أكد أن "لا أمريكا ولا مجلس الأمن يمكن أن يغير شيئاً مما يكتب في اليمن اليوم"
نصرالله: الانتصارات في اليمن صنعها قادة ومقاتلون يمنيون ونصرٌ إلهي لليمن
نقبل العقوبة ونعتبرها تضحية في سبيل موقفنا الإنساني والأخلاقي تجاه الشعب اليمني
الثورة / بيروت / سبأ
جدد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله، تأكيده على أن موقفه من العدوان على اليمن واضح منذ بدء الحرب قبل 7 سنوات.. وقال: «نحن نقبل العقوبة ونعتبرها تضحية في سبيل موقفنا الإنساني والأخلاقي تجاه الشعب اليمني».
وفي كلمة متلفزة بثها تلفزيون المنار مساء أمس الخميس، بمناسبة يوم شهيد حزب الله، أشار السيد نصر الله إلى أن السعودية صرفت مئات المليارات من الدولارات في الحرب على اليمن وفشلت.. مؤكدًا أن تداعيات معركة مارب ستكون كبيرة جدا في اليمن والمنطقة.
ونفى السيد نصرالله ما قيل بأن الإيرانيين قالوا للسعودية، اذهبوا إلى حزب الله كي يتوسط لكم مع أنصار الله.. لافتًا إلى أن الإيرانيين قالوا للسعوديين في بغداد، تكلموا مع أنصار الله ونحن لسنا معنيين بالتفاوض عنهم.
وقال «السعودية تتصور أن حزب الله يقود الجبهات في اليمن وهذه أوهام في أوهام».. مؤكدًا أن الانتصارات في اليمن صنعها قادة ومقاتلون يمنيون وعقول يمنية وإيمان وحكمة يمانية ونصرٌ إلهي لليمن.
وأضاف «السعودية لا تصدق أن اليمنيين يصنعون الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية رغم أن هذا هو الواقع».. مشيراً إلى أن طريق السعودية لتنتهي من موضوع اليمن هو فقط، وقف إطلاق النار ورفع الحصار والذهاب إلى المفاوضات السياسية.
وأكد السيد نصرالله أنه لا أمريكا ولا مجلس الأمن ولا افتعال الأزمات يمكن أن يغير شيئا أو يبدل حرفا مما يكتب في اليمن اليوم.
ولفت السيد نصر الله إلى أنه «أمام كل ما يجري في المنطقة تجدون أن العدو الإسرائيلي يعمل ألف حساب للبنان، وفي مواجهة المشروع الأمريكي الذي استخدم المشروع التكفيري وانتصرنا في هذه المعركة».
وقال «زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق اعتراف عربي بهزيمة المشروع الذي أنفق فيه مئات مليارات الدولارات العربية وهذه الزيارة إعلان الهزيمة».
ورأى أن «المناورات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة لأنهم قلقون، لأول مرة في تاريخ الكيان منذ أكثر من 70 سنة هناك من يخاف من لبنان».
وأضاف «مصطلح الجليل ومعركة الجليل أصبحت حاضرة وبقوة في الوجدان الإسرائيلي وفي الحسابات العسكرية لدى القيادات السياسية العسكرية ولذلك يُشيّدون الجدران ويقيمون مناورات شبه شهرية أو شبه فصلية ويضعون فرضيات وهي أن المقاومة في لبنان ستدخل إلى الجليل».
وتابع «لو كان هذا مجرد كلام إعلامي لما يحتاج الإسرائيلي هذا الجهد في الإنفاق والمناورات، هذا دليل على أن الإسرائيلي يثق جيدا بالمقاومة في لبنان وبصدق وعدها وبقدرة رجالها وعلو شأنها وأهمية عقولها الاستراتيجية ويتصرف على هذا الأساس ولا يستهين».
وأكد السيد نصرالله أن «الدول التي تطبع مع الكيان لن تستطيع أن تحمي لا احتلاله ولا أسواره ولا قلاعه من رجال المقاومة في لبنان وفلسطين وفي كل المنطقة». ولفت السيد نصرالله إلى أن «النفوذ الأمريكي لا يزال موجودا في لبنان وما يريده الأمريكي يتم الخضوع له أحيانا وأحيانا لا يتم الخضوع له».
وأضاف «نحن في لبنان لا نتحدث عن خروج لبنان بالكامل من الهيمنة الأمريكية ولا عن هيمنة أمريكية كاملة، نتحدث عن نفوذ ما وعن هيمنة ما تزال موجودة في مستويات متعددة على المستوى الرسمي والمؤسسات والمستوى الشعبي». وتابع «حتى الآن يمكن للبنان أن يقف على رجله ويرفض الإملاءات الأمريكية في ترسيم الحدود البحرية، نتحدث هنا عن أمر سيادي». واستشهد بأن هناك أمثلة كثيرة تؤكد أن «لبنان في دائرة الهيمنة والنفوذ المعينة هذه المعركة القائمة والتي لا نزال نخوضها والمعركة السيادية الحقيقة هنا».
وقال «نحن في حزب الله نطمح ونتطلع إلى قيام دولة مركزية وعادلة لكل أبنائها يتساوى فيها مواطنوها ودولة ذات سيادة وحرية حقيقية».. مؤكداً أنه «من أبسط تجليات السيادة والاستقلال هو رفض الإملاءات الخارجية».
واعتبر السيد نصرالله أن «ردة الفعل السعودي على تصريحات الأستاذ جورج قرداحي مبالغ فيها جدا وغير مفهومة ونفس هذه التصريحات، بل ما هو أشد منها قاله مسؤولون في العالم العربي وقاله الأمريكي والأمين العام للأمم المتحدة ولم نر أي رد فعل بسيط من المملكة السعودية».
وقال «السعودية تقول إنها تحكم بالإسلام وملكها يقول إنه خادم الحرمين الشريفين، في كل السنوات قامت جهات وشخصيات وجمعيات بشتم رسول الله وقام رؤساء وحكومات تلك الدول بحماية هؤلاء وتبني ما فعلوا ولم نر شيئا من السعودية».
وتساءل «هل ما اعتبروه إساءة لهم في كلام وزير الإعلام هو أخطر