الدكتورة أفراح الملصي في حديثها لـ«رمضانيات»: خارطة طريق صحية لمرضى السكري في رمضان

تعد اليمن من الدول التي يستوطنها مرض السكري، فبحسب آخر إحصائيات هناك أكثر من نصف مليون يمني مصاب بالسكري يعيشون وضعًا بائسًا، ويعانون من النقص الكبير في الأدوية التي لا تغطي احتياجاتهم.
فهل يصوم مريض السكر؟ سؤال يجيب عليه الأطباء والمختصون في مرض السكري حيث يؤكدون أن على المريض أولا أن يستشير الطبيب لتوضيح وضعه الصحي وكيف يتجنب المخاطر التي قد يتعرض لها أثناء الصيام إلى التفاصيل :
اعدتها اليوم/ زهور السعيدي

شروط معينة
الدكتورة أفراح الملصي أخصائية باطنية وقلب وسكر وضغط تقول أولاً: إلا ينصح بالصيام عموما لمرضى السكري الآتي ذكرهم الا في ظروف خاصة بشروط معينة تحت أشراف الطبيب المختص وهم : مرضى السكر من النوع الأول .. مرضى السكر والقصور الكلوي .. مرضى السكر وتليف الكبد المتقدم .. مرضى السكر غير المنضبط.. مرضى السكر وقصور الشرايين التاجية لاسيما مع وجود دعامات وخلافه إلا في حال استقرار حال المريض وضبط سكره فيمكن الصيام باتباع الضوابط التالي ذكرها.
والحوامل خصوصا مع استخدام الأنسولين، والمرضى المستخدمين للأنسولين بجرعات كبيرة” 100 وحدة فأكثر”
ثانيا: لا بد من ضبط السكر أولا قبل الشروع في الصيام وذلك بتحقيق الأرقام التالية: السكر الصائم >130 مجم, السكر بعد الأكل بساعتين >180 مجم ,الهيموجلوبين السكري 7 %.
وتختلف الأرقام قليلا بالنسبة لبعض فئات المرضى كالحوامل أو كبار السن.
ثالثا :يتم تعديل الجرعات الدوائية بمعرفة الطبيب على أن تكون الجرعة الأكبر مع الإفطار والأصغر مع السحور وقد يتم حذف بعض الأدوية التي قد تتسبب في هبوط السكر واستبدالها بأخرى.
رابعا : يتم تقييم مستوى السكر بقياسه يوم الصيام على الأقل مرتين بعد مرور 8_12 ساعة على السحور ما بين الظهر والعصر وبعد الإفطار بساعتين وفي حالة نقص السكر في الصيام عن 70مجم أو زيادته عن 300مجم فينصح بالإفطار ومراجعة الطبيب.
خامسا: أعراض هبوط السكر وتشمل دوار ’عدم اتزان, زغللة بالعين تسارع بضربات القلب ,عرق غزير ,رعشة بالجسم, الرغبة العارمة في تناول السكريات , وعندها ينصح بتناول عصير مثلا أو الإفطار فورا ولو قبل المغرب بدقائق ثم مراجعة الطبيب.
سادسا: ينصح بالاعتدال في تناول كميات الطعام في رمضان وغيره لاسيما المشروبات السكرية كما ينصح بتناول كميات كبيرة من الماء 2_3 لترات في الفترة ما بين الإفطار والسحور إضافة إلى مضغ الأكل بشكل جيد وببطء والإكثار من تناول الألياف الطبيعية كالسلطة الخضراء والحد من أكل النشويات “الأرز والخبز وخلافه” كما ينصح بالابتعاد عن الدهون المشبعة كجلود المذبوحات والسمن المصنع واستخدام زيت الذرة وزيت دوار الشمس أو زيت الزيتون بدلا منها.
سابعا: ينصح بتجنب السكر الأبيض المعتاد ولا بأس باستخدام بدائل السكر المعروفة كالاسبرتام وغيرها، كما ينصح بتجنب المياه الغازية أو استخدام المياه الغازية قليلة السعرات بدون سكر “دايت” وكذلك الاعتدال في تناول الملح والمخللات لاسيما لمرضى الضغط المرتفع مع السكري..
ثامنا : عدم بذل مجهود عضلي عنيف أو التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة في نهار رمضان ..
تاسعا: بالنسبة للحلويات كالكنافة والقطايف وغيرها يمكن تناول قطعة صغيرة أو قطعتين على الأكثر ويفضل الاستعاضة عنها بتناول الفاكهة الطازجة “تفاح مثلا بعد الإفطار”.

الصيام صحة
وتضيف الدكتورة أفراح : فعلى المريض مراقبة سكر الدم وتوقيت واختيار الأدوية المناسبة وكميتها لان هناك بعض المخاطر التي قد يتعرض لها المريض بسبب الصوم الانخفاض الحاد بنسبة السكر في الدم والجفاف الذي قد يؤدي إلى تجلط الأوعية الدموية.
ويصوم المريض عندما تكون حالته مستقره وألا يكون السكَّري من النوع الذي تُصاحبه حالاتُ انخفاض أو ارتفاع في مستوى سكر الدم.. وألا تكونَ الجرعةُ التي يستخدمها المريضُ من الأنسولين عالية (أكثر من 40 وحدة/ الجرعة).
مريض السكري الذي نسبة سكره في الدم منتظمة، ولكنه يتعاطى أدوية قد تؤدي لانخفاض حاد بنسبة السكر في الدم.
كبير السن الذى يعيش بمفرده ويعالج بالأنسولين أو الحبوب، كذلك الذي يتعاطى أدوية قد تؤثر على وعيه.
المرضى الذين يعانون مضاعفات السكري مثل اعتلال الكليتين أو من مضاعفات بالقلب والأوعية الدموية.
المرضى الذين أصيبوا بغيبوبة كيتونية أو لا كيتونية خلال 3 أشهر قبل رمضان.

حالات الإفطار
وتنصح الطبيبة أفراح الملصي بالإفطار فورًا في الحالات التالية:
إذا انخفضت نسبة السكر في الدم أقل من 70 ملجم/ ديسيلتر، أو إذا شعرت بالأعراض التالية: (أعراض انخفاض السكر في الدم): تعرق، رعشة، خفقان (ضربات القلب السريعة)، التشويش وعدم وضوح الكلام، دوخة شديدة، صداع أو زغللة، إرهاق شديد، تنميل في الوجه والشفتين.
في هذه الحالة بادر إلى كسر الصيام حتى ولو اقترب موعد الإفطار وذلك بتناول 5 ملاعق صغيرة من السكر في نصف كوب من الماء، أو نصف كوب من عصير الفواكه أو المياه الغازية، أو تناول 3 حبات من التمر.

صداع الصيام
ويقول الدكتور عبدالعزيز منصور-يجب التحدث إلى الطبيب قبل البدء في الصوم سيقوم الطبيب بتوضيح المخاطر المحتملة الخاصة بالمضاعفات مثل ارتفاع أو انخفاض سكر الدم، والجفاف يمكن أن يقترح عليك طبيبك أن تتجنب الصوم إذا كنت عرضة لخطر حدوث مضاعفات إذا اخترت الصوم، فسيقوم طبيبك وفريق الرعاية المختص بداء السكري بتوفير مواد تعليمية لك خاصة بكيفية السيطرة على مرض السكري، وسيقومون بضبط علاجاتك، أو جرعات الأنسولين الخاصة بك.
ويضيف الدكتور عبدالعزيز: قد تكون عرضةً لخطر شديد يتمثل في حدوث مضاعفات إذا قمت بالصوم خلال شهر رمضان وكنت تعاني من واحد أو أكثر مما يلي: داء السكري من النوع الأول، داء السكري من النوع الثاني مع ضعف السيطرة على سكر الدم، سجل حديث من سكر الدم المنخفض بشدة، أو سبق إصابتك بالحماض الكيتوني السكري، سجل من الانخفاض الشديد في سكر الدم، أو عدم الوعي بسكر الدم المنخفض، حالات مثل مرض الكلى الشديد، أو مضاعفات الأوعية الدموية، السكري مع الحمل.
ولكن قد يكون الصوم بالنسبة لك أكثر أمانًا خلال شهر رمضان على الرغم من إصابتك بالسكري إذا كنت: تعاني من السكري من النوع الثاني الذي يمكن السيطرة عليه وكنت قادرًا على السيطرة على السكري باستخدام العلاجات، أو الجلسات العلاجية المناسبة لنمط حياتك ,إذا اخترت الصوم خلال شهر رمضان، فإن طبيبك وفريق الرعاية المختص بمرض السكري سيقوم بالتوصية بـ: المراقبة الدقيقة لمستويات سكر الدم لديك، ضبط الجرعات العلاجية التي تتناولها، مراقبة ظهور علامات انخفاض سكر الدم ,اتباع مقترحات طبيبك بخصوص طعامك، وشرابك، وتدريباتك، استعِد للتوقف عن الصوم إذا كنت تعاني من انخفاض أو ارتفاع سكر الدم قد تكون قادرًا على الصوم بأمان خلال شهر رمضان إذا استوعبت المخاطر، وتمكنت من السيطرة على السكري لديك، واتبعت توصيات طبيبك بعناية.

قواعد وإرشادات
ويقول الأطباء المختصون في مرضى السكري: يجب الحرص على قياس مستوى السكر في الدم عدة مرات يوميًا: صباحًا وفي منتصف النهار وعند صلاة العصر، وقبل الإفطار عجل في الإفطار واحرص على تناول السحور دائمًا وتأخيره إلى أقصى وقت ممكن (قبل الفجر مباشرة).
وقلل من العصائر المعلبة والمحلاة بالسكر قدر الإمكان يفضل تناول كميات معتدلة من العصائر الطازجة التي تحضر بالبيت بدون إضافة سكر، فالجفاف من أضر مضاعفات مرض السكري، كما يجب تجنب التعرض لحرارة الشمس والزحام أثناء الصيام.
احرص على تناول الأغذية المحتوية على الألياف الغذائية مثل البقوليات والخضراوات والفاكهة الطازجة، لأنها تمنع الارتفاع السريع لمستوى السكر بالدم بعد تناول الطعام، بالإضافة إلى أنها تجنبك الإمساك وتزيد الإحساس بالشبع.
تجنَّب النوم في الفترة التي تسبق صلاةَ المغرب بساعة.