
كثير من السخرية كثير من الطلقات أمام الجدران المفخخة بالفوضى كثير من الزنوج الذين فقدوا شكل الوطن ..شكل المرأة وشكل الجسد والموت معا كل ما سيسقطه تارانتينو الهمجي البارع سيفقد اللغة وعيها سوف يترك الكلمات عارية في شارع الدهشة الصورة دين من لا دين له في النهاية يحدث ذلك.
السماء تمطر باللون الأحمر هل هذه أفلام ألويسترن ..¿ يعرف تارانتينو الطريق إلى خلق شخصيات مجنونة . في ” Inglourious Basterds(2009)” ابتكر محركا سرديا قاد الحدث إلى مشنقة الصراع بين السادية وفكرة السادية نفسها استعار بعضا من الولاء لتلك الخلفية العبثية في KILL BILL (2003)حتى أنه لم ينس كم كلمة زنجي حشرها في مؤخرة الفيلم القديم Pulp Fiction(1994) وحين قرر اختيار أبطاله لتجربة محاكاة مبتكرة لأفلام الويسترن – أي أنه لم يقدم فيلم ويسترن – جعل هوليود تنام وهي تدعو الرب ان هذه ليست نهاية العالم .
” تحرير جانقو” ليس كما اعتقده المخرج سبايك لي حول أنه مجرد صورة قبيحة تحمل على عاتقها إهانة أجداده السود حسنا هو أيضا ليس اعترافا كنسيا لرجل أبيض يريد إذابة ذنوبه السادية في عيون المشاهدين القصر كما هو الحال مثلا في الحاصل على أوسكار أفضل فيلم للعام 2012 ” لينكولن” للمخرج ستيفن سبيلبيرغ أو حتى المرشح لنفس الجائزة – حتى الآن – «اثنا عشر عاما من العبودية» للمخرج البريطاني ستيف ماكوين والذي قال عنه ناقد ذا نيويوكر ديفيد دانبي ” أنه «أهم فيلم أنجز عن العبودية الأميركية». يعود ذلك إلى عنصرين: قوته التعبيرية وأمانته التاريخية. ” تحرير جانقو لا علاقة له بالصورة القبيحة أو حتى تلك المشبوهة بمثاليات هوليود الباردة لقد كان هذيانا لرجل من زمن الحرب .
يتحدث الفيلم – وهذا ما لم يتنبه له المارة فقط – عن خلق الواحد من بين آلاف المازوخيين المبعثرين في جهنم الرب الأبيض الدكتور كينغ شوتز (كريستوفر والتز) ألماني متجول يتقن صناعة الكلمات المكسرة والجثث أيضا تقوده عربة طبيب الأسنان إلى عالم جانقو فريمان (جيمي فوكس) الزنجي المختلف العاجز الباحث عن برومهليدا (جونا هيل) برومهيلدا هذه المرة ليست محجوزة في قمة جبل يحرسه تنين عجوز كما هي الأسطورة الألمانية إنها مجرد زنجية محبوسة في قفص الأبيض النهائي كالفين كندي (ليوناردو دي كابريو) الذي يقف من ورائه الزنجي النهائي ستيفن العجوز (صامويل جاكسون) لكن هل هذا فعلا هو النموذج النهائي لهرقل الأسود حسب وصف كندي نفسه…¿ شوتز امتلك إجابة مختلفة هرقل آخر هو جانقو سوف يقف أمام هرقل الأبيض لا تحت قدميه بعد كل هذا الترف الصوتي هل كانت بالفعل هذه هي الثيمة الجوهرية لمنجز شكلاني تأسس على قدرة تارنتيو في تجاوز مرحلة الثيمة إلى مرحلة اللاشكلانية أي أن المميز هي قدرة الخلق الفني لا الخامة التي تأسس عليها هذا الخلق.
ولأن نشوة الخلق بقدر ماهي مرهونة بقدرة المخرج فإنها تظل جامدة بدون عبقرية تعبيرية عن هذا النزق السينمائي النادر فكان لابد من حدوث ذلك أقصد هذا العبور إلى أقصى درجات الإدهاش في أداء الممثلين يقول تارانتينو ” أعتقد أن المشاهدين الحريصين على متابعة أفلامي منذ 30 عاما حتى الآن يفعلون ذلك بسبب الشخصيات التي ابتكرها لدي فرصة واحدة لتقديم الشخصية بالشكل الصحيح لذلك على اختيار الممثلين المناسبين لتجسيد هذه الشخصيات بعناية بالغة هذه المرة نجحت بالفعل ” سبعة ممثلين سبق لهم جميعا الترشح لجائزة الأوسكارالفيلم شارك به سبعة ممثلين سبق لهم الترشح لأوسكار فجيمي فوكس ترشح عن فيلم “Collateral” وكريستوف واتز عن فيلم “Basterds Inglourious ” بينما رشح ليوناردو دي كابريو عن فيلم “What’s Eating Gilbert Grape” وصامويل جاكسون عن فيلم “Pulp Fiction” وجونا هيل عن فيلم “Moneyball”.
لا يهم .. سوف لن أكتب كلمة واحدة أخرى حول ما فعلته شخصيات تارنتينو بأفضل سيناريو أصلي في تاريخ المخرج نفسه هذا أمر يستحق المشاهدة آوه حسنا كلمة واحدة أتعرفون أن كابريو قام بأفضل حركة ارتجالية في تاريخ السينما بينما لن يمكنك في لحظة ما إلا التبلد أمام عبقرية صامويل جاكسون الذي قبل بشخصية – ستيفن – تظهر في آخر نصف ساعة لكنها أكثر من غيرها تتركك مؤمنا بوحدانياتها هذا أمر يستحق المشاهدة .