تلقيت بسرور عظيم، كتاب معالي الأستاذ عبدالعزيز ناصر الكميم- وزير التخطيط، وعنوانه (خربشات على جدار العمر)، والذي تم إصداره في الوقت الراهن، وقد أثار هذا الكتاب إعجابي، وأثلج صدري عندما قام مؤلفه الكريم بتحطيم جدار الحصار والدمار المخيم على بلادنا، منذ نشوب العدوان الإقليمي والدولي عليها، في 26 مارس 2015م، وحتى الوقت الراهن، وكذا عندما قام بامتشاق قلمه البديع من غمده، وأخذ يصول ويجول في ميدان العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوطنية، وميدان النهضة العلمية والفكرية والثقافية الوطنية، دون أن تعيقه مشاكل الحياة ومتاعب الأيام الواسعة.
وللأمانة والتاريخ، فإن هذا الكتاب الجديد، ينطوي على الكثير من الموضوعات والمعلومات المتعلقة بالشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلادنا اليمن، طوال (32) عاماً، أي من عام 1978م وحتى عام 2010م، والتي يمكن من خلالها الإسهام في تنوير مصابيح الوعي التاريخي الوطني، واستشراف اتجاهاته المستقبلية الواعدة، والارتفاع به إلى مصاف آمال الأجيال اليمنية الطالعة، وآفاق طموحاتها العالية.
وقد تناول هذا الكتاب الرصين، شرح أوضاع المؤسسات الاقتصادية والتجارية في بلادنا، وتوضيح حقيقة جمودها وانحسارها واختلالها، كما تناول القضايا والعلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة، فيما بين بلادنا وبين سائر الدول العربية والإسلامية والأجنبية، بما في ذلك قضية انضمام بلادنا إلى منظمة التجارة العالمية.
ومن المسلم به تمام التسليم، أن التاريخ يعلمنا بأن نتعلم من التاريخ، وأن نقوم بتلبية دروسه وعبره المختلفة، فالتاريخ لا يمكن أن يرحم الدول والشعوب التي تقوم بتجاهل أحداث ماضيها وتجاوزها وعدم الاهتمام بها، الأمر الذي يدعونا إلى أن نهيب بجميع القيادات والشخصيات الوطنية المرموقة، وأن نناشدها لكي تقوم بكتابة مذكراتها، وتدوين تصوراتها ومواقفها المتعلقة بسير الأحداث والتطورات التي شهدتها بلادنا خلال العقود الماضية.
ومن المعلوم في هذا الشأن أن هنالك الكثير من أقطاب القيادات الوطنية المرموقة في بلادنا، تجاهلوا تاريخ حياتهم، وأعرضوا عن كتابة مذكراتهم، ودفنوا في قبورهم، وأصبحوا اليوم في عداد المجهولين الذين طمرهم الزمن، ولم يعد أحد يعرف عنهم أي شيء يذكر.
وختاماً يمكن القول إن معالي الأستاذ عبدالعزيز ناصر الكميم، يتمتع بمكانة عالية في فكري وحياتي، منذ أن عرفته لأول مرة في القاهرة في سبعينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم نلتقي معاً بين الفينة والأخرى وتجمعنا مشاعر الحب والإخاء.