اهتمام القرآن الكريم بالصلاة ” 5-7″

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
أخي المسلم أختي المسلمة هل سألت نفسك يومآ كيف تصلي ؟وهل تصلي بالطريقة التي أراد الله تعالى ؟
إلى كل مسلم ومسلمة يريد التخلص من الهموم ومن الأمراض النفسية ومن هيجان المشاعر السلبية والشهوات.
إلى كل من يريد أن ينعم بالسلم الداخلي والأمان النفسي.
إلى كل من يريد النجاح في حياته الجهادية والدراسية والعملية والاجتماعية.
إلى كل من يريد الحصول على الثقة والاطمئنان في جميع أحواله.
إلى كل من يريد الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.
تعال واطلع على هذه المقابلة الصحفية الحوارية التعليمية مع الصلاة لتكون دليلاً يرشدك إلى بناء علاقة روحية صحيحة مع الله تعالى:-
إعداد/محمد فليته

1 -الصحفي:- وماذابعد إقامة الصلاة؟
1 -الصلاة:- (بعدإقامة لـ الصلاة التوجه لصلاة)
2 -الصحفي:- وكيف يكون التوجه؟وأين مكانه؟
2 -الصلاة:-التوجه هو قبل تكبيرة الإحرام وهوأن يتوجه المصلي بجسمه إلى جهة القبلة ويتوجه بقلبه إلى الله تعالى ويقول:-
أعوذُ باللهِ السميعِ العليمِ منْ الشيطانِ الرجيمِ، ﴿وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْـمُشْرِكِينَ﴾[الأنعام:79] ﴿إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ﴾[الأنعام:162، 163] وَأَنَا مِنَ الْـمُسْلِمِينَ﴿ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْـمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ﴾[الإسراء:111] ثم يكبر.
3 -الصحفي:- وبما ان الصلاة مدرسة ربانية فماذا نتعلم من التوجه؟
3 -الصلاة:- حين تتوجه إلى الله تفهم التوجه ومعانيه واعمل على تطبيقه في حياتك بحيث تستعيذ بالله من الشيطان قولاً وفعلاً في جميع الاوقات والأعمال والأمكنة و بحيث تكون متوجهاً إلى الله بوجهك وقلبك عملياً في الصلاة وفي جميع تصرفاتك في الحياة وأن تعمل على أن تكون صلاتك لله نية وقولاً وفعلاً وتكون حياتك لله مواقفك لله نواياك لله أقوالك لله أفعالك لله ويكون مماتك لله وفي سبيل الله ولأجل إحياء دينه وإعلاء كلمته ولدفع أعداء الله أمريكا وإسرائيل والغرب وعبيدهم من المنافقين.
4 -الصحفي:- وماذا بعد التوجه؟
4 -الصلاة:- بعدالتوجه تأتي عدة أعمال وهي من فروض الصلاة وهي:-
•النية لصلاة التي يريد أن يصليها: وتكون إما عند تكبيرة الإحرام أو قبلها بيسير، والتلفظ بها وتحريرها في القلب سواء.
•تكبيرة الإحرام: وهي أن يقول المصلي عند ابتداء الصلاة: (اْللهُ أَكْبَرُ).
•القيام: قدر الفاتحة وثلاث آيات.
•قراءة الفاتحة وثلاث آيات: وتكون سراً في الظهر والعصر، وجهراً في باقي الصلوات، وفي غير الركعة الأولى والثانية ينبغي له إذا كان قد قرأ الفاتحة وثلاث آيات أن يسبح ثلاث مرات، وألفاظ التسبيح: (سُبْحَانَ اْللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إَلاَّ اْللهُ، وَاْللهُ أَكْبَرُ).
•الركوع: وهو الانحناء من القيام قائلا: (اْللهُ أَكْبَرُ)، ويقول في ركوعه: (سُبْحَانَ اْللهِ الْعَظِيْمِ وَبِحَمْدِهِ) ثلاثاً.
•الاعتدال من الركوع: وهو أن يرجع قائماً ويقول: (سَمِعَ اْللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) إذا كان منفرداً أو كان إماماً، و إذا كان مؤتماً يقول: (رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ) ويطمئن عندما يقول: (سَمِعَ اْللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) فيبقى قائماً قدر (سُبْحَانَ اْللهِ).
