محمد القعود
1
يا سيدي الوطن..
تقدّس ترابك، وتمجّد اسمك، وتبارك كيانك، وخُلّد شموخك، وبيرقك.
يا سيدي الوطن:
أيها الكبير، الشامخ الأبي، العظيم، الصلب، السامق، على جبالك وفوق صخورك، وتحت أقدامك، تتساقط وتتهاوى وتتناثر وتتلاشى وتتحطم كل المؤامرات والمخططات الخبيثة، والنوايا السيئة والأطماع المسعورة، وتتبدد جحافل ومجاميع وحشود الطغاة والاستعمار والظلام والغزاة والأعداء والأشباح.
يا سيدي الوطن:
كل قمّة جبلٍ هي راية مجد وانتصار،
وكل سفح وهضبة وتلّة ووادٍ،
وشاطئ وحصى وذرة تراب، هي ساحة وغى وحرب وعنفوان، وبطولة وصولة عزٍّ وكرامة، وهي عواصف وبراكين وبوارق وزلازل وأعاصير في وجه كل الأعداء التعساء، من كل لون واتجاه ومسار وتيار.. وضد كل باعة وتجار الحروب والأوطان والأديان والإنسان.. وضد كل مروجي الأوهام والكراهية والقبح والتخلف والدمار والصراع والتمزق والعمالة والانبطاح والانقياد لكل مستعمرٍ وطاغٍ وغازٍ .
يا سيدي الوطن..
أنت نبض القلب وضوء المقل وبهجة الروح..
أنت ماضينا التليد، وحاضرنا المجيد، وغدنا الرغيد.. أنت حبنا وشوقنا وعشقنا الكبير والعظيم والوحيد.
أنت أفراحنا واتراحنا..ملامحنا ولوننا.. ونبضنا..
أنت لا سواك من يجري في عروقنا، ونتنفسه حباً وعشقاً وعطراً وسلاماً وحياة.
يا سيدي الوطن:
لك المجد كله.. والحب كله، والعمر كله..
2
ويبقى اليمن العظيم..
يبقى اليمن العظيم الراسخ رسوخ الجبال، لاتزحزحه الرياح الكسيرة تحت قدميه، ولا تضره هجمات الجراد وطنين الذباب ولانباح الكلاب..
يبقى اليمن العظيم، لأنه هو الحقيقة الناصعة الوجود، والبقية حفنة من أوهامٍ وسراب..
رُفعت الأقلام، وجفت الصحف.. وحيَّ على محبة ومجد اليمن العظيم..
أنتهى الكلام….!!
3
الوطن العظيم..
في هذا الوطن العظيم.. العظيم بحضارته ومجده وعراقته وعظمته..
نحن فيه، رغم المواجع والتعب، والآلام والمحن، ننشد له و للحياة أجمل أناشيد قلوبنا ووجداننا ونطلق
في سمائه عصافير ويمامات وفراشات ابتهاجات مشاعرنا الفياضة بحبه والمتيّمه به وبعشقه..
ونرتل في كل ربوعه ولكل ترابه أروع وأعذب وأحلى واصدق آيات الانتماء والفداء..
في هذا الوطن العظيم..
نحن فيه، فقراء من الكراهية، والحقد، والضغائن، والنوايا السيئة، ونوازع الشّر، والدمار..!!
نحن فيه أثرياء بالنقاء، والمحبة، والبساطة، والبراءة، والتسامح، والسلام، والقيم النبيلة..
نحن فيه، نحن، لاسوانا..
نحن فيه، جميعاً، وهو لنا جميعاً.. وهو فقط قبِلة شوقنا وأشواقنا، ومنه وفيه، تتجلى وتنبلج وتطل إشراقاتنا وأحلامنا وطموحاتنا ورؤانا.. من الأزل وإلى الأزل..
ملامحنا لونه، ونبضنا اسمه، ونحمل فصيلة دمٍّ واحدة، نادرة، هي فصيلة اليمن، التي تمنح الحب والمجد والإرادة وعنفوان الشموخ.. فصيلة دمٍّ واحدة، فقط، لونها ومكوناتها ومذاقها، اليمن، فقط..
اليمن العظيم، مجدنا ،عزّنا، وعشقنا..
نحن فيه، الأمس، واليوم، والغد..
نحن فيه، الجذور الراسخة، والقمم والجبال الشامخة، والمواسم الدائمة، والضمائر والقلوب والجباه الموشومة بعشق الحق والعدل، والشغف بالحرية والإباء، والهيام بالانتماء، والوله بالمجد والنقاء والمحبة.. والسلام..
حفظ الله اليمن وشعب اليمن.