فاطمة الزهراء- عليها السلام- : المرأة النموذج والقدوة المحبوبة
إبراز نموذج الزهراء- عليها السلام- خطوة مهمة في عملية الإصلاح الاجتماعي والفكري والثقافي
تنظم في شهر جمادى الآخرة الفعاليات الثقافية المختلفة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة ميلاد فاطمة الزهراء -عليها السلام- وذلك لأهمية إحياء اليوم العالمي للمرأة المسلمة بما يليق بعظمة فاطمة الزهراء -عليها السلام-.
ويحتفل الشعب اليمني بذكرى مولد السيدة الزهراء -عليها السلام- سيدة نساء العالمين تكريمًا وتقديرًا للمرأة ودورها البناء في المجتمع.
وبهذه المناسبة سيتم التطرق هنا إلى مناقب وفضائل وصفات فاطمة الزهراء -عليها السلام- وأسباب تغييبها عن التاريخ وأسباب محاولات طمس سيرتها لحرف الأمة عن ذلك المسار القويم وهو نهج سيدة نساء العالمين. . فإلى الحصيلة:الأسرة/ خاص
بداية يحدثنا الدكتور /حمود عبدالله الاهنومي عن نشأة فاطمة الزهراء عليها السلام قائلا:
قــدمت فاطمــة إلى هــذه الــدنيا مــع قــدوم الإســلام وكـان العــاص بـن وائــل الــسهمي قــد عــير رسـول الله بأنــه أبــتر وهـــا هــو قــد رزقـه الله رابــع مولود لكنه أنثى، والأنثى ممـا تغـيظ الجـاهليين، فبـشره الله وأعطـاه الكـوثر (إنــا أعطينـاك الكـــــوثر﴾، والكــوثر يـشمل مـصاديق عديـدة، وعلى رأسـها ذريته المباركة الطيبة التي ملأت الآفاق، ورد مـن معــاني الكـوثر كــما سـيأتي: الذريـة الكثـيرة؛ وبالتالي فـالزهراء هي مبـدأ الكــــوثر، أو رمـزه، أو سـببه الــــذي أعطي إياه رسـول الله ويعنــــي الكوثر أيـضا الخـير والبركـة، والكثـرة والامـتلاء وكثـرة الذريـة وبهـذا جعلهـا الله محل البركـة، وعنوان العطـاء، ومصدر الذريـة المباركـة، وأم الأبرار الهداة الأعلام.
ويضيف الدكتور الاهنومي في كتابة عن الزهراء : كانـت خديجــة أم المـؤمنين إذا ولـدت ولـدا دفعته إلى مـن يرضـعه، فلـما ولـدت فاطمــة لم ترضــعها إمــرأة غيرهــا ولعــل الله أراد إكرامهــا بــذلك.
نشأت فاطمة في حجـر أمهـا، تفـيض عليهـا مـن حنانهـــا، وفي رضـــاعة الأم مـــا فيهـــا مـــن أثـــر جميـــل، وفائـــدة حـــسنة، عـــلى صـحة هذه الوليدة المباركة، كما هو معروف في علم الطب اليوم.
ويتابع :نـــشأت -ســـلام الله عليهـــا -عـــلى يـــد أمهـــا خديجـــة، وأبيهـــا محمـــد في وقـــت كـان الإسـلام أيـضا ينـشأ ويظهــر وينمـو عـلى يد الرسـول الكـريم وبمــساعدة مـال أمها خديجـة وعونهــا؛ ولكأن الإســلام والزهــراء صـنوان جاءا إلى الدنيا على ميعاد، ترعرعت في كنف أبوين طاهرين، تحفهـا تعـاليم جبريل، عليه السلام.
امرأة استثنائية
ويقول الدكتور الأهنومي : نـــشأت الزهراء وأبوهـا يعوذهـا وذريتها مـن الــشيطان الرجيم، وكان ذلك دأب المرسـلين والأوليــاء المخلـصين، ثـم هـو المـصطفى الـذي كـان يعـوذ ولـديها الحـسن والحـسين، ويقــول: (أعيـذكما بكلـمات الله التامـة مـن كـل شيطان وهامة، ومـن كـل عـين لامـة)، ويقـول: (إن إبـراهيم كـان يعـوذ بهما إسماعيل وإسحاق،) نـشأت في بيـت ينطلـق في أمـر جلـل، ويـسعى لإحداث تغيــيرات كـبرى في ذلـك العــالم، وضـمن آثـار وردود أفعـال مؤلمــة وقاسية وصعوبات واجهها أهـل هـذا البيــت وعظـم مـسؤوليتهم.. واعتبر الاهنومي الزهــراء، المــرأة الاســـتثنائية التـي هـي كوثره وأم أعـلام الهدى مـن ذريتـــه، فهو حنــان يعلـــم الوقار، ويبني النفـوس، ويغـذي العقـول، ويعـدها لأدوار عظيمـة لا يقـوى عليها إلا أهل هذا البيت في الإسلام. . لقـد نشأت نـشأة جد واعتكـــاف، نـشأة وقـار واكتفـاء، وعلمـت مـع الـسنين أنهـا سلـسلة شرف لا منــازع فيـه مــن واحـدة مـن بنــات حـواء فــيمن تـراه، نــشأت في بيـت ربتــه تـــاجرة ذكيـة وعاقلـة حـصيفة، لها علاقاتها الواسـعة، وأموالها الطائلـة، ورئـيس هـذا البيـــت قد كلف بمهمـة عظيمـــة جليلة ومقدسـة، أن يخرج النــاس مــن الظلمات إلى النـور، ويــتردد عـلى هـذا البيـت أصـدقاء وصـديقات العائلة ومن تربطهم علاقات التجارة والدعوة به.