•السجود على الجبهة وباطن الكفين والقدمين والركبتين، ويقول في سجوده: (سُبْحَانَ اْللهِ اْلأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ) ثلاثاً.
•الاعتدال من السجود ناصباً القدم اليمنى، ومفترشاً القدم اليسرى، قائلاً: (اْللهُ أَكْبَرُ)، ويطمئن يعني يستقر قدرسبحان الله.
•التشهد في آخر الصلاة: التشهد الأكبر قاعداً، وألفاظه: (بِسْمِ اْللهِ، وَبِاْللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَاْلأَسْمَاءُ الحُسْنَى كُلُّهَا للهِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اْللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، اْللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَبَارَكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ). والفرض من ذلك هو: (أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اْللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، اْللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ)، والباقي سنة.
يُسن للمصلي أن يتشهد التشهد الأصغر لكل صلاة غير ثنائية، وذلك في الركعة الثانية، وألفاظه: (بِسْمِ اْللهِ، وَبِاْللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَاْلأَسْمَاءُ الحُسْنَى كُلُّهَا للهِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اْللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ).
ويُسن له في الفجر والوتر أن يقنت بعد الركوع الأخير بآخر سورة البقرة من قوله تعالى:-
•﴿لاَ يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾[البقرة:286].
•﴿.. رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[البقرة:201].
•﴿.. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾[البقرة:250].
•﴿.. رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْـمَصِيرُ﴾ [الممتحنة:4]، أو ما أحب من ألفاظ الدعاء الموجود في القرآن.
10.التسليم على اليمين، ثم على اليسار، قائلا: (اْلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اْللهِ)، ولا يجزي غير هذا اللفظ، ناوياً بالتسليم من أُمِرَ بالتسليم عليه وهم المؤتمون (في حال صلاة الجماعة) والملكان في صلاة الجماعة والفرادى.
5 -الصحفي:-وبما أن الصلاة مدرسة ربانية فماذ نتعلم من كل ماسبق ؟
5 -الصلاة:- ساذكر لك ما نتعلمه من كل ماذكربالترتيب:-
1 -النية(إذا ما صلحت النية وصلح توجه الإنسان فإن كل عمل ينطلق فيه – باعتبار الأعمال كلها شبكة واحدة – يخدم بعضها بعض، فسيكون كل عمل له أثره في المجال الذي أنت تهتم به، للغاية التي أنت تريد الوصول إليها بالأعمال وبالأمة، الصلاة نفسها سيكون لها قيمتها، الزكاة نفسها سيكون لها قيمتها، الحج سيكون له قيمته أي كلمة تنطلق منك أو [شخطة] بقلم لكلمة تكتبها سيكون كلها من هذا النوع الذي هو يصب في قالب عمل يمتد ويمتد ليصل إلى حيث يعلي كلمة الله تعالى، ويعلي راية الله، إلى حيث يزهق الباطل، أوليست الأمة بحاجة إلى هذا العمل؟.
ثم يقول (عليه السلام): ((وانته بنيتي إلى أحسن النيات)) النية نفسها مهمة جداً, هي قصدك وأنت تتحرك في مختلف ميادين العبادة لله سبحانه وتعالى, توجهك، هي النية التي تجعل لعملك قيمة أو تجعله لا قيمة له حتى وإن سقطت ضحية في الميدان، وليست تلك النية التي تجعل كل قطرة من دمك تتحول إلى مسك يوم تبعث بين يدي الله, إذا لم تكن نيتك هي النية التي تجعل روحك تعيش في عالم آخر حيا فستكون أعمالك كلها لا قيمة لها، بذلك كله لا قيمة له، تضحياتك كلها لا قيمة لها.
