فضائل العشر الأواخر من رمضان

 

نعيش أغلى وأفضل الأيام والليالي، وهي العشر الأواخر من رمضان المبارك، حيث تتضاعف فيها الأجور والحسنات، وتتنزل فيها الرحمات، وتستجاب فيها الدعوات، فيتفرغ الناس للعبادة من صوم وصلاة وتدبر القرآن.
وقد كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلَّمَ- يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ” وهذا كان لعظيم بركات ونفحات الرحمة في هذه الأيام؛ فقد علم الرسول المسلمين اغتنام مواسم الخير والتي منها الـ 10 الأواخر من الشهر الفضيل، إذًا يكون فضل العشر الأواخر من رمضان وما يشرع فيها.
الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان
كل عمل الخير مستحب، فالمرأة التي سقت كلبًا غفر الله لها وأدخلها جنته، عمل خير بسيط بنية صادقة قادر أن ينجي المرء، كإماطة الأذى عن الطريق أو صلة الأرحام أو خدمة عاجز أو مريض، أما بالنسبة للشعائر الدينية المستحبة في هذه الأيام المباركات فهي:
الاعتكاف
“وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ”[2]، أي أن الاعتكاف من الأعمال المذكورة في كتاب الذكر الحكيم، وهو أن يترك المرء ملذات الدنيا بعض الوقت، ويتفرغ للعبادة منصبًا عليها، فهو نهارًا في عمله وليلًا في العبادة؛ لإعادة وصل حبال الروح بخالقها، فتسمو عن صغائر الأمور.
قيام الليل
حث الله رسوله على قيام الليل، في قوله عز وجل- في كتابه الحكيم: “قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا” كما أن الأحاديث الواردة في فضل قيام الليل متعددة، فهو وقت ينام فيه الناس ويصحو فيه المؤمن يناجي ربه ويصلي ويسأل الله من فضله فيجيبه.
الذكر
قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم محتارًا من تعدد الشرائع والعبادات، ولا يدري ما يتمسك به أكثر، فكان رد الرسول عليه “لا يَزالُ لِسانُكَ رَطْبًا من ذِكرِ اللهِ” صحيح الترمذي[4]، فالذكر من الأعمال اليسيرة المستحبة في هذه الأيام.
الإكثار من قراءة القرآن وتدبره
ليس المقصود هنا ختمة القرآن خلال شهر رمضان لمرة أو أكثر، أو في هذه الأيام على وجه الخصوص، إنما المراد من القراءة هو التدبر والفهم، فيخرج الإنسان من التدبر بوعي أرقى وفهم أفهم للتعاليم الإلهية السامية التي أنزلها الله في محكم تنزيله، بالإضافة لذلك فتلاوة القرآن بها أجر عظيم وحسنات كثيرة.
اجعل بينك وبين الله خبيئة
العبادات العادية يقوم بها عموم المسلمين في الشهر الكريم وخصوصًا العشر الأواخر، ولكن على ديدن الصحابة الكرام -مثل أبي بكر الصديق الذي كان يخدم امرأة سرًا كعمل خالى من الرياء بعيدًا عن عيون الناس- فهم كانوا يسعون في الخير جهرًا وسرًا، فلتكن هناك خبيئة خير بين العبد والرب في هذه الأيام المباركة ينال بها فاعل الخير عظم الثواب والأجر.
علاوةً على ما تم ذكره فالشعائر والعبادات وأعمال الخير التي يمكن القيام بها كثيرة، ويمكن لكل فرد أن يختار منها ما تيسر له مثل:
الاكثار من الصدقة والإنفاق في الخير.
إنفاق الإنسان مما يحب “لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ” آل عمران.
الصلاة في المساجد.
الحفاظ على صلاة الجماعة.
تعظيم شعائر الله في الأيام الأخيرة؛ لكونها من تقوى القلوب.
إكرام الجيران.
مهاداة الناس من منطلق تهادوا تحابوا.
صلة الأرحام.
التوبة الصادقة.
أجمل ما قيل عن هذه الأيام
-نفحات الرحمة من رب الرحمة، حتى نتذكر أن الفرصة لا زالت سانحة، وأننا لم نضع وقت التوبة الصادقة، وأن أنهار الخير لم تنفد بعد حتى تحصل منها على كفايتك، وتلك الأنهار هي العشر الأواخر من رمضان.
-إن العشر الأواخر من رمضان من أفضل الأيام، ترجو فيها قلوبنا الرحمة والمغفرة من رب العالمين، وتتضرع له بكل سكينة وطمأنينة، تطمح فيها إلى غفران الذنوب وقبول التوبة.
-اللهم اكتب لنا في العشر الأواخر من رمضان بلوغ ليلة القدر، وأعنا فيها على قيامها، واكتبنا بها من الفائزين بجنانك والمغفور لهم ذنوبهم يا رب العالمين.
-كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يهتم بتمييز العشر الأواخر من رمضان، حيث روي لنا أن فيها ليلة خير من ألف شهر، وأن تلك الأيام هي أيام العتق من النار، وكان يكثر القيام بها أكثر من بقية الأيام، وكان يحث أهله على قيام تلك الليالي المباركة.
-إن المسلم لا بد أن يحرص على الإكثار من الصدقة في العشر الأواخر من رمضان، حيث أن جميع العبادات الصادقة في تلك الأيام يمنح الله فيها المسلم ضعف أجره.
-اشغل قلبك أيها المسلم في العشر الأواخر من شهر رمضان بصوم النهار وقيام الليل، وادعوا الله بعمق قلبك أن يكتبك في هذه الأيام من الصائمين القائمين الركع السجود.
-اغتنم هذه الأيام والليالي وهذه الفرصة لتنقية قلبك والتحرر من ذنوبك وخطاياك، ولا تبكي على ما فاتك من أيام رمضان، واسلك طريق الهداية والطاعة غفر الله لنا ولك.
أدعية مستحبة في العشر الأواخر من رمضان، هناك بعض الأدعية القرآنية التي يمكن الدعاء بها في هذه الأيام والليالي المباركة ومنها :
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ” إبراهيم (40).
“رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ” المؤمنون (29).
“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” البقرة (201).
“رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً” آل عمران (8).
“رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ” النمل (19).
بالإضافة إلى ذلك فحين تتكالب الحوائج يرغب الإنسان أن يدعو بها يمكنه أن يستخدم الدعاء الجامع الذي ورد عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.

قد يعجبك ايضا