عودة الاستعمار القديم الى جنوب اليمن !!

عبدالله الأحمدي

 

الجنوب الذي كان قلعة للثورة والثوار والتحرر، وبؤرة للنضال التحرري وحركات التحرر؛ يتحول اليوم بعد الغزو والعدوان إلى ساحة صراع بين الدول الاستعمارية؛ والغرض من كل ذلك هو نهب ثروات اليمنيين، بل ولجعل الجنوب بؤرة لتفريخ الإرهاب، ومكان لمغامرات دول الاستعمار القديم.
عصابة بني سعود الإرهابية التي وأدت ثورة ١٤ أكتوبر أحلامها في احتلال حضرموت، عادت لتبرطع في الجنوب، وتحيي مشاريعها الاستعمارية القديمة؛ بعد أن وجدت لها حثالة من المرتزقة تسيرهم، كما تريد. نعم العصابة الوهابية المتحكمة بشعوب نجد والحجاز تلقت إشارة من دولة الإرهاب الأمريكي بالعدوان على اليمن، ومعها عديد دول متآمرة. ولذلك لا غرابة أن يعلن طفل المخابرات الأمريكية المدعو عادل الجبير بدء العدوان على اليمن من العاصمة الأمريكية.
الجنوب كان قلعة للثوار عندما كان هناك ثوار عصاميون لا يمدون أيديهم باتجاه المال ويقطعون كل يد تمتد نحو أرضهم. ثوار عظماء خلدهم التاريخ من أمثال فتاح وسالمين وعنتر وشايع ومصلح؛ هؤلاء الكوكبة التي بنت دولة مهابة في الجنوب كانت ترتعد من سماع اسمها عصابة بني سعود وإمارات البراميل في الخليج. وليس لها مثيل إلا دولة الأنصار التي هزت عرش بني سعود، وعروش مشايخ البراميل.
اليوم عصابة ٧/٧ دنست الجنوب وباعت أرضه بأبخس الأثمان، وذهبت تتاجر بالشرف والكرامة والأرض والعرض؛ وليس لها من هم سوى ( كم باعوا وكم كسبوا ). كانت عصابة ٧/٧ أداة رخيصة بيد من يدفع لها، وبذلك دمرت قدرات اليمنيين الدفاعية. لازال الناس يتذكرون دور هذه العصابة في تدمير الصواريخ اليمنية على يد الأمريكان. الأمر أشبه بما جرى في العراق عندما قام الأمريكان بتدمير قدرات العراق الدفاع؛ وبعدها تم غزو العراق ونهب ثرواته.
لقد عملت عصابة ٧/٧ الإرهابية على طمس الثقافة الثورية التي يعتز أصحابها بتاريخهم، ونضالهم في مقارعة الاستعمار البريطاني وأدواته في المنطقة، بل وعملت تلك العصابة الخائنة على تمييع الشباب ونشر الرذائل والمخدرات فيما بينهم، حتى يسهل جرهم إلى أن يصبحوا جزءاً من المخططات الاستعمارية وبسهولة؛ عن طريق إغرائهم بالمال والجنس.
قوات الاحتلال السعودي والإماراتي تداوم في هذه الآوان على اختلاق الصراعات والتناحرات بين مرتزقتهما، لاسيما في الجنوب من أجل تفكيك ما بقي من النسيج الاجتماعي، وإبقاء اليمنيين في تناحر دائم، حتى لا ينتبهوا للوجود الاستعماري الذي يحتل أرضهم، وينهب ثرواتهم النفطية والغازية والسمكية.
الاحتلال هو الاحتلال لا فرق بين سعودي وإماراتي، كلهم خدم – كما كانوا – للاحتلال الأجنبي؛ يعني شقاة، وعادهم يوفوا من الداخل.
فهم ينفذون أوامر الاحتلال الأجنبي ؛ الأمريكي البريطاني الفرنسي الذين ترابط قواتهم في الموانئ والجزر والسواحل والبحار اليمنية.
الاحتلال السعودي الإماراتي ليس بينهما خلاف، بل هم يقومون بتقسيم الأدوار فيما بينهم، وتنفيذ المخططات التي ترسمها دول الاحتلال الغربي، وعلى رأسها أمريكا؛ أم الإرهاب وأم الاحتلال والاستعمار.
المرتزقة الذين يتعاونون مع الاحتلال عليهم أن يأخذوا العبرة من سابقيهم، فالاحتلال لا يرحم عملاءه.
عليهم أن يأخذوا العبرة مما حدث لأعوان أمريكا في مطار كابول. ومما يحدث للخائن أمين العكيمي، والخائن سلطان العرادة ومما حدث للخائن هيكل حنتف؛ الذين يرزحون حتى الآن في سجون الاحتلال السعودي، ويلاقون أمرَّ العذاب.
ولا عزاء للخونة وأعداء الوطن..

قد يعجبك ايضا