ولأهمية النية تتكرر في القرآن الكريم – وهو يأمر عباده في مختلف مجالات ميادين العبادة – أن عليهم أن يتوجهوا بعبادتهم إليه {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(البينة: من الآية5) {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}(الكهف: من الآية110) وعن الجهاد يقول دائما فيه: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أليس كذلك؟.هل تفهموا هذه؟
تتكرر هذه, يقول لك: يجب أن يكون توجهك وتكون نيتك وقصدك وأنت تتحرك في ميادين العمل في سبيل الله، ميادين أعمال الجهاد أن يكون ذلك كله في سبيل الله، من أجل الله من أجل نصر دينه، من أجل إعلاء كلمته. لا أريد من هذا أن يقدر لي عملي, ولا أريد من هذا أن يشكرني على ما عملت, ولا أريد من هذا أن يعلم ماذا صنعت ولا أريد من هذا أن يعلم أثر ما قدمت، أريد ممن يعلم الغيب والشهادة هو وحده أن يكتب لي أجر ما عملت، وأن يتقبل مني ما عملت وبدون منّة عليه.. سأقول له: هذا هو أقل قليل يمكنني أن أعمله، هذا هو ما يمكنني أن أعمله وهو قليل يا إلهي في جانبك, هو قليل في جانبك، هو قليل في جانب ما يجب علي لك.
ليعظم الله في أنفسنا حتى يصغر كل ما سواه في أعيننا. الإنسان الذي يرائي، الإنسان الذي ينتظر الثناء من الآخرين، الذي ينتظر الجزاء من الآخرين هذا هو إنسان ليس لله في نفسه ذرة من شعور بالعظمة، هذا هو إنسان فعلا يؤلّه الإنسان أكثر مما يؤلّه رب العالمين، هذه هي الحماقة بنفسها، هذا هو الغباء بنفسه، هذا هو الضلال بعينه، هو ضياع الأعمال والجهود.
الإخلاص لله هو صمام الأمان في ميادين العمل أيضاً. إذا انطلق الناس وكلهم مخلصون لله سيخلصون في السر وفي العلن، وفي السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء،)
2 -تكبيرة الإحرام:-( [التكبير تعظيم لله سبحانه وتعالى؟ وشهادة بأنه أكبر من كل ما حولي، ومن كل ما سواه، [الله أكبر] الله وحده هو أكبر من كل كبير، فأنا باعتباري عبداً لله سبحانه وتعالى أرسخ في نفسي، في مشاعري أن الله أكبر من كل ما سواه، ما يهددني به كبير من كبار الدنيا فيجعل نفسه كبيراً، ويهددني، ويتوعدني، هو صغير من صغير أمام الوعيد الشديد الذي توعدني به الله الكبير، الذي هو أكبر. أليست جهنم هي أشد من كل عذاب يمتلكه الجن، والإنس؟ جهنم أوصافها عذاب أرقى وأشد وأفظع من أي عذاب لدى أي إنسان في الدنيا، من طواغيت الدنيا.
التكبيرة وحدها تجعل كل شيء سوى الله صغيراً أمامك، هو وترغيبه وترهيبه. نحن لو ننطلق على أساس فهمنا للتكبيرة وحدها لكانت كافية.
أليس الناس عندما لا يتحركون في مواجهة أهل الباطل، في مواجهة أعداء الله، في مواجهة المفسدين، في مواجهة اليهود والنصارى، ما الذي يخيفنا؟ أليس يخيفنا ما لديهم من شر، يخاف الإنسان القتل، يخاف التعذيب، يخاف التعب؟ أليس هذا هو ما يخيف الناس؟ لأننا في واقعنا نرى ما لدى الناس هو أكبر مما لدى الله؛ لأننا عندما نقول: الله أكبر، لسنا صادقين في واقعنا مع هذه الكلمة، لا، بل كل شيء لدى الآخرين، الذين هم صغار، هو عندنا أكبر مما عند الله، فنحن لا نحسب حساب جهنم، ونمشي في طريق هي طريق جهنم؛ من أجل أن لا نقع في هذا الشر الذي لدى الناس في هذه الدنيا!.)
3 -القيام(في قيامك وفي كل صلاتك اشعر بالهيبة من الله ربك والتعظيم له جل شأنه في كل آية وتكبيرة وتسبيحة تقولها في صلاتك .
4 – لا تستجب لوسوسة نفسك والشيطان ارفضها باستمرار واحرص على أن تبقي ذهنك مركزاً مع الله تعالى وحاضرا في مناجاته، وتذكر أنه لا يليق بك أن تضيع هذه الخمس الدقائق في الانشغال بغير مناجاة الله تعالى ابقي ذهنك في اللحظة التي انت فيها لاتخرج منها.
