رمضان تهذيب للأرواح والأبدان

علماء: استثمار ليالي رمضان بالخير والطاعات

 

حل علينا أكرم الشهور وموسم الخير والطاعات، فشهر رمضان المبارك يعد من الأزمنة المباركة التي يعود فيها العباد إلى ربهم وتفرح فيها القلوب وتستبشر الأرواح بالقرب من الله.
ما أروعها من روحانية وطمأنينة ونحن نعيش أيام وليالي رمضان فلو يعلم الناس حقيقة فضل هذا الشهر وماهيته وعظمة الخير فيه والتغييرات الكونية الحادثة فيه مزدانة لأعظم الشهور عند الله منزلة لما فيه من عظيم الثواب وأجزله ليتناسوا هموم الدنيا وأحزانها ولتهافتوا قارعين أبواب الطاعات وليجتازوا ميادين الخيرات.
ويقول المرشد الديني –وليد إبراهيم – رمضان هو ذلك النهر الزلال الذي سيغسلنا ويطهرنا من دنس الذنوب والخطايا وما جنيناه على أنفسنا فكان هذا الشهر هدية للمؤمنين جمعاء إن هم آتوه حقه ومستحقه من الذكر والعبادة والاستغفار وتلاوة القرآن الكريم لقوله تعالى «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به»

هدية السماء
الشيخ عبدالقادر عجلان يقول : الصوم جنة وصحة للأبدان وسر عافيتها لتخرج منه كيوم ولدتك أمك مستبشراٍ بالقبول والظفر بشهر رمضان، ولهذا فلنستعد له بالطاعات والخيرات لا باقتناء الماديات، لأنه لم يأت من أجل استشعار الجوع أو العطش في نهاره والغدق بالمأكولات والمشروبات في لياليه، لقد جاء لتربية وتهذيب الأرواح قبل الأبدان.. فهنيئاٍ لمن كان هذا شعاره في رمضان وهو فرصة لمن أراد الإنابة إلى الصراط المستقيم والرجوع إلى الله بقلب سليم.

ما أحوج أمتنا إليه
ويضيف الشيخ العلامة عجلان : رمضان هو فرصة للعودة الصادقة والخالصة إلى كتاب الله وسنة نبيه وشهر رمضان بقدسية زمانه وعظمة مكانته وللظروف المحبطة التي تمر بها أمتنا لهو المخرج الحقيقي لكل مصيبة ألمت بنا ولكل كرب وظلم وألم» نعايشه إن استشعرنا ذلك في نفوسنا أولاٍ وجعلناه شهر العودة إلى نهج ومنهج الله تعالى بتطبيقه في أرضه وإحياء سنن رسوله محمد صلى عليه وآله وسلم..

تعزيز السلوك الإيجابي
حلول شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة، يجب على الإنسان أن يكون لديه دافع شخصي ناشئ عن استقرار الإيمان في القلب، ليعزز سلوكه الإيجابي ويتكيف مع واقعه في المجتمع، و لا بُدّ للإنسان أن يحول خياله السّلبي إلى إيجابي لينعكس ذلك على تصرفاته ليتمكن من مواجهة التحديات وبخاصة بشهر رمضان المبارك لكونه يعلم الفرد التعاون داخل الأسرة عبر تعزيز السلوك الإيجابي في المجتمع.

دورة تدريبية
شهر رمضان المبارك دورة تدريبية مكثفة يتعلم فيها الصائم أموراً كثيرة، وهو فرصة ثمينة لغرس وتعليم الكثير من القيم التربوية سواء داخل الأسرة أو في المجتمع وهذه القيم التي يتعلمها الصائم في رمضان يستمر أثرها باقي أيام السنة ولعل طبيعة شهر رمضان المبارك وإقبال الناس على الله تعالى وتضاعف الأجر والثواب واجتماع الأسرة في أوقات محددة تساعد كثيرا على تعلم القيم واكتساب أخلاقيات عديدة.
التعاون بين أفراد الأسرة الواحدة من القيم التربوية التي يتعلمها أفراد الأسرة ويمارسونها في شهر رمضان المبارك وهو غاية في الأهمية حيث يتقاسم أفراد الأسرة المهام ويتعاونون على أدائها مما يخفف الأعباء عن الأم خصوصا ويجعلها قادرة على القيام بمهامها الأسرية وواجباتها الدينية، وهو أيضا يكسب الجميع مهارات عديدة ويجعل من الأسرة أكثر قوة وتماسكا .

قد يعجبك ايضا