الحرب مع القفازات
يكتبها اليوم / عباس السيد
رغم تكالب العدوان وتصعيده ومجازره، ورغم صمت العالم المريب العجيب، لسان حال اليمنيين وخيارهم الوحيد هو تعزيز الصمود والمواجهة .. مطلبهم الوحيد والملح لقيادتهم في هذه الأيام هو “التصعيد مقابل التصعيد”، مطار بمطار .. وعاصمة بعاصمة.. ومدينة بمدينة.. فالرياض وأبوظبي ليستا أهم ولا أغلى من صنعاء والحديدة، فأبراج شبام وصنعاء بناها اليمنيون بأيديهم قبل ميلاد دول الخليج بمئات السنين، ودماء اليمنيين ليست أرخص من دماء الآخرين.
مطلب اليمنيين واضح وهو “الثأر” هذا ما عبّرت عنه المسيرات الحاشدة التي خرجت أمس في العاصمة صنعاء والمحافظات.
سبع سنوات لم تراجع فيها أنظمة دول العدوان سياستها والتي أكدت للقاصي والداني أن اليمنيين لا ينكسرون وكلما تزايدت همجية العدوان ازدادوا بأساً وقوة.
لمْ يخضع اليمنيون، وقد شُنَّتْ عليهم أكثر من نصف مليون غارة جوية، فما الذي ستحققه الغارات الهستيرية الإضافية لتحالف العدوان؟! لا شيء سوى أنها توحِّد اليمنيين أكثر وتحفزهم للصمود وبذل التضحيات حتى دحر العدوان.
تصعيد العدوان واستمراره كل هذه السنوات لا يعني أننا نواجه أعداء أقوياء ممن يتصدرون العدوان على بلادنا بشكل مباشر هي أدوات تعمل وفق برامج سادتها في واشنطن ولندن وتل أبيب، أنظمة يقودها مراهقون يمتلكون فائضاً من المال والسلاح والشر والغباء، لكنهم لا يمتلكون خبرات سياسية ولا عسكرية، مراهقون يفتقدون حتى إلى الشرعية العائلية في وصولهم إلى عروش الممالك والإمارات التي يحكمونها.
فاشلون حتى في تطبيع علاقاتهم مع عائلاتهم، بينما يهرولون بلا وعي ولا بصيرة نحو التطبيع مع أعداء الأمة والتحالف معهم.
فمثل هذه القيادات أو “القفازات” لا تمتلك استراتيجيات أو مشروعات.. لا تعرف معنى النصر، ولا تراجع موقفها حين تتعرض للهزيمة .. تخسر عسكريا وسياسياً وأخلاقياً واقتصادياً لكنها تظل تكابر.. وتُصعّد بينما هي تهبط.