5 – واحرص على أن تناجيه بوعي وتفهم لمعاني الفاتحة ولكل أذكار وحركات الصلاة.
• ركز بصرك إلى موضع سجودك.
•لا تسرع في قراءتك ولا في تسبيحك ولا في حركات الصلاة من الركوع والقيام منه والسجود والقيام منه.
• توقف بين كل آية وآية وبين كل تسبيحة وتسبيحة توقفاً يسيراً.
•قراءة الفاتحة(تفهم أنه أرحم بك من نفسك وأن كل ما أمرك به من الجهاد الذي قد تراه شاقا إلى الإنفاق هو رحمة بك وحفظاً لدينك وكرامتك وعرضك ووطنك وثرواتك وتاريخك ماضيك وحاضرك ومستقبلك بل أنه حفظاً لدين الأمة وكرامتها ووجودها،
تعلم ان تمارس الرحمة في تعاملك مع جميع الخلق عامة ومع المستضعفين خاصَّة، أحمده على كل نعمه تربى بتربيته لا بتربية نفسك أو الشيطان أو شياطين الجن والإنس، اخلص له عبادتك، واجعل جميع أعمالك له وجميع استعانتك به، اطلبه الهدى وأنت مستعد لقبول الهدى وإن خالف هواك ومصلحتك، مستعد أن تسير في صراط الله المستقيم مع عباده الذين أنعم عليهم من النبيين والأعلام الهادين من آل محمد(صلوات الله عليه وعلى آله)ومستعد أن تتبرأ من الرموز المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل وحلفائهم من الكافرين والمنافقين.)
•وحين تقرأ سورة الإخلاص تزداد له حبا ومعرفة، وتوحده وتنزهه عن التشبيه وتنفي عنه ما نفاه عن نفسه من ظلم العباد ونسبة الجبر اليه تعالى الله عن ذلك فالله خلق الناس أحراراً مختارين، وتنزهه عن الرؤية التي هي من صفات الأجسام .
11 -الركوع والسجود والتسبيح(ثم تركع وتسبح الله العظيم، ثم تسجد وتسبح الله الأعلى، وتتعلم من الركوع والسجود أن تزداد عبودية لله وخضوعا وأن تنزه الله من كل ما لا يليق به وأن لا تخضع إلا له وأن تكون معه في كل حالاتك في الحياة، وأن تتعلم التواضع العملي، فلا تتكبر على أحد من خلق الله لا بشخصيتك ولا بمالك ولا بمكانتك ولا بمظهرك ولا بقوتك ولا بقدرتك، وتيقن أن الكبر صفة تختص بالله وحده، وما نازعه أحد فيها إلا قصمه، وأن التواضع زينة العبد المؤمن، ومن تواضع رفعه الله ومن تكبر وضعه الله، وأنه لا يتكبر متكبر إلا من إحساس بالحقارة كما قال الإمام علي عليه السلام .
