يوم الثامن من مارس يتكرر كل عام مرة ويأتي زائراٍ لنساء العالم وهن يحملن جهوداٍ وإنجازات وعطاءٍ مستمراٍ تتطلع المرأة لأن تْكرم فيه كتعبير ورمزية لقيمتها الإنسانية الجميلة وفي وطننا الحبيب يعتبر الثامن من مارس هذا العام تحديداٍ حافلاٍ بعد نجاح الحوار الوطني لأن تطلعات المرأة اليمنية لها خاصية مغايرة عن نساء العالم خاصة بعدما أقرته مخرجات الحوار من إنجازات للمرأة .. وبهذه المناسبة نستمع لآراء كوكبة من نساء اليمن في هذا الاستطلاع..
المذيعة التلفزيونية منى الطشى تقول: 8 مارس يوم تحتفل فيه كل نساء العالم بعيدهن العالمي ولكنه حقيقة يوم تْراجع فيه كل الحسابات من أجل أن تْقيم المرأة وضعها الحالي في تنمية المجتمع وكذلك حقوقها وواجباتها وفي اليمن يأتي يوم 8مارس هذا العام وقد حققت المرأة اليمنية نجاحا ملحوظا بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل حيث استطاعت أن تنتزع حقها عبر نظام الكوتا الذي سيمكنها من الوصول إلى مراكز صنع القرار بنسبة 30% وهذا من أهم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني فوصولها إلى هذه المكانة سيجعلها قادرة على الدفاع عن حقوقها وإيصال صوتها إلى الجهات العليا وإسهامها في وضع خطط واستراتيجيات واضحة تعكس همومها وقضاياها بشكل فاعل وقوي ما يمكنها من وضع معالجات وحلول جذرية لكافة قضاياها ومشاكلها المجتمعية والأسرية .
طموحات
أحلام المقالح كاتبة صحفية تقول: الحديث عن المرأة اليمنية يظل واقعا تحت سقف الأوضاع التي يمر بها البلد وفي خضم ما حدث ويحدث للبلاد فالنظرة هي ذاتها في كل الأعوام مع ومضة ضوء تكاد تختفي! المرأة التي يْظن أنها قطعت شوطاٍ كبيراٍ في الحياة ووصلت لمراكز قيادية مازالت تحارب قيودا أكثر غلظة في مجتمعها فطموحها بات عيبا ونجاحها أصبح عْقدة أمام عين الذكورة التي تدفعها للأمام عبر الخطابات والشعارات وتقذفها للخلف بنظرتها القاصرة الحياة شراكة والشراكة تتجسد بالإيمان بأن هناك قدرات وطاقات تحملها المرأة لكنها تموت معها في حجرة العناية الحثيثة فلم لا يقودها الرجل بنفسه إلى تجسيد طموحاتها على الواقع ولينتظر أجيالها الذين سينامون يوماٍ على أمل تكرار صنع أمهاتهم أنا مع حق المرأة في اختيار طريقة حياتها العملية بما لا ينافي الشريعة الإسلامية في كتاب الله أما دون ذلك فليس سوى هرطقات تجر البلاد للوراء في ظل تهميش نصف الحياة الذي يضخ الحب والسلام والحياة لبقية مفاصل الحياة اليومية ..كل عام والمرأة اليمنية في نجاح وسلام.
يوم مجهول
الدكتورة / سامية عبد المجيد الأغبري أستاذة الإعلام بجامعة صنعاء تقول: المرأة اليمنية تجهل الكثير عن يوم المرأة العالمي ولا تعمل وسائل إعلامنا على التعريف بهذا اليوم المْشرف للمرأة في كل بقاع العالم. فالمرأة اليمنية مازالت تعاني من مختلف صنوف القهر والاضطهاد سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع ومازال تهميشها على قدم وساق فكيف تحتفل بعيد لا تعرف عنه شيئا ولا تهتم الدولة به إلا كيوم عابر ولازال هذا العيد بالنسبة للمرأة اليمنية بعيد المنال ولازال أمامها طريق طويل للنضال من أجل انتزاع حقوقها المشروعة فالمرأة لا تريد احتفالات طقوسية وتكريماٍ لقلة قليلة من النساء المكرمات أصلا بينما الغالبية العظمى من النساء جنود مجهولات لا يلتفت إليهن أحد لا نريد دعاية وصخباٍ بل نريد أن تكرم النساء فعلا اللواتي يستحققن التكريم وهن من يناضلن بصمت.
