الثورة نت|
نظمت رابطة علماء اليمن، اليوم، بالجامع الكبير بصنعاء، فعالية خطابية، بمناسبة ذكرى غزوة بدر وفتح مكة بعنوان “نصر من الله وفتح قريب”.
وفي الفعالية، أشار مفتي الديار اليمنية العلامة، شمس الدين شرف الدين، إلى أهمية إحياء ذكرى غزوة بدر وفتح مكة للفت أنظار المسلمين لهاتين المناسبتين اللتين أعز الله الإسلام بهما وكانتا فاتحة خير للمسلمين وفي ذات الوقت أخذ الدروس والعبر منهما في واقع الأمة.
وأكد أن غزوة بدر وفتح مكة من الأحداث والوقائع الإسلامية التي كتب عنها التاريخ وسجلها في أنصع صفحاته، ما يتطلب من الأمة استحضار القيم والمبادئ والمثل العليا منها في تزكية النفوس وتربية الأجيال عليها.
وقال ” لقد حدثت غزوة بدر وفتح مكة في شهر رمضان، ولم يكن الصيام عائقاً أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته وقومه، في خوض المعارك ضد قوى الكفر والطغيان”.
وأضاف ” كما أن النبي الكريم وأتباعه وقومه، ملزمون بالجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، علاوة أن الأمة ملزمة أيضاً بالجهاد في سبيل الله ضد أعداء الإسلام”..
وبين أن “النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كان أول المجاهدين وأعظم من رسم الخطط العسكرية وأخذ بأسباب وعوامل الانتصار على كفار قريش”.
كما أكد العلامة شرف الدين، أن التكليف بفريضة الجهاد في سبيل الله ما يزال قائمة وسيظل حتى قيام الساعة كما جاء في قوله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.
وشدد على وجوب التحرك وجمع الكلمة وتوحيد الصف وتعزيز الوعي بمخاطر الأفكار السامة والمفاهيم المغلوطة التي تدعو للتثبيط والقعود، خاصة في ظل ما يمارسه الأعداء من عبث وتدمير وإثارة الفتنة والاقتتال وتمزيق أبناء الأمة، ليسهل لهم نهب الخيرات والثروات، والسيطرة على المقدرات.
وعرّج مفتي الديار اليمنية، على واقع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له الأشقاء في فلسطين من جرائم وانتهاكات، وآخرها اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.
واستنكر تخاذل وصمت الأنظمة العميلة والمطبعّة مع العدو الصهيوني التي لم تحرك ساكناً إزاء ما تمارسه قوات الاحتلال من انتهاكات وجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وقال “عندما ندعو لإحياء فريضة الجهاد في سبيل الله، يقولون بأننا مشروع فتنة، ونلحق الضرر بالإسلام والمسلمين”، مؤكداً أن الأمة لن يعود لها مجدها ومكانتها إلا بالجهاد في سبيل الله والأخذ بأسباب النصر والقوة لمواجهة أعداء الله.
من جانبه أفاد مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، بأن إحياء ذكرى غزوة بدر وفتح مكة، إحياء لذكريات ومناسبات مجدّها الله تعالى في كتابه الكريم وأعلى من قدرها، وما يُعظم الله إلا عظيماً.
وأوضح أن شهر رمضان المبارك، توالت فيه الأحداث والوقائع التاريخية، التي غيّرت مجرى التاريخ بدءًا من غزوة بدر وما بعدها وصولاً إلى فتح مكة وترسيخ مدامك الدين وانتشار رسالة الإسلام ودخول المسلمين في دين الله أفواجاً.
واعتبر العلامة مفتاح، فتح مكة حدثاً إسلامياً كبيراً ومحطة تاريخية للمسلمين ويوماً للانتصار لحرمة البيت الحرام وطغيان الجاهلية ..
وأشار إلى أن النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عقب الفتح دخل جوف الكعبة وكسر الأصنام وجمع الناس وحدّثهم وخطب فيهم بتناسي ما مضى في عصر الجاهلية وما سادها من ظلم وجبروت وتسلط وعلى الجميع بداية عهد جديد من التسامح والأخوة والعدالة والمساواة.
بدوره استعرض مفتي محافظة تعز العلامة، علوي سهل بن عقيل، الدروس من غزوة بدر والمعركة الكبرى والفاصلة بين الحق والباطل والخير والشر.
واعتبر غزوة بدر أول معركة وحدث في الإسلام، يتطلب أخذ العظات والعبر في تعزيز وحدة الأمة وإصلاح ذات البين والثقة بالله تعالى في النصر مع الأخذ بالأسباب في إعداد العدة والتهيئة للقتال في سبيل الله.