مضيفاً: تفتحــــت عــــين فاطمــــة مــــع تفــــتح عــــين الإســــلام، لتجــــد هــــؤلاء تحـت ظــلال البيت الطـاهر، الـذي بـدأ لتوه التبشير بالـدين الحـق، الـدين الذي أثار حنق الظالمين والمستكبرين وكبراء القوم في مكة وجل العالم.
واردف بالقول : تعلمــت الزهــراء في هــذا البيــت وفي هــذه البيئــة تعليمهــا الأولي كــالقراءة والكتابـة والحــساب، والمعارف والقرآن الكريم وعلومه..
مولد أم أبيها
فيما تقول سلاله حليص :تكمن أهمية الاقتداء والتأسي بالأنموذج الأرقى في العبادة والإيمان والتضحية والتربية، في تعزيز الصمود والثبات، في التصدي لقوى الغزو والارتزاق ومخططاتها التي تستهدف المرأة المسلمة لتجريدها من هويتها الإيمانية.
وأضافت: ولدت فاطمة بنت رسول اللّه بمكة المكرّمة يوم الجمعة في العشرين من جمادى الآخرة، بعد البعثة النبوية الشريفة بسنتين، وهي أصغر بنات الرسول وأعزّهنّ عنده وأحبّهنّ إليه، ولشدة عنايتها بأبيها كان يدعوها ’’أمّ أبيها‘‘ وكان النبي صلى الله عليه وآله يشهد بحقّها ويعلن فضلها ويقول: “فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني»، وألقابها هي: الزهراء، والبتول، والصدّيقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدّثة… وأشهرها الزهراء يوم عظيم.
يوم انتصار
وتضيف حليص :إنّه يوم عظيم واجتماع هامٌّ ومحلٌّ مبارك؛ يوم ولادة الزهراء المرضية وهو يوم المرأة، إنّه يوم انتصار المرأة واليوم النموذجي للمرأة في العالم، إن للمرأة دوراً عظيماً في المجتمع، المرأة مظهر تحقُّق آمال البشر، المرأة مربّية عظماء النساء والرجال إنّه يوم وُلدت فيه امرأة هي نموذج للإنسان، امرأة تتجلّى فيها تمام الهُويّة الإنسانيّة؛ وعليه، فهو يوم عظيم؛ كان الإمام ينسب الانتصارات والإنجازات كلّها إلى اللطف الإلهيّ وإلى الإسلام العظيم وإلى المعصومين -عليهم السلام- وكان لسيّدة نساء العالمين -عليها السلام- الدور الأبرز، فهي الكاملة والقدوة والأسوة والنموذج في التكامل المعنوي الإنسانيّ، ورائدة الجهاد والدعوة وخدمة الناس والاعتراض السياسي دفاعاً عن الولي المعصوم، فضلاً عن أدوارها العظيمة كزوجة وأمّ وابنة.
بناء الحضارة الإسلامية
وتابعت : إنّ عمليّة الإصلاح الاجتماعيّ والفكريّ والثقافيّ، وصولاً إلى بناء الحضارة الإسلاميّة الجديدة، تتطلب إبراز الزهراء -عليها السلام -المرأة النموذج والقدوة المحبوبة، وتقديم فضائلها وأبعادها الساطعة للنساء والفتيات، «إنْ كان للمرأة يوم، فأي يوم أسمى وأكثر فخراً من المولد السعيد لفاطمة الزهراء -عليها السلام.. -امرأة فضائلها مثل فضائل النبي الأكرم وأهل بيت العصمة والطهارة اللامتناهية.. امرأة ظهر فيها تمام الأبعاد المتصورة للمرأة وللإنسان، هي تمام حقيقة المرأة والإنسان بكلّ ما لكلمة الإنسان من معنى».