الثورة نت|
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، على ضرورة الاهتمام بتيسير الزواج وتخفيض تكاليفه على مستوى المهور وبقية التكاليف التي تثقل كاهل الفقراء وتعسر مسألة الزواج.
وأشار قائد الثورة في كلمته اليوم في العرس الجماعي الثالث الذي نظمته الهيئة العامة للزكاة بصنعاء لعشرة آلاف و44 عريسا وعروسا، إلى أن الكثير من العادات والالتزامات التي تضاف على الزواج هي أعباء تشق على الفئة الكبيرة من أبناء المجتمع وهم الفقراء، وتعسر مسألة الزواج، وهذا ما يريده أعداء الإسلام والمسلمين.. لافتا إلى أن الأعداء يسعون لاستغلال تعقيدات الزواج لنشر الفساد من خلال حربهم الناعمة التي تعد حربا شيطانية مفسدة.
وهنأ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي العرسان بعرسهم الجماعي المبارك.. متوجها بالإشادة والتقدير للعاملين في الهيئة العامة للزكاة الذين كان لهم الدور الكبير في إقامة هذه الشعيرة المباركة.
وقال” إن الدور الذي تقوم به هيئة الزكاة بكافة المجالات المتعلقة بالفقراء والاهتمام الشامل بهم، على مستوى الرعاية الصحية والإغاثة، وبرامج التمكين الاقتصادي، وعلى مستوى الاهتمام بالغارمين، والمعسرين يأتي في إطار التعليمات الإلهية وفي حدود المساك الشرعية”.
وأضاف” هو دور عظيم ومهم ومشرف نلمس ثماره في الواقع لأنه يأتي وفقا لتعليمات الله سبحانه وتعالى، ويرعى لأبناء شعبنا وأمتنا كرامتهم واعتبارهم، ولا يتجه من منطلقات الاستغلال السلبي، كما تفعل المنظمات التي تعمل بناء على أهداف سيئة واستغلالية، تمس بكرامة المجتمع وأخلاقه وقيمه”.
وأشار قائد الثورة، إلى أن الدور الذي تقوم به هيئة الزكاة يأتي في إطار إحياء ركن من أركان الإسلام وفريضة من أعظم فرائض الله تبارك وتعالى، فيها الخير للناس جميعا، بدئا بالمزكين الذين تمثل الزكاة طهارة لنفوسهم وبركة ونماء لأموالهم، ولها أثرها الإيجابي في إرساء مبدأ التكامل الاجتماعي وتعزيز الروابط بين أبناء المجتمع، وإغاثة المحتاجين وإعانة الفقراء والمساكين.
ولفت إلى أن للزكاة أهميتها من كل الجوانب وتمتد هذه الآثار والبركات إلى الاستقرار الاجتماعي والأمني والازدهار الاقتصادي، ولها آثار واسعة هي من مصاديق وشواهد حكمة الله سبحانه وتعالى فيما شرعه لعباده من الخير ولما يدفع عنهم الكثير مما يضر بهم.
وقال” نشهد أهمية هذه الفريضة التي أكد عليها القرآن كثيرا إلى درجة أن يقترن الأمر بها في كثير من الآيات القرآنية مع الأمر بإقامة الصلاة فيقول الله سبحانه وتعالى” وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة”، كما يؤكد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في حديثه على هذا الاقتران والتلازم بقوله “لا صلاة لمن لا زكاة له”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن من يبخل بالزكاة ولا يخرجها فهو مفرط ولا يقبل الله منه صلاته وسائر أعماله، وكل من يلزمه هذا الحق ثم يبخل به ولا يخرجه فإنه يعتبر مفرطا في دينه، ومقصرا تقصيرا عظيما، ويعد في واقع الحال منحرفا انحرافا كبيرا عن الالتزام بتعليمات الله سبحانه وتعالى، وأداء فرائضه إلى درجة أن يقول رسول الله صلوات عليه وعلى آله” مانع الزكاة وآكل الربا حرباي في الدنيا والآخرة”.
وقال” في هذا المقام نؤكد على الأخوة من رجال المال والأعمال أن يهتموا بإيتاء الزكاة وأن يخرج هذه الفريضة كل من يلزمه هذا الحق من المسلمين، وعليهم أن يبادروا إلى إخراجها بالحق”.
وأوضح أن إيتاء الزكاة له آثاره الكبيرة وبركاته العظيمة ونتائجه الطيبة في النفوس وفي واقع الحياة، ويعزز الروابط الاجتماعية، ويحد من معاناة الفقراء والمساكين، ويعالج الكثير من المشاكل الحياتية، وتصلح وتستقر به الحياة، ويغني أبناء هذه الأمة من الحاجة لأعدائها الذين إن قدموا شيئا قدموه باستغلال وبأهداف سيئة ومآرب شيطانية لتعزيز نفوذهم فيما يضر بالمجتمع.
