حَقُّنَا سَنَنْتَزِعُه.. وهذه الاصطفافاتُ مأزومة لا آفاقَ لها
افتتاحــــــــــــــــية الثورة
جاءت ضربة القوات المسلحة لمنع نهب النفط، لتحمي حقاً يمنياً سيادياً ينهبه العدوان في صورة هي من أوقح صور السرقة واللصوصية.. لم تكن الضربة عدواناً ولا حرباً على أحد، حتى تنفجر ردة الفعل المأزومة التي تابعناها خلال الساعات الماضية بل كانت ممارسة لحق تكفله شرائع السماوات والأرض وقوانين العالم كله، لكن هذه الجوقة الدولية الناهبة لا تعترف بحقوق أحد ولن تعترف بأي أحد إلا بالقوة.
في الأيام الماضية احتشدت أمريكا وأدواتها الإقليمية التي تشن الحرب الإجرامية على اليمن ومعها كل المتواطئين على الحرب ضد مطالب الشعب اليمني بالحقوق الأساسية التي تتمثل في صرف المرتبات، ورفع الحصار عن الوقود والسلع والأدوية والأغذية والرحلات الجوية، واعتبرتها شروطا مستحيلة وتعجيزية ومطالب مرفوضة وغير مقبولة، وحينما قامت الدولة اليمنية بواجبها في حماية ثروات اليمنيين السيادية احتشدت ذات المنظومة بالوتيرة نفسها ضد حق الشعب اليمني في حماية ثرواته من النهب والسرقة الوقحة.
من أعطى هؤلاء الحق في نهب ثروات اليمنيين إلى بنوكهم وموانئهم، وما المسوغات التي تبرر لهم هذا النهب والسرقة واللصوصية ؟، وهل على اليمنيين أن يموتوا تحت الحصار وبلا مرتبات لتذهب ثرواتهم وعائداتها إلى بنوك السعودية ولحسابات منظومة العدوان؟ وما الأساس القانوني والإنساني الذي يبيح لهم نهب ثروات اليمنيين، ويبيح لهم استلاب اليمنيين من حقوقهم في المرتبات وفي رفع الحصار؟
لا منطق ولا أساس يستندون إليه فيما يفعلون، لكنها العربدة الوقحة وغطرسة اللصوص النهّابة، وقد وصلت إلى نهاياتها الأخيرة.
عربدة منظومة العدوان بالاحتشاد ضد مطالب اليمنيين بالمرتبات ورفع الحصار، أضيف إليها عربدة الإنكار للحق بالاحتشاد ضد ممارسة الدولة اليمنية مهامها السيادية في حماية الثروة المستلبة، وما ظهر في ردة الفعل على الضربة التي منعت نهب الثروة النفطية يضيف إليها المزيد من الوقاحة والانكشاف، في ظل تآكل خيارات منظومة العدوان بقيادة أمريكا وبريطانيا والدول الغربية والخليجية ووصول أمورها إلى الحائط المسدود بتداعيات الفشل في إرضاخ الشعب اليمني وتطويقه بالاستسلام.. وليس انتهاء بالتأزم الداخلي لهذه الدول التي تتحالف في الحرب الإجرامية على اليمن، مرورا بالاستعصاءات والانكسارات المصيرية التي تخيم على هذه الدول جراء تداعيات الحرب الناشبة في أوكرانيا.
نحن في الحقيقة أمام منظومة ناهبة وسارقة للثروات اليمنية، ونحن أمام عالم مأزوم يحتشد ضد اليمن ويتواطأ ويتاجر في العدوان والحرب الإجرامية على الشعب اليمني، ينكر حقوقه الأساسية ولا يعترف لا بحق الحياة ولا حق العيش ولا الحق في الثروة الوطنية، وجدناه ينفجر دفعة واحدة بالإدانات والبيانات المأزومة للتنديد بالضربة اليمنية التي منعت سفينة شحن من نهب أكثر من مليوني برميل نفط تصل عائداتها إلى أكثر من 189 مليون دولار، وتذهب إلى البنك الأهلي السعودي، ووجدناه يحتشد مصطفا في وجه اليمنيين حينما طالبوا بحقوقهم في الرواتب وفي رفع الحصار، هذا العالم المأزوم ينكشف كل يوم ويتآكل أيضا.
وهذا الشعب اليمني البطل وعلى رأسه قيادته المنبثقة من صلب صلابة موعودة بالنصر ومن عمق هوية وقيم مفعمة بالإيمان بالله، سينتزع بالصلب والحديد والنار حقوقه وكرامته ولو أنكرها المارقون ، وحق هذا الشعب له قوته المشروعة وسينتزع حقوقه من بين أنياب الناهبين واللصوص والمجرمين ولو كانوا عالما بأكمله.. ومن الله النصر والعون.