يكون هو المدافع لا المهاجم، وهذا سيجبر روسيا على خيارات واسعة.
بالمختصر: الغرب ينهار وأمريكا تدفع بأوروبا إلى الصدام ولن نستبعد أن نستيقظ في يوم ما على أخبار مفزعة.. الغرب يعيش مرحلة السقوط.