سياحة وتراث/
حذرت صحيفة «الجارديان» البريطانية في تقرير لها من خطر انقراض شجرة دم الأخوين في جزيرة سقطرى اليمنية جراء الإهمال وأزمة المناخ والرعي الجائر.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم: إن «شجرة دم الأخوين النادرة ستشهد انخفاضا حاداً في الثلاثين عاما القادمة وصولاً إلى الانقراض.
وذكرت أن هناك عاملين رئيسيين يدفعان شجرة دم الأخوين إلى حافة الهاوية، وفقًا للخبراء، وأزمة المناخ واحدة، لطالما كان المناخ الصحراوي الاستوائي في سقطرى (متطرفًا)، ولكن في العقود الأخيرة، تسبب تضاؤل مواسم الأمطار في موجات جفاف شديدة وطويلة الأمد، مما يعني انخفاض الرطوبة في التربة، تاركًا الشتلات تكافح من أجل البقاء.
ويقترح خبراء البيئة أن الشكل الفريد لشجرة دم الأخوين هو تكيف مع الحياة في بيئتها القاحلة، مما يسمح للأشجار بالتقاط الرطوبة من الضباب والغيوم، وهي عملية تسمى التقاط الهطول الأفقي.
ويقدر الباحثون وفقا لـ«الجارديان البريطانية» أن شجرة دم كل تنين يمكنها ضخ المياه في التربة عدة مرات أكثر مما تلتقطه البيئة المحلية مثل هطول الأمطار، مما يوفر عنصرًا حاسمًا في النظام الهيدرولوجي للجزيرة.
وأكد تقرير «الجارديان» أن أنظمة الطقس المتطرفة والتي لا يمكن التنبؤ بها، والتي يغذيها على الأرجح ارتفاع درجة حرارة المحيطات، تسببت في حدوث رياح مدمرة وفيضانات في سقطرى في السنوات الأخيرة، لافتة إلى أنه في عام 2015م، ضرب إعصاران الجزيرة وفي أسبوع واحد قضيا على حوالي 30 % من أشجار سقطرى.
وأوضحت أن الرعي الجائر هو أيضا عامل رئيسي في تدهور الأشجار، ويقدر الخبراء أن هناك أربع ماعز لكل إنسان على الجزيرة، يأكل كل شيء في طريقه، بما في ذلك شتلات دم الأخوين، ومن المحتمل أن يكون عمر معظم أشجار دم الأخوين في البرية اليوم مئات السنين، على الرغم من استحالة حساب عمرها بالضبط، لأنها لا تحتوي على حلقات في جذوعها، لكن بدون جيل أصغر ليحل محلهم، يمكن أن يكون الجيل الحالي هو الأخير.
وتشير صحيفة «الجارديان» البريطانية في تقريرها إلى أن التطور المستمر وتدفق الأموال الأجنبية يعني أنه لا يوجد اليوم أي جزء من عاصمة الجزيرة بمنأى عن البناء، كما أن التطور لم يسلم من ديكسام أو هضبة فيرمين.
ونوهت الصحيفة بأن المركز العالمي لرصد الحفاظ على البيئة التابع للأمم المتحدة والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN) 157 ) صنف نوعًا من النباتات في سقطرى على أنها ضعيفة أو مهددة بالانقراض أو معرضة لخطر شديد، وهذا يشمل شجرة دم الأخوين، والتي يصنفها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنها من الأنواع المعرضة للخطر.
ونقلت الصحيفة عن كاي فان دام -الباحث الأوروبي في جامعة غينت في بلجيكا وجامعة مندل وهو أيضًا رئيس مجموعة المتطوعين أصدقاء سقطرى ومقرها المملكة المتحدة قوله: “شجرة دم تنين واحدة تجلب كمية هائلة من الماء إلى النظام”.
وأضاف: “عملت في الجزيرة منذ أواخر التسعينيات، مؤكداً القول: “إذا فقدت شجرة، فإنك تفقد أيضًا مئات اللترات من الماء كل عام والتي كانت ستدخل في النظام”.