قمة الكويت وشظايا الحرب السورية

عباس غالب


 - فيما تلتئم القمة العربية في الكويت هذا الأسبوع سيكون أمام هذه القمة عديد المستجدات  لعل في طليعتها تداعيات الحرب السورية والتي لم تعد محصورة على الد
عباس غالب –

فيما تلتئم القمة العربية في الكويت هذا الأسبوع سيكون أمام هذه القمة عديد المستجدات لعل في طليعتها تداعيات الحرب السورية والتي لم تعد محصورة على الداخل وإنما تمتد شظاياها إلى محيط الجوار الجغرافي حيث نرى ذلك واضحا في انعكاساتها المباشرة أو غير المباشرة خارج دائرة القطر السوري خاصة مع إطالة أمد الاقتتال والمتغيرات الإقليمية والدولية التي أحاطت بالأطراف المتورطة في هذه الحرب الدامية.
لقد تطايرت شظايا هذه الحرب في اتجاهات متعددة حيث كانت الساحة اللبنانية – ولا تزال – مسرحا يدلل على حقيقة هذه الانعكاسات .. ومنها – على سبيل المثال –ما يجري داخل مدينة طرابلس ومنطقة البقاع عسكريا وفي التباينات بين النخب اللبنانية سواء المبررة لتدخل حزب الله في هذا الاقتتال أو المعارضة جملة وتفصيلا لهذا التدخل .. وهي الأصوات المطالبة دوما بإبقاء لبنان بمنأى عن هذه الجاذبات .
ربما كانت صورة المشهد اللبناني المنعكسة من مرآة الأزمة السورية قد أزاحت الستار عن تدخلات القوى الإقليمية عبر النافذة اللبنانية لكنها كشفت – في نفس الوقت – عن خطورة إضافية للشظايا المتناثرة الناجمة عن هذه التطورات وطالت حدودا أبعد من الحدود السورية الملتهبة .
ومن الواضح أن جانبا مهما من التداعيات التي تشهدها بعض دول الجوار الجغرافي منها مصر والعراق وتركيا وبعض العواصم الخليجية .. هي نتاج إطالة أمد هذه الأزمة بكل تفاصيلها وتعدد أطرافها والناجمة عن انسداد أفق التسوية السياسية بين الأطراف المعنية وفشل الجهود الأممية لإيقاف هذا التدهور الذي ألقى بظلاله الكئيبة على العلاقات الدولية إذ باتت الحالة السورية هما يؤرق الأسرة الدولية -قبل دول الإقليم -لخطورة ما يمكن أن تؤول إليه من نتائج كراثية في المنظورين القريب والبعيد على حد سواء .
والأمر لا ينحصر – فقط – في تداعيات هذه الأزمة وعلى المسرح السياسي والعسكري بل أنه يرتب أعباء إضافية على اقتصاديات دول المنطقة وانسحابها – كذلك – على الأوضاع الاجتماعية والثقافية والمعيشية .. حيث سجلت مؤشرات هذه الانعكاسات على معدلات ارتفاع نسبة الغلاء وتحديدا في الدول المجاورة لسوريا التي تستضيف ملايين اللاجئين .. والكلفة الباهظة التي يدفعها النظام السياسي في دمشق وحلفاؤه من جهة والدول الداعمة لفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى.
وأمام القمة العربية المرتقبة تطرح تساؤلات الحل والتسويةإذ أنه ما لم يسارع الجميع إلى حصار وإطفاء هذه النيران فإن ألسنة لهبها سوف تمتد إلى أبعد من مناطق الجوار الجغرافي خاصة في ظل تصدع علاقات العواصم العربية مع دمشق فضلا عن تأثير تدهور العلاقات الأميركية – الأوروبية مع روسيا الاتحادية جراء أزمة شبه جزيرة (القرم) في أوكرانيا وانعكاساتها على أمن واستقرار المنطقة والعالم .
ولا شك بأن قمة الكويت ستكون كذلك معنية بالبحث في تداعيات هذه الأزمة التي تهدد حاضر ومستقبل الوطن العربي وتتلمس المعالجات الموضوعية والهادئة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية في هذه الأزمة .. والتعاطي الإيجابي في أن تشكل قمة الكويت تفكيرا واقعيا جديدا يتعامل مع مستجدات هذه القضية بروح متحررة من سلبيات الماضي خاصة وأن ثمة مواقف خليجية بارزة طرأت مؤخرا تشخص مكامن الداء .. وتعمل على تجفيف أسبابه وبواعثه ومبرراته وذلك في إطار الحرص على محاصرة تداعيات الأزمة قبل أن تتطاير شظاياها أكثر من الراهن !.

قد يعجبك ايضا