الدكتورة فاتن عبده محمد أستاذة علم النفس بجامعة صنعاء تقول: قراءتي أنه يوم احتفالي …مثل كل الأيام التي تحتفل بها الأمم المتحدة فقط …المرأة مازالت تعاني في كل بقاع الأرض ولم تعمل لها الأمم المتحدة شيئاٍ الصغيرات مازلن يعانين من العذاب والموت … وندرة التعليم والصحة ..والجوع يطاردهن والقسوة تأخذ سنين عمرهن.
عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل ألفت الدبعي تقول: اليوم العالمي للمرأة هو تقليد سنوي للاحتفال بنضال المجتمعات لتكون المرأة شريكا فاعلا في المجال العاموهو نضال جاء عبر مراحل تاريخية مختلفةاستطاعت خلاله الحركات النسائية والمفكرين أن يطرحوا للعالم بأنه لا يمكن أن تكون هناك نهضة حقيقية للمجتمعات وتنمية متوازنة دون أن يكون للمرأة دور فيها وبالتالي المناسبة تعد تذكيراٍ للعالم بنضالات النساء ومدى تجسيد هذه المجتمعات لهذا النضال ونحن في اليمن نحتفل بهذه المناسبة مع انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الذي التزم للمرأة بمخرجات جيدة ستحدث نقلة نوعية في تفاعل المرأة اليمنية في المجال العام وخاصة ما يتعلق بتوصيات المؤتمر بإشراك المرأة بما لا يقل عن 30 في المائة في كافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مما سيكسب المرأة اليمنية خبرات أكبر وهي فرصة تاريخية أهدتها للمرأة نتائج الثورة الشبابية الشعبية التي كانت المرأة مشاركاٍ رئيسياٍ فيها.
تحولات جذرية
أستاذ مساعد جامعة صنعاء دكتورة منى المحاقري تقول: تحتفل المرأة اليمنية اليوم بيوم المرأة العالمي والوطن يشهد تحولات جذرية لا شك ستقودنا نحو مستقبل أفضل فقضايا المرأة لا تشهد تقدماٍ إلا في ظل الاستقرار وهي أكثر الفئات تضررا في النزعات والحروب وأضعفها تحملاٍ للعنف والقمع إن ما حققته المرأة من إنجازات على المستوى السياسي والشعبي ومشاركتها الفاعلة في كل الفعاليات الجماهيرية يؤكد مستوى الوعي المتقدم الذي وصلت إليه المرأة اليمنية فالمرأة اليمنية اليوم تفخر بمشاركتها في اللجنة الفنية للحوار وتمثيلها بنسبة 30% في الحوار الوطني ولابد هنا أن نقدر الدور الذي تقوم به المرأة الريفية في رفد الاقتصاد الوطني وأن تتجه الأنظار نحوها فالتحدي الحقيقي يكمن في رفع مستوها التعليمي والصحي والإحصاءات السكانية إذ تشير إلى أن النساء يشكلن أكثر من نسبة 50% فإن النسبة الأكبر منهن هن نساء ريفيات وهن بذلك يشكلن العمق الأصيل والمؤثر في العملية التنموية في اليمن. وتجاهلهن لاشك سيعرقل مسار التنمية المنشودة وبالتالي فإن النخب النسوية وممثلات المرأة في الحوار الوطني مطالبات اليوم بمناصرة قضايا المرأة اليمنية وبما يضمن حقوق المواطنة المتساوية والمشاركة المنصفة للمرأة في الحياة العامة.