12 -[التسبيح يعتبر قاعدة مهمة جداً، نكرر التسبيح في صلاتنا , وفي كل أوقاتنا ليترسخ معناه، فتكون نظرتنا إلى الله سبحانه وتعالى نظرة تقوم على أساس تنـزيهه، وتقديسه سبحانه وتعالى؛ لأننا لما كانت إدراكاتنا محدودة , وما يمكن أن نتعقله من الأشياء أيضاً تكون إمكانية التعقل لدينا محدودة أيضاً، وأفعال الله سبحانه وتعالى قد يكون هناك أفعال من أفعال الله، شيء من مخلوقات الله سبحانه وتعالى لا نفهم نحن وجه الحكمة فيها، لا ندرك نحن الغاية من فعلها، أو من تشريعها، أو من خلقها، فإذا ما كنا نستشعر دائماً تنـزيه الله سبحانه وتعالى في ذاته وفي أفعاله وفي تشريعاته، فستكون هذه القاعدة هي التي تحافظ على سلامة إيماننا بالله، وحسن ظننا به، واستمرار إيماننا بنزاهته، وقدسيته سبحانه وتعالى. وما أكثر ما نجهل من الأشياء في مخلوقات الله , وفي تشريعات الله، ما أكثر ما نجهل وجه الحكمة فيها، أو إدراك الغاية منها، ولكننا نقطع بأن الله سبحانه وتعالى ما دام وقد ثبت أن هذا فعله فهو الحكيم الذي لا يفعل إلا ما فيه حكمة، ونقطع فيما ثبت لنا من تشريعه وهدايته مما لا ندرك وجه الحكمة فيه : أن الله لا يشرِّع إلا تشريعاً فيه حكمة، فليس هناك عبث في أفعاله، ليس هناك تلاعب في أفعاله سبحانه وتعالى , هو الحكيم. التسبيح لله سبحانه وتعالى أيضاً أمام ما نسمع من هنا أو هنا من مقولات تنسب إلى الله سبحانه وتعالى.. فنحن سنعتمد على هذه القاعدة , وسيتجلى لنا من خلالها بطلان ذلك القول , أو تلك العقيدة؛ لأنها تخالف ما يجب علينا أن نحكم به , ونعتقده , وننطق به من تنـزيه الله. ( سبحان الله العظيم وبحمده.. سبحان الله الأعلى وبحمده ) الحمد معناه : الثناء على الله سبحانه وتعالى. فأنت تنـزه الله في كل حالاتك، وأنت تحمده في كل حالاتك، تثني عليه في كل حالاتك , في حالة القيام , في حالة الركوع، في حالة السجود، فيما قد توحي به هذه الحالات الثلاث داخل الصلاة من حالات في واقع حياتك تمر بها أنت. أليس الإنسان يمر في حياته بأحوال فيرى نفسه مرتاحاً، بخير، متوفر اَله حاجياته، لا يوجد عنده مشكلة، قد يحصل له مواقف تركِّعه، قد تحصل له مواقف أكبر أو مشاكل، هل الإنسان يبقى منتصباً في حياته دائماً؟ يمر بمشاكل. العرب كانوا يمثلون للمصائب الكبيرة بالدواهي، أو بقاصمة الظهر، أو يقولون : تثقل الكاهل. بعبارات من هذه تصوير للإنسان , وكأنه فيما إذا وقعت عليه مشكلة , أو مصيبة أو عانى معاناة من مرض في بدنه , أو مرض بأحد من أصدقائه، أو أفراد أسرته.. يتبادر إلى الذهن وكأنه شيء يثقل كاهله وسيحنيه. أنت في كل حالاتك كن مسبحاً لله، كن واثقاً بالله، وفي كل الحالات يكون همك هو رضى الله، متى ما عرفت أن المعاناة التي أنت فيها هي في سبيله، المعاناة التي أنت فيها ليست خنوعاً لأعدائه، ليست ذلاً تحت وطأة أعدائه تحمَّل واصبر.. وهذا هو المطلوب من المؤمن أن يتجلد , أن يكون لديه حالة من الجلد، التجلد والتصبر. هذا النوع من المؤمنين هو الذي يستطيع أن يقف المواقف المهمة في سبيل إعلاء كلمة الله]().
13 -الإعتدال بعدالركوع وبعدالسجود (نتعلم منه التحكم في حركاتنا والسيطرة على حركاتنا في تعاملنافي الحياة )
14 -التشهد
وحين تتشهد التشهد الأخير تفهم كل معاني التشهد:-(بِسْمِ اْللهِ، وَبِاْللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَاْلأَسْمَاءُ الحُسْنَى كُلُّهَا للهِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اْللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، اْللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَبَارَكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ).
وحين تقول:- (اْللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَبَارَكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ).يكون لديك الاستعداد الكامل والتواضع الصادق للسير مع الصادقين من أعلام الهدى من آل محمد عليهم السلام في الطريق إلى الله تعالى على ضوء كتاب الله .
15 -التسليم
ثم تسلم مستحضراً نية السلام على الملكين ومن بجهتهم من المؤمنين وتذكر ان تعيش مع الله ومع ملائكته ومع المؤمنين في سلام بحيث لا تعصي الله تعالى بأي معصية لا في الخلاء ولا في الملاء وأن لا يجدك الملائكة الا في كل ما يرضي الله من اعمال البر والخير والاحسان.

قد يعجبك ايضا