لم تكن ضربة الطيران الإماراتي للمرتزقة في نقطة العلم في أبين في العام ٢٠١٩م هي البداية في قتل المرتزقة، وبداية الانقلاب عليهم، بل كانت تلك الضربة هي الأوضح، لكن المرتزقة أصروا على الغباء.
قبل هذه الضربة كان طيران التحالف يضرب بعض المرتزقة هنا وهناك، ويدعي أن الأمر نيران صديق. وإن ذلك يحدث عن طريق الخطأ.
الآن ظهر الأمر جليا. وبان إن التحالف العدواني كره فساد المرتزقة، بعد أن أدوا له بعض المهام التي كان يرجوها من العدوان والحرب على اليمنيين.
المال أعمى أبصار المرتزقة، فلم يحسبوها جيداً؛ حسبوها مالاً وارتزاقا، وتركوا قضايا الوطن وراء ظهورهم، بل إن الوطن كان الغائب الأكبر في ضمير المرتزقة إن كان لهم ضمير.
أحداث شبوة كشفت المستور والنوايا التي يبيتها العدوان لليمنيين جميعا، بما فيهم المرتزقة؛ الذين سيكون مصيرهم أسود.
المرتزق الذي يمد يده لعدو بلده، هو أحقر خلق الله على وجه الأرض، فما بالك بذاك المنحط الذي يرابط في حدود العدو ويقاتل ضد أبناء وطنه!!
اعتقد إن مرحلة جديدة من العدوان قد بدأت هي مرحلة الاحتلال، بعد أن تراجع العدوان مهزوما في كثير من المناطق في شمال البلاد.
لم تعد صنعاء هدفا للعدوان، كما كان يوهم المرتزقة، وهو الذي عجز عن تحقيق ولو جزء بسيط من أهدافه، بل إنه استعاض عن صنعاء بمناطق النفط.
أدوات مرحلة العدوان ستنتهي، وبالذات مرتزقة حزب الإصلاح، ومن لف لفهم من أحزاب الخيانة.
مرحلة الاحتلال تحتاج إلى أدوات جديدة هيأها العدوان، لا تختلف كثيرا عن أدوات مرحلة العدوان إلا بشعارات الانفصال والمناطقية وهدم أضرحة المصلحين والإخلاص للاحتلال الذي تتبناه ما تسمى بالعمالقة السلفية الإرهابية والأحزمة الأمنية والنخب.
الاحتلال وأدواته الجديدة هو من تكلف بكنس الأدوات القديمة، التي فرشت عيونها للعدوان وقالت : ( اضرب يا سلمان )
الضربات التي وجهت للمرتزقة في شبوة، من قبل رفاقهم بالارتزاق، كانت قاصمة الظهر.
ولم توفر منهم أي عميل، بل كنستهم إلى المهالك.
أدوات الاحتلال تتقدم، وتتابع احتلال منابع النفط في شبوة، وحضرموت، ثم في لحظة عودة إلى الخلف ستعود إلى مارب.
المسألة ما فيها تراجع. دول الاحتلال الغربي محتاجة للنفط والغاز وسوف تجتث كل من يقف أمامها بكل شراسة، حتى التحالف لن يكون له كلمة أمام الاحتلال الغربي؛ فهو الآخر من أدواته، ومطيع لأمره.
الفشرة التي كانت أدوات العدوان القديمة تمارسها سقطت بلمح البصر في شبوة أمام الأدوات الجديدة.
الأغبياء من المرتزقة مازالوا يراهنون على الموقف السعودي، ولا يعلمون أن الإمارات والسعودية من بداية العدوان تمارسان لعب أدوار.
يضرب الإماراتي هنا، فيسكت السعودي، ويضرب السعودي هناك، فيسكت الإماراتي !!
يا للهوان الذي وصل اليه المرتزقة !!
مازالوا إلى الآن لم يحددوا موقفا من الاحتلال، ولم يسموا الأشياء بأسمائها.
ضاق عليهم الخناق؛ فإلى أين المفر ؟!
اعتقد جازما أن ليس أمام هؤلاء غير العودة إلى صف الوطن، وتوجيه البنادق باتجاه المحتل. وذلك – لعمري – أقل من تكفير عن الخيانة التي ارتكبوها في حق الوطن والشعب.