وبين قائد الثورة، أن الله جعل هذا الركن حلا لمشكلة كبيرة في الواقع الاجتماعي، وجعل عليه من الأجر والبركات ما فيه الخير العام، وما يساهم في تحقيق السعادة للمجتمع المسلم، لذلك من المهم العناية بأداء الزكاة وإخراجها.
وأكد على أهمية دور الهيئة العامة للزكاة في تنظيم صرف هذا الركن وهذه الفريضة بشكل مفيد ونافع وإيجابي، وبشكل يعالج الكثير من الإشكالات في الواقع من خلال برامج مدروسة ومنظمة.
وقال” الهيئة تبذل جهدا كبيرا في ذلك وأداؤها ناجح إلى حد كبير، وهذا ملموس في أرض الواقع ومن كان له ملاحظة أو نصائح أو يريد أن يقدم أو يساهم بشيء مما يدعم عمل هذه الهيئة فليقدمه إليها، بعيدا عن أسلوب الأعداء الذين يحاربون هذه الهيئة وهذا الركن والفريضة العظيمة، لإدراكهم لأهميتها في واقع الحياة ولقيمتها الدينية والإنسانية والأخلاقية”.
وأشار إلى أن أعداء الإسلام وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم ويتعاون معهم حاربوا فريضة الزكاة على مدى عقود من الزمن، وحاولوا أن يحرفوها عن مسارها وأن يفقدوا المجتمع قيمتها وأثرها ونتائجها، كما حاولوا أيضا أن يحرموا المجتمع من بركاتها وما تمثله من صلة بالله سبحانه وتعالى وسبب للزرق والخير والبركات في ظل حربهم الشعواء على الإسلام والمسلمين.
وتابع قائلا” واليوم هناك فرصة كبيرة لإحياء هذا الركن العظيم من خلال سعي الجهات الرسمية والشعبية في ذلك ضمن توجه شعبنا الإيماني الذي يجسد انتماءه وهويته الإيمانية التي عبر عنها رسول الله صلوات الله عليه وآله بقوله “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأكد قائد الثورة، على أهمية تيسير تكاليف الزواج اقتداء برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، والحث على ذلك.. وقال” من واجبنا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار، لأنه يأتي من باب البر والتقوى، والحفاظ على صلاح المجتمع وهويته الإيمانية، ويجسد القيم الإيمانية بالإحسان والتعاون والتراحم والتواصي بالمرحمة”.
وشدد على ضرورة اهتمام المعنيين في مختلف المحافظات من سطات محلية وشخصيات اجتماعية وغيرهم في هذا الأمر، وأن يكون هناك التزامات مكتوبة ووثائق تتضمن بنودا واضحة في الالتزام بذلك والعمل على تطبيقه بما يسهم في حماية المجتمع والتصدي لمساعي الأعداء لإفساده وتدمير حياته والتضييق عليه في معيشته.
وحث قائد الثورة المجتمع المسلم على تجسيد هويته وانتمائه والتزاماته الإيمانية في إقامة الأفراح والأعراس وأن يتجنب ما يمس بهذه الهوية أو يشكل ضررا على المجتمع واستقراره من الظواهر السلبية مثل إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح لما لها من خطر على أمن الناس وحياتهم، وكذا مظاهر الإسراف وغيرها من السلبيات التي تتنافى مع الهوية والقيم الإيمانية.
ودعا إلى الابتعاد عن الظواهر السلبية التي تزعج أبناء المجتمع مثل استخدام مكبرات الصوت في الليل بشكل مزعج للناس في الأحياء والقرى، وبشكل لا داعي ولا قيمه ولا فائدة له، كونه ينغص حياة الناس وسكينتهم واستقرارهم.
وقال” ينبغي ترك هذه الظواهر والحذر منها كي لا تتحول مناسبة فرح عند قوم إلى إزعاج للآخرين وبالذات أثناء الليل، فهذا لا داعي له في أي مناسبة اجتماعية أو دينية أو غيرها”.
وأضاف قائد الثورة ” نتوجه أيضا بالنصح لأبناء مجتمعنا والشباب والشابات ليتجهوا إن شاء الله إلى تكوين أسرهم المؤمنة، أسر تقوم حياتها على أساس المبادئ والتعليمات الإلهية التي تحقق السعادة للمجتمع، وتهيئ أيضا للحياة الزوجية أن تكون حياة طيبة”.