حسن المرتضى

البُردةُ اليمانيّةُ الرابعة ….

 

 

أصلّي عليكْ
وأعرفُ أنَّ القوافيَ تعجزُ قبل البحورْ
أصلي عليكَ
وفي شفتي ألفُ بحرٍ يدورْ
أصلي عليكَ
وأعرفُ أنكَ نورٌ وآدمُ صلى عليكَ
لأنكَ نورْ
أصلي عليكَ
وإبليسُ يأبى السجودَ لنوركَ في طينِ آدمَ
إذْ لمْ تكنْ نارُهُ بينَ نورِ الملائكِ في الساجدينْ
أصلي عليكَ
وصلتْ عليكَ الأباييلُ حين حَمَتكَ مِنَ الفيل والرومِ والكائدينْ
وسجّيُلُها كان يرمي على الرومِ لكنّه ما رمى غيرَ إبليسَ في المعتدينْ
أصلي عليكَ وأعلمُ أنكَ نورٌ وشاهدتَ نوركَ يعصفُ بالفيلِ والمُنظرينْ
أصلي عليكَ
ونحنُ اليمانينَ نعصفُ بالفيلِ والرومِ مِنْ بعدكَ الآنَ يا سيدي
أبابيلُنا لم تنمْ
وسجيلنا في رؤوسِ الشياطين يدري بأن هناك الألمْ
نصلي عليك
فكم حاولوا أن يعيدوا اغتيالكْ
وكم طوّروا الآنَ أفيالَهم من جديدٍ وشاءوا زوالكْ
نصلي عليك
وأفيالهم تعبثُ الآنَ بالدين والحرمينْ
وسجيلنا والأبابيل لم تنهزمْ مرة أو تلينْ
نصلي عليك
كأسيافِ أجدادنا يوم بدرٍ معكْ
كأجدادِ أجدادنا منذُ سيفِ بنِ ذي يزنٍ نحن كنا معكْ
كأجدادِ أجدادِ أجدادنا حول زمزمِ جدِكَ حين تزوجَ منا وكنا معكْ
نصلي عليكَ
بأشلائنا.. إذ صلاةُ المحبةِ دونَ دماءِ المحبِ صلاةُ الجبانْ
بأموالنا.. حين تغدو هنالكَ ولاعةً تحرقُ الفيلَ حينَ تطورَ دبابةً ثم أضحى دخانْ
نصلي عليك
كما رتّلَ الأنبياءُ الصلاةْ
كما عهدوا للإلهِ بأن ينصروكَ وأن يتبعوكْ
نصلي عليك صلاةً لتلميذةٍ فقدتْ سقفَ منزلِها، ومن تحت أشلاءِ والدها وجدتكَ كتابًا بهِ اسْمُكَ فيهِ فصلّتْ عليكَ وقالتْ فداكَ أبي سيدي يامحمدْ
نصلي عليك صلاةً لأمِّ شهيدٍ قد استقبلتُهُ وما خاطبتْهُ سوى: قد رفعتَ لي الرأسَ ولا تنسينَّ سلامي إلى الطهر أحمدْ
نصلي عليك صلاةَ الملائك حين أتوا مردفينْ
نصلي عليكَ ثباتًا وليسَ كما فعل الطلقاءُ بيوم حنينْ
نصلي عليك
كمثل عَليِّكَ وهو يبارزُ عمروَ ابن ودْ
كمثل عَلِيِّكَ وهو يدكُّ حصونًا بخيبرَ يقلعُ أبوابها وأرامكو هي اليوم حصنُ اليهود الذي سُيهدْ
نصلي عليك
لأنك نورْ
لأنك منهجنا في الدهورْ
لكي لا نكررَ غلطةَ آدمَ في شجرِ الخلدِ
ليسَ لنا من خلودٍ إذا ما نسينا اسْمكَ الآنَ مثلَ أبينا ولا كلماتْ
لهذا نصلّي عليك صلاةً يمانيةً عمَدَتها الدماءُ لكل العصورْ
نصلي عليكَ
نصلي عليكْ

قد يعجبك ايضا