نحتاج إلى ثقافة الغدير في هذا العصر اكثر من أي وقت مضى لمواجهة ثقافة ولاية اليهود والنصارى

المرأة اليمنية في عيد الغدير :يوم الولاية صمّام أمانٍ للأمة حتى تتخلص من تسلط الطغاة والمستكبرين

وضع الأمة يرثى له..ولا عزة كرامة لها إلا بتولي أعلام الهدى من آل البيت

يومٌ من أيام الله، وعيدٌ من أعياد الله العُظمى.. وتأريخٌ صدح بإخراج الأمة من أراضين الانحرافات إلى ثُريا الاستنارة بالولاية لله ورسوله ووصي رسوله، ذلك هو عيد الغدير الذي يعد عيد الله الأعظم، يوم أَذَّن للناس بالولاية لهارون رسول الله وباب مدينة علمه يأتون حباً وشغفاً وولاية لمن سيُصبح خليفة رسول الله إلا أنه لانبي بعده.
في ١٨ من شهر ذي الحجة من كُل عام، يحتفي اليمانيون بغديرهم الأغر والأعظم، وهم يثبتون دوماً بأن ولاية الإمام علي -عليه السّلام- صمّام أمانٍ لهم وللأمة الإسلاميّة وهي حبلُ نجاةِ من غَرِقَ في جُب التخبط والانحراف السقيفي الأموي اليزيدي.
وفي هذا الاستطلاع الذي اجراه المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالأمانة، العديد من الناشطات والثقافيات يتحدثن عن أهمية الدروس والعبر التي نستنبطها من هذه المناسبة العظيمة، ومقارنتها بالواقع المُعاش.. والآثار السلبيّة التي أدت إلى انحراف الأمة عن خط الولاية..
الاسرة /خاص

الناشطة الثقافية /إلهام يحيى عقبات تقول : احتفاؤنا بهذه المناسبة من كل عام عادة جرى عليها أسلافنا لأهميتها، فعندما نتحدث عن هذه المناسبة هي تعتبر نصرة لله ونصرة لرسوله وإيماننا بها هو إيمان بكمال الدين الذي لخصه تعالى في قوله: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل عليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته)، فالرسول محمد صلى الله عليه واله قد حسم أمر الأمة وأعلن خليفته من بعده من يجب علينا توليه وإتباعه فالعبرة هنا هي وجوب تمحورنا حول امر رسول الله علينا بوجوب الولاية.
وأشارت عقبات إلى أن ثقافة الغدير -كما نحتاجها في هذا العصر في مواجهة ثقافة ولاية اليهود والنصارى- وهيمنتهم نحتاجها في هذه المرحلة من تاريخ امتنا التي تعيش في هذا العصر في حال من الهزيمة والانكسار لانها ثقافة انتصار نحتاجها لكي تخرج الأمة من حالة الذل الى حاله العز.. لنجعل منها أمة قويه تكسب من ولائها عزماً من عزم علي عليه السلام.
وأكدت قائلة: -في تلك الفترة كان جهل الأمة قد جعل منها ضحية لسلاطين الجور وكانت أمة مفصوله عن ربها لانها في تلك الآونة انجرفت الأمة الى الحضيض وكان السبب الرئيسي في ذلك هو تشكيل ولاية الأمر على انها ولاية سلطوية ومادية ولم يعوا في وقتها ان الولاية هي المخرج والحل الوحيد للامة الإسلامية من واقع الظلال والذل وما ان تركوا اليد التي رفعها الرسول في غدير خم وتمسكوا بأيدي البغي حتى تدهور حالهم كإمة مسلمة.

