كأن لا علاقة للإنسان اليمني بالشجرة منذ القدم وكما لو أننا نجهل أن الشجرة رمز للسلام والخير والخصب والجمال والعطاء والأمل … و… إلخ.. ذلك هو ما يوحي به حال الكثير من شوارع المدن الخالية من الأشجار ما يدل على مدى التصحر النفسي الذي لحق بنا وأفقدنا كل ما يمكن أن يشير إلى أن ثمة حياة هنا..
في شوارع أمانة العاصمة لاسيما تلك التي روعي في تصميمها وتنفيذها الجانب الجمالي من جزر وأرصفة ومناطق مفتوحة ومساحات كان يفترض بها كلها أن تزرع بالأشجار وتظل خضراء طوال العام ولا أظن أن ثمة من يجهل ما للشجرة من فوائد بيئية وصحية كثيرة إضافة إلى ما يعكسه تشجير الشوارع من مظهر جمالي يسر النفس ويشرح الصدر ويدل على مدى رقي ذائقة الإنسان وتحضره.
ما هو عليه الحال في شوارعنا كما تبينه الصور يصيبك بالإحباط وأنت ترى هذه المساحات والمتنفسات الصغيرة وقد غدت غبراء قاحلة إلا ما نبت من شجيرات مطرية لا تلبث أن تودع الحياة فور انقطاع المطر كما أن الكثير من هذه المساحات قد استوطنتها النفايات.
لقد غاب اهتمامنا بالأشجار حتى وكأن الجهات المعنية بحاجة لمن يذكرها بنشيد “عيد الشجرة أول مارس” الذي درسناه في الصف الأول الابتدائي حين كانت الشجرة لا تزال تعني لنا شيئا.
في هذا الوقت من العام بالذات والذي يمثل بداية موسم التشجير في بلادنا يحق لكل فرد منا أن يتساءل في نفسه أولا ويسأل الآخرين من حوله ثم يحق لنا جميعا أن نسأل الجهات المعنية: لماذا لا تكون شوارعنا مثل شوارع كل مدن العالم حيث يحرص الجميع هناك على أن يبدو الشارع متنزها سواء من حيث النظافة أو المظهر الجمالي الذي يضفيه غرس الأشجار والتفنن في تنسيقها حتى تغدو تحفا جمالية تعكس مدى رقي تلك الشعوب وتحضرها وما تمتاز به من ذائقة جمالية.
لن نخفي تفاؤلنا وأملنا في أن تلتفت الحكومة وتحديدا أمانة العاصمة لهذا الأمر وأن لا ينقضي موسم التشجير هذا العام وشوارعنا تشكو التصحر كما يحدث كل عام.
Prev Post
قد يعجبك ايضا