تذكير عالمي
باحث بالدراسات العربية موسى المقطري يقول: الثامن من مارس اليوم العالمي للمرأة يعني لي أن المرأة هي أمي وشريكة حياتي وملكة قلبي يعني لي بالتأكيد ما تعني المرأة لي وهي تعني الكثير يوم المرأة العالمي هو تذكير عالمي بها لكني أظل أذكرها وأكرمها كل يوم أمي هي العظيمة على الإطلاق وبدون يوم عالمي ولا عيد أم ولا سواه أكرمها وأحبها كل لحظة المرأة في حياتي هي كل حاجة أم حنون تعطي ولا تأخذ تهب ولا تنتظر جزاءٍ خيرها سابق وقائم ولاحق وكل يوم هو يومها زوجتي هي نصفي الآخر ونصفي الذي بقي هو بين يديها ولها وفيها.
وفاء السري- مْعلمة- تقول: المرأة هي نصف المجتمع إن لم تكن أكمله بحيث لولا المرأة لما وجد الرجل والمرأة اليمنية لها دور كبير في المجتمع اليمني وقد أنجزت الكثير من المهام واستطاعت أن تْثبت حضورها في كل الفعاليات والمواقع العملية والاجتماعية ورغم ذلك لازالت مهضومة في حقوقها داخل المحيط الاجتماعي فالكثير لا يعرفون أن المرأة هي الأم والأخت والزوجة والبنت لذلك يجب مراعاتها في مسألة الدوام الرسمي مثلاٍ كي تصبح عوناٍ في بناء أسرة وتساعد عائلتها .
تقليد
المحامية أحلام حسين صالح تقول: اليوم الذي يصادف 8 مارس من كل عام بالنسبة للمرأة اليمنية مْنحت فيه من قبل الحكومات المتتالية الكثير من الحقوق ومنها المشاركة السياسية وفرصة الالتحاق بالسلك القضائي والمشاركة في كافة المجالات التنموية وأعتبر الحركة القضائية الأخيرة قد أنصفت المرأة القاضية بنسبة 35% لأنها عينت أربع قاضيات رؤساء محاكم الأحداث على الرغم من إغفال استحقاقاتها في محاكم الاستئناف والمحكمة العليا أيضا وتسلمت مختلف المناصب القيادية في عدد من الأجهزة الحكومية منها السلك العسكري والقضائي وخاصة بعد الوحدة المباركة استمرار اليمن على هذا النهج سيعزز من دورها ففي حقل القضاء مثلاٍ نجد أن قيادات السلطة القضائية عملت على تمكين المرأة فهي متواجدة في كافة جوانب السلطة القضائية في البيانات والمحاكم بمختلف مستوياتها الابتدائية والاستئناف والمحكمة العليا ونتطلع أن يكون لها تمثيل في مجلس القضاء الأعلى وهذا ما ستعمل على تجسيده في الواقع العملي إلى جانب أن السلطة القضائية عملت على فتح أبواب المعهد العالي للقضاء أمام المرأة الأمر الذي يشكل رافداٍ رئيسياٍ لتمكين المرأة من تولي منصب القضاء.
تغريد عبدالله ناشطة حقوقية تقول: المرأة اليمنية أعتقد أنها تعيش منذ عقود طويلة وضعاٍ صعباٍ ومزرياٍ حيث تحيط بها عوامل الفقر وتقاليد المجتمع البالية إضافة إلى استغلال المرأة ووضعها في قائمه المزايدات والتعامل معها كديكور أما مشاركتها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية فلا زالت تشكل نسباٍ ضئيلة ومحصورة على نساء معينات وظلت المرأة تعاني واقعاٍ مأساوياٍ وصعباٍ تكافح حتى تستطيع الوصول إلى مكانة معينة وفي عام 2011م نستطيع القول أن مشاركة المرأة كانت أفضل حيث لم تقف المرأة اليمنية مكتوفة الأيدي بل انخرطت إلى جانب الرجل بإصرار وتحد أثبتت من خلاله مدى وعي وقوة المرأة اليمنية وتمكنت المرأة اليمنية من خلال نشاطها ومشاركتها وإصرارها على إيصال رسائل قويه سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي وذلك ما كان واضحاٍ من خلال تواجدها وتفاعلها في مؤتمر الحوار الوطني حيث شكلت رقما صعبا لا يمكن تجاوزه بل توسعت مشاركة المرأة على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهو الأمر الذي يرسم مستقبل اليمن الجديد المستقبل الذي ستكون فيه المرأة اليمنية العنوان العريض.