مسيرة مباركة
وتتفق معها في الرأي الأستاذة الجامعية سحر أحمد الحمزي: بأن أمر ولاية الأمة موكول الى الله لا دخل للبشر في الاختيار، وهذه قضيه مفروغ منها مصداقاً لقوله تعالى ( وَمَا كَانَ لِـمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )، بالعودة لولاية الإمام علي تجلت حقيقة ان الأمة لن تهزم أعداءها الاّ بالولاء الحقيقي لله ولرسوله وللإمام علي -عليه السلام- وتحت قيادة من آل بيت رسول الله، الولاء للإمام علي، عليه السلام الذي، هو الامتداد الحقيقي لله ولرسوله يمثل حصانة للامة من التولي لليهود، والنصارى ومن ان يلي أمرها أعداء الله.
وتضيف الحمزي بالقول: بالنسبة لشعبنا اليمني في ظل المسيرة المباركة بعودته للولاء للإمام علي واحياء عيد الغدير غير ذلك كثيراً في وعي المجتمع اليمني في انه تحصن من الولاء لليهود.
ومن خلال عودتنا للولاء للإمام علي- عليه السلام- تم كشف الخونة والمنافقين في أوساطنا وتعريتهم وفضحهم في ولائهم للأعداء ومسارعتهم للارتماء في أحضانهم.. وبالعودة لولاية الإمام علي تم فضح كل من يحاول، تدجين الأمة لقبول ان يلي أمرها ويحكمها من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، وتم فضح الذين قاموا بتسخير مقومات الأمة البشرية والمادية لخدمة اليهود والنصارى بدلاً من توظيفها لبناء الأمة ونهضتها في كل المجالات.
وأكدت الحمزي أنه وبعودتنا لولاية الإمام علي استطعنا ان نكون الأمة الغالبة فصنعنا وانتجنا وتحركنا في كل المجالات وبنينا قوة من لا شيء بعون الله وتوفيقه وضربنا العدو في، عقر داره وحصنا امتنا بالثقافة القرآنية الصحيحة وكل ذلك نتاج للآية القرآنية في قوله تعالى( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) فغلبنا الاعداء في كل المجالات وافشلنا مخططاتهم الشيطانية.
وأشارت إلى أن الرفض لما اختاره الله الرفض لولاية الإمام علي السبب الأول والرئيسي في انحراف الأمة عن الخط الذي رسمه الله تعالى لها وادى ذلك الى قهر وظلم وضياع وإفساد وأذلال للامه التي قال الله عنها أنها خير أمة أخرجت للناس وتولي اليهود لأمرها وهمينتهم على مقدراتها .

يوم الغدير
الناشطة الحقوقية /غدير الماخذي بالمركز اليمني لحقوق الإنسان- تقول: أولاً يجب علينا أن نعرف بيوم الغدير لكي تتضح الصورة، فالبعض لا يعرف عن يوم غدير خم سوى انه عيد يحتفل به المتشيعين بحب الإمام علي، كرم الله وجهه، يوم 18 من ذي الحجة من كل عام هجري لكنه احتفال باليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة عيَّن فيها علي بن أبي طالب مولًى للمسلمين من بعد النبي وهو انه قد أعلن عليًّا خليفة من بعده أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى بـ “غدير خم” سنة 10هـ، وكانت الاحقية بالخلافة للإمام علي بعد وفاة الرسول صل الله وعليه وعلى آله وسلم في ذلك اليوم خطب الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله بالمسلمين وقال لهم ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت بالله رب و بمحمد نبيا” رافعا يده بيد الإمام علي، كرم الله وجهه، قائلا” من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله” والعبرة من يوم الغدير هو التسليم المطلق، وطاعة رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله في طاعة الإمام علي من بعده أيضا عدم التفريط والتقصير لأن العواقب ستكون وخيمة فعند التفكير مليا لو لم يفرطوا صحابة رسول الله لو لم يقصروا لما تسببوا بشقاء الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا ، لو فقط التزموا بأوامر الله ورسوله لكان حالة الأمة الإسلامية بأفضل حال جيل بعد جيل لذلك يجب علينا الاستشعار استشعار المسؤولية التي على عاتقنا وعدم التفريط والتقصير واللامبالاة.
وأشارت الماخذي إلى أن وضع الأمة الإسلامية اليوم أصبح يرثى له وضع مزرٍ للغاية شقاء الأمة الإسلامية أثره سيكون جيلاً بعد جيل، كما ذكرنا بسبب التفريط والتقصير.

ومضت الماخذي قائلة: الأمة الإسلامية اليوم أصبحت ضعيفة هشة كل قرارتها وإدارة أمورها وسيادتها في يد أمريكا وإسرائيل فهل تسألنا يوما ما هو السبب الذي أوصلنا إلى هذا الحال؟
التقصير ومخالفة أوامر الله ورسوله وأعلام الهدى. هل فكرنا يوما لو لم يخالف الصحابة أوامر الرسول لو اتبعوا الإمام علي لو كان خليفة المسلمين كيف كان سيصبح حالنا اليوم؟ كنا سنصبح أقوياء وأعزاء أعزاء بديننا ننشر العدل، ونأمر بالمعروف وننهي عن المنكر، نطبق تشريعات الله، لكن للأسف الشديد اليوم المسلمين أصبحوا أضعف من القش يعيشون في ذل وخنوع تحت إمرة أولياء الشيطان أمريكا وإسرائيل.
ولفتت الماخذي إلى الآثار السلبية المترتبة على عدم الاستجابة ومخالفة أولى الأمر وكما ختم الله في سورة المائدة إن الله لا يهدي القوم الكافرين. وهنا يقصد بالكفر الرفض وعدم استجابة أوامر الله وهذا ما سبب شقاء الأمة الإسلامية منذ ذلك الوقت إلى الآن.

وعي وبصيرة
اما الناشطة الثقافية /ياسمين حسن مجلي فتؤكد أن في هذه المناسبة دروساً هامة جدا وعبرة للناس تعطينا وعيا وبصيرة وتمثل في حد ذاتها هدى للناس كأمثلة من الواقع فأولئك الذين اختلفوا بعد آخر الأنبياء بعدما ذكر لهم ما حصل بعد الأنبياء السابقين الذي تفرض عليهم أن يكونوا منتبهين بشكل كبير، وكذلك ما حصل بعد رسول الله الذي يحتم عليهم ان يكونوا اكثر اهتماما واستفادة من الأحداث السابقة فاذا ما كانوا أمام القرآن يكونون حريصين على الاهتداء بشكل جاد والا سيكونوا ضحية للتضليل نتيجة بساطتهم وتعمد وعدوانية وبغي طائفة معينة فيجب ان نحذر ولا نكون بسطاء ولا نسمح لأولئك المخالفين والمعاندين أن يكون لهم كلمة تسمع .
وتشير مجلي إلى أن في المسالة دروس هامة فأولئك الذين خالفوا أمر الولاية وعاندوا لم تكون القضية عادية وعاشوا حالة اللامبالاة وعدم الاهتمام وبقيت الأمور طبيعية .. لا بل ضربوا وانحطوا وتولاهم معاوية الذي كانوا يشعرون معه بالذلة والضعة والقهر والعبودية لأنهم رفضوا اختيار الله الذي جعل ولاية إمر عباده بالشكل الذي يكون لائقا مع تكريمهم فهناك مقولة تقول ( كيفما تكونوا يولى عليكم ) فالنفوس الكريمة لا تقبل الا الكرماء والنفوس المنحطة لا تبالي وسيأتي لها من نوعها ( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِـمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ).
فالنفوس التي روضت على الاذلال لا تكون جديرة بأن تنهض بمسؤوليتها ولا تستطيع أن تواجه العدو الآخر مهما بلغ سوءة والشعوب العربية الآن اكبر مثال على ذلك فقد ضربت كرامتها من قبل حكامها حتى في الأخير لم يعد موجودا عندهم لا عزة نفس ولا كرامة حتى أصبحت لا تبالي يحكمها من يحكمها .
وتشير مجلي إلى أن هذه المناسبة العزيزة والهامة لها أهميتها وقيمتها الكبيرة في هذا العصر وفي هذه المرحلة بالذات في مواجهة اكبر مشروع تآمري على الأمة، ففي هذا العصر وأكثر من أي وقت مضى تدفع الأمة دفعا بشتى الأساليب والوسائل الى اتخاذ اليهود والنصارى أولياء والمسارعة الكبيرة للدخول في علاقات معهم والتطبيع معهم وان يكونوا هم أولياء هذه الأمة. يحكمون ويتحكمون في كل شؤون الأمة ويسيطرون عليها سيطرة تامة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا فيدمرون قيم الأمة ومبادئها.
ومضت تقول: هذا المشروع الخطير هو ما تتحرك فيه الأنظمة والحكام والحكومات بكل ثقلها على مستوى الدول العربية وعلى مستوى العالم الإسلامي تحت عناوين زائفة ومخادعة فتزين للناس الولاء لأمريكا وإسرائيل كمصلحة وخير وفائدة للأمة ويشتغل في ذلك الخطاب الديني لتبرير ذلك والإقناع به.
وتابعت مجلي: ان هذا المشروع الخطير يعتبر بحد ذاته ارتدادا عن الإسلام وطمسا لهوية الإسلام وضرب انتماء الأمة للإسلام، فالله سبحانه وتعالى يقول( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ ) كما ان ثمن هذا التوجه باهض وخسارته كبيرة جدا على الأمة لأن هذه الأمة أراد الله لها ان تتجه إليه لتتولاه وتتولى رسوله وتتولى الإمام علي وتتولى أولياء الله وهداته وبهذا يمكن للأمة أن تكون أقوى وأعز أمة لأن ذلك هو طريق العزة والفلاح والنصر والسعادة والخير كله في الدنيا والآخرة وتتحق بذلك الثمرة العظيمة للتولي الصادق. يقول الله سبحانه وتعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُون ).

قد يعجبك ايضا