-وكأن أمانة العاصمة صنعاء ومسؤوليها “الأشاوس” قد استكملوا معالجة كل المشاكل والسلبيات المتفشية في كل حي وزقاق من العاصمة ولم يتبق أمامهم غير أكشاك الصحف والمجلات التي تسيء-في ظنهم- إلى المظهر الجمالي للمدينة، ليباشروا هدمها وتخريبها بلا هوادة.
– ما أقدم عليه مسؤولو مديرية معين، بحق كشك مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر الواقع تحت جسر السنينة وتخريبه بتلك الطريقة الهمجية، أمر مخجل ومعيب ولا ينسجم بأي حال من الأحوال مع قيم وأخلاق المسؤولية الوطنية ولا مع الأداء الراقي الذي يسطره أبطالنا الميامين في جبهات الشرف والبطولة.
-بدون سابق إنذار وبلا أي مسوغات قانونية أو حتى منطقية، أقبل مسؤولو مكتب الأشغال وقيادة مديرية معين بجرافاتهم ومعاول الهدم والتحطيم إلى كشك البراق التابع لمؤسسة الثورة وقاموا بتخريبه على محتوياته من الصحف والمجلات وكل وسائل وأدوات التثقيف والتنوير للمجتمع، في تعدٍ صارخ على الصحافة والإعلام والرأي وحرية الكلمة وكل معنى جميل وبدوا وكأنهم ينتقمون من هذه القيم الفاضلة التي تمثل مرآة المجتمع.
-ليت أن الأمانة المتخمة بالمسؤولين المعتّقين من عهد عاد وثمود وبعشرات الوكلاء ومئات المدراء والمختصين ،تعمل بكل هذه الجدية والحزم في رفع المخلفات من القمامة المكدّسة في كل شارع وحي وفي الجزر الوسطية وفي كل ما يمكن أن تقع عليه عيون الناظرين، ليتهم يؤدون مسؤولياتهم في تقديم الخدمات للمواطنين من توفير المياه وتعبيد الطرق وإزالة الحفريات وكل ما هو منوط بهم بنفس الحماس والصرامة التي يبدونها في جباية الأموال وملاحقة الباعة الجائلين وفرض الأتاوات قبل أن يضيفوا إلى بطولاتهم مهمة هدم الأكشاك الخاصة بالصحف والمجلات التي لطالما عملت على مواراة سوءاتهم ومداراة عيوبهم والتغطية على ممارساتهم وجوانب قصورهم وما أكثرها.
-تعمل مؤسسة الثورة للصحافة جاهدة -رغم كل الصعوبات والتحديات الناجمة عن العدوان والحصار وتبذل جهودا مضاعفة -على إقامة الأكشاك من أجل إيصال الصحف والمجلات للقراء وإتاحة خدمة الاطلاع على مستجدات الساحة وجرائم العدوان لأكبر قاعدة ممكنة من الجماهير، لكن ذلك – كما يبدو – لم يعجب المسؤولين فقرروا مناصبتها العداء وشن حروب شعواء على الأكشاك والصحف.
-على قيادة أمانة العاصمة اليوم أن تسارع إلى تقديم الاعتذار وإعادة بناء كشك الثورة ودفع التعويضات عن الخسائر والأضرار الناجمة عن عملية الهدم الهمجية، وكفّ خطابها ومضايقاتها لأكشاك المؤسسة في عموم المديريات، قبل أن تحل عليهم لعنة صاحبة الجلالة وحملة الأقلام.
-في العام 2000م تطاول عبد المجيد الزنداني على الصحافة والصحفيين وكان يومها في ذروة مجده ومكانته، ولم يذق بعدها طعما للسعادة والاستقرار وانتهى به الأمر إلى ما بات معلوما للجميع “إن ذلك لعبرة لأولي الألباب” واللبيب تكفيه الإشارة.. والله المستعان على ما تصفون.