دعم المجتمع اليمني للمجهود الحربي بالمال والرجال والفعل العملي في تسيير القوافل لدعم المجاهدين في مختلف الجبهات دليل واضح على حب الوطن..
وما هذا الصمود الذي أذهل العالم إلا نتيجة وعي المجتمع النابع من هدي الإسلام المتجسد في قول: الرسول صلى الله عليه وعلى آله “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” فتكافل المجتمع بدعم الجبهات صورة ترسم المعاني السامية للهوية الإيمانية المتجسدة في الشعب اليمني العظيم كل هذا وأكثر في ثنايا الاستطلاع التالي:الثورة / أمين العبيدي
الدفاع عن الأرض والعرض وجهاد المعتدين والمنافقين حثالة أمريكا ونعال إسرائيل بالنفس والمال والغالي والرخيص دليل على تعمق الهدي القرآني والتزام يحثنا ويدعونا إليه الإسلام ويرشدنا إلى ذلك القرآن الكريم في أكثر من آية هكذا استهل العلامة القاضي أحمد غالب الجلال قائلا:
أجر الجهاد بالمال ودعم الجبهات بالغالي والرخيص عظيم وتجهيز المجاهدين فضله كبير في نصرة المسلمين ودفع الظلم عنهم وهو من أحب الأعمال إلى الله الذي يساعد في كسر شوكة المتكبرين وكما أكد الجلال أن رفد الجبهات بالمال والرجال يسهم في رسم صورة النصر الأسطوري لهذا الشعب الذي يثبت للعالم يوماً بعد يوم أن قوة الله زرعت في نفوس المجاهدين الذين شربوا من نبع العقيدة المحمدية الصافية المتمثلة في القائد العلم السيد عبد الملك بدر الدين حفظه الله وسدد خطاه .
ودعا الجلال كل أبناء الشعب اليمني وكل محبي القائد العلم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وكل داعمي المسيرة القرآنية العادلة من أبناء الشعب اليمني العظيم لدعم الجبهات ورفدها بالمال والرجال، وأشار الجلال بقوله : لطالما سعت دول العدوان ومن ورائها أمريكا وإسرائيل إلى تجفيف كل منابع وإيرادات الدولة وما الحصار الملحوظ اليوم على المشتقات النفطية إلا دليل واضح على السياسة الملعونة التي تتخذها دول العدوان لتجويع الشعب اليمني ومع ذلك لا يجدون أمامهم غير التعاون المجتمعي الذي يدشن أروع صورة بشكل جمالي عظيم يجسد معنى قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال (الإيمان يمان والحكمة يمانية ).
ونوه الجلال بقوله: المال نعمة ومن أنعم النعم أن ينعم الله عليك في إنفاقه في تثبيت المجاهدين وشراء مستلزمات الحرب ورفع معنويات المجاهد حين تُسيّر القافلة التي تُجمع من شعب فقير ومجتمع يعاني الصعاب ومرارة العيش التي تسبب بها العدوان ومع ذلك يؤثر إخوانه ويهديهم بنفس تحمل العزة والكرامة وتأبى الضيم من ذلكم الدخل الذي بالكاد يكفي أطفاله ..
وفي نفس السياق تحدث الأستاذ أحمد المروني عن فضل الجهاد بالمال ورفد الجبهات بالغالي والنفيس قائلا: اقترن جهاد المال بجهاد النفس في عشرة مواضع وتقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر من تسعة مواضع وذلك لأهمية المال في الحياة الجهادية ولهذا يقول تعالى في كتابه الكريم {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} وقال سبحانه: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} والآيات كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها ولكننا نجد أعداء الأمة قد حرصوا على تجهيل المسلمين بأهمية الجهاد وحذف كل ما يخص الجهاد من المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية حتى يسهل لهم استعباد المسلمين وأخذ ثرواتهم وجعلهم غثاء ليس لهم كلمة ولا أثر في صنع قراراتهم أو التحكم بأموالهم ولكن يأبى الله إلا أن يبعث لنا قائداً يدعو إلى العزة والكرامة المتجسد في جهاد المعتدين وما من أمة تركت الجهاد إلا ذلها الله، وأهمية المال عظيمة فهو عصب الجهاد وسند المجاهد والسهم الذي يصيب خاصرة العدوان هو من أعظم أبواب الخير وأجلّها وأبركها وأنفعها فيجب الحرص على التسابق فيه ولو بالشيء اليسير فما أنفق شخص في سبيل الله إلا رفع الله شأنه وأعلى مكانته وأعظم منزلته في الدنيا والآخرة ورزقه بالبركة والسعادة والطمأنينة وماله في نمو وزيادة وعن هذه البركة يقول الله تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) .
شبه الله سبحانه النفقة في سبيله بمن بذر بذراً فأنبتت كل حبة منه سبع سنابل اشتملت كل سنبلة على مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء وهذا بحسب حال المنفق وإيمانه وإخلاصه وإحسانه ونفع نفقته فإن ثواب الإنفاق يتفاوت بحسب ما يقوم بالقلب من الإيمان والإخلاص.
وعن المغزى والحكمة من رفد الجبهات بالمال والرجال يقول الأستاذ محمد العقاري- ماجستير في القرآن وعلومه: الجهاد في سبيل الله يحتاج إلى المال كحاجة الإنسان إلى الهواء وإلا كيف سيكون الإعداد والتجهيز والتدريب إلا به.. مشيراً بقوله : من لبى نداء الله وأنفق في سبيله فقد نجح في الاختبار وفاز وربح في الدنيا والآخرة ومن تقاعس وبخل واستغنى فقد ألقى بنفسه إلى التهلكة وفي عدم الإنفاق والبخل خسران أيمّا خسران وقال سبحانه ﴿ها أَنتُم هؤُلاءِ تُدعَونَ لِتُنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَن يَبخَلُ وَمَن يَبخَل فَإِنَّما يَبخَلُ عَن نَفسِهِ وَاللَّهُ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَراءُ وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم﴾ .
ولفت العقاري إلى أن الإنسان جبل على حب المال قال تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} وهنا يُختبر المسلم في دينه وقوة إيمانه عندما يدعى إلى الإنفاق في سبيل الله موضحاً أن من لبى نداء الله وأنفق في سبيله فقد نجح في الاختبار وفاز وربح، ومن تقاعس وبخل واستغنى فقد ألقى بنفسه إلى التهلكة ..