أوكرانيا ضحية الناتو مثل يوغسلافيا وغيرهما من البلدان التي غزاها الناتو بقيادة أمريكا.
الآن الناتو يعرف أنه لا يستطيع أن يهزم روسيا، ولا يستطيع حتى التدخل المباشر في أوكرانيا.
يبدو أن نظاماً عالمياً جديداً يتشكل بالفعل بقيادة روسيا والصين، هذا النظام هو المشروع الأوراسي الذي يقوده بوتين ورفيقه الرئيس الصيني تشي..
لقد ساعد الغرب في تشكيل هذا النظام بفضل عجرفته تجاه شعوب العالم منذ سقوط جدار برلين في العام ١٩٨٩م.
هذا النظام الجديد سيكون خاليا من الفاشية والإرهاب والثورات البرتقالية التي يدعمها الغرب الامبريالي.
سيتكون عالم متعدد الأقطاب، تتراجع فيه سطوة الدول الامبريالية الغربية، وعلى رأسها امريكا ودول الاستعمار القديم.
الغرب صدم بالعملية العسكرية في أوكرانيا، فاتجه لخلط الأوراق بمصادرة أموال الشركات والمصارف والأفراد الروس، وهو مبدأ كان يقف ضده في الماضي عندما كان النظام الاشتراكي يقوم بذلك، باعتباره سرقة لحقوق الغير، كما كان يقول، ثم زاد تهور الغرب بإغلاق الفضاء الإعلامي في وجه القنوات الروسية، وهو اعتداء آخر على حرية الرأي التي كان الغرب يتفاخر بها، وتورط أكثر في العقوبات التي ارتدت عليه خسرانا، كل هذا من أجل إعاقة التغيرات التي يتوقعها.
وزادت أمريكا تهديد المارد الصيني إذا تقارب مع روسيا.
العالم يعيش اليوم المفاجأة التي فجرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفضح فيها هشاشة أمريكا والغرب وحلف الناتو وتآمره.
الغرب أصبح مثل كلب ينبح ولا يعض، كعادة الكلاب الضعيفة.
أمريكا أثبتت عجزها عن حماية حلفائها، وهذا سيشجع دولا ( مثل دول الخليج والسعودية ) كانت تعيش تحت الهيمنة والابتزاز الغربي، وبالذات الأمريكي عن الخروج عن بيت الطاعة.
النظام العالمي الجديد سيكون بلا دولار؛ أي أن الورقة التي تسرق بها أمريكا ثروات الشعوب ستنحسر، بل ستسقط ولن تستطيع أمريكا تعويض تلك الدول التي تتعامل بالدولار ولديها احتياطي نقدي من هذه الورقة التي بنت مجدها على المغالطات الأمريكية وأكاذيب الغرب.
سيصبح الدولار ورقة لا تساوي ثمن الحبر الذي طبعت به، وهذا ما يخيف أمريكا التي تبيع من هذه الورقة ( الدولار ) حوالي تسعة تريليونات في العام.
نظام عالمي جديد يتكون اقتصاديا من عملات كل من الصين وروسيا والهند، وستكون هذه العملات هي السائدة في المعاملات الدولية.
وقد بدأ التعامل باليوان الصيني والروبل الروسي بين روسيا والصين وسوف تتبعهما الروبية الهندية.
أكثر من ثلاثين عاما والعالم صابر على العربدة الأمريكية، وحلف الناتو العدواني والدولار الفاقد للقيمة الذهبية التي كانت تسنده قبلا.
ملايين من الناس قضوا في كثير من بلدان العالم على أيدي الغزاة الأمريكان وحلفهم العدواني الناتو.
العالم الجديد سيكون بلا أحلاف عسكرية، لأن المطامع الامبريالية سوف تتحجم، بل ستنتهي، وسيعيش العالم بسلام وأمن واستقرار، وستحل النزاعات بالطرق السلمية، حتى الأمم المتحدة ومنظماتها سيجري فيها التغيير، ولن تبقى خاضعة لإملاءات النظام الدولي الأوحد الذي تقوده أمريكا وأعوانها، العالم آخذ في التغير وسياسة القطب الواحد تعتبر في حكم المنتهية.
ستتغير العلاقات الدولية بين الدول والشعوب، وستقوم علاقات قائمة على الندية واحترام حقوق الدول والشعوب والأفراد.
ما يجري هو حرب عالمية ثالثة، ولكن بالتقسيط، وقد بدأت منذ غزو الناتو وأدواته ليوغسلافيا، ثم افغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن.
ولا بد أن ينحسر عن هذه الحرب غياب دول وظهور دول، كما حدث في الحربين السابقتين، وقد بدأ هذا التقسيم في يوغسلافيا، وسيتتابع في جهات أخرى.
وكما نرى فإن هذه الحرب مسرحها الدولي خارج جغرافيا المتصارعين.
وإذا كانت الصراعات والحروب أساسها الاقتصاد فإن النفط ومشتقاته هو اللاعب الرئيسي في هذه الحرب.