أمريكا تتحرك في اليمن منذ سنوات عديدة على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه، تعمل دون كلل أو ملل من أجل الهيمنة وفرض نفوذها وسيطرتها على الجزر والمنافذ البحرية والثروات النفطية اليمنية والعمل على تأمين كيان العدو الصهيوني وتعزيز تواجده في المنطقة من خلال مشروع التطبيع واليهودة والتصهين الذي تشرف عليه الإدارة الأمريكية .
التحركات الأمريكية التي بدأت في الظهور العلني عقب حادثة تفجير المدمرة كول في ميناء عدن في العان 2000م والتي جعلت منها أمريكا ذريعة للتواجد العلني في اليمن تحت يافطة مكافحة الإرهاب وحماية مصالحها ، وبدأنا نشاهد عمليات عسكرية أمريكية في قيفة بمحافظة البيضاء وفي غيرها من المناطق اليمنية تحت شماعة محاربة عناصر القاعدة وتحولت السفارة الأمريكية إلى ثكنة عسكرية وغرفة عمليات تشرف على تنفيذ المخططات والمشاريع الأمريكية التآمرية التدميرية التي تستهدف اليمن واليمنيين .
وظن الأمريكان بأن اليمن بات لقمة سائغة لهم وخصوصا عقب صعود نظام المؤامرة الخليجية الذي أعلن الولاء والطاعة العمياء لهم وفتح لهم الباب على مصراعيه لتفكيك الجيش اليمني وتدمير قدراته الدفاعية واستهداف الوحدة اليمنية من خلال مشروع الأقلمة، هذا المشروع الذين قوبل برفض القوى الوطنية الحرة واعتبرته مؤامرة خطيرة تستهدف مخرجات الحوار الوطني التي تم التوافق عليها ، وهو ما استدعى تحركها الجاد لتطهير مؤسسات الدولة والجيش اليمني من عملاء أمريكا وأذناب السعودية، ذلكم الحراك الثوري الذي توِّج بإسقاط نظام الوصاية في 21 سبتمبر من العام 2014م، الأمر الذي شكل ضربة موجعة للولايات المتحدة الأمريكية وأطراف المؤامرة الخليجية وهو ما استدعى لجوء البيت الأبيض للتحرك غير المعلن والعمل من تحت الطاولة والدفع بأدواتهم في المنطقة لشن عدوانهم الإجرامي وفرض حصارهم الهمجي على وطننا وشعبنا للقضاء على القوى الثورية والعودة بنظام الوصاية والعمالة والتبعية لإستكمال مخططهم الإجرامي .
وبعد ما يزيد على سبع سنوات من العدوان والحصار، وبعد أن تم تجريع وكلاء أمريكا ( السعودية والإمارات) وأدواتهما من المرتزقة العملاء كؤوس المنايا والسم الزعاف، لم يجد الأمريكي من خيار سوى مغادرة التواجد السري والإنتقال للظهور العلني في المحافظات الجنوبية المحتلة وعلى وجه الخصوص حضرموت والمهرة، فمن غير المستغرب ظهور عناصر من القوات الأمريكية في عدد من مديريات محافظة حضرموت، المحافظة الغنية بالثروة النفطية ، فأمريكا أدركت عدم قدرة الوكلاء العرب على تنفيذ مخططها في المحافظات الجنوبية، فقررت الظهور العلني، وها هي مدمرة صواريخ أمريكية تخترق المياه الإقليمية اليمنية في بحر العرب وتتجه نحو سواحل حضرموت، في مؤشر على سيناريو أمريكي جديد يستهدف المحافظات الجنوبية، يأتي تنفيذه متزامنا مع سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات على شبوة وأبين والحديث عن استعدادها التقدم صوب حضرموت والمهرة .
أمريكا تلعب بالنار وتظن بأنه من السهل عليها احتلال واستباحة الأراضي اليمنية بذرائعها وأكاذيبها المستهلكة مستغلة الهدنة الأممية وحالة الانقسام والتناحر التي تطغى على العلاقة بين عملاء السعودية ومرتزقة الإمارات، وهي لا تدرك بأن اليمنيين قدموا القوافل تلو القوافل من الشهداء في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والاستقلال والشرف والكرامة، ولا يمكن القبول بأي تدنيس للأرض اليمنية الطاهرة من قبل أي غاز محتل، وكما ثار شعبنا ضد الاحتلال البريطاني في السابق، والاحتلال السعودي والإماراتي في الحاضر وما سبقتهم من قوى الغزو على مر التاريخ، فإن أحرار شعبنا سيكونون أكثر شوقا وتلهفا لمواجهة المحتل الأمريكي والتصدي لكافة مؤامراته والذهاب نحو تحرير اليمن – كل اليمن – من دنسه ورجسه .
بالمختصر المفيد، لا عودة لماضي الوصاية والاستعمار والاستعباد والاستبداد، ولا مقام لأي غاز أو محتل على الأرض اليمنية ، اليمن كانت ولا تزال وستظل وتبقى مقبرة للغزاة، وعلى الأمريكي أن يراجع حساباته قبل فوات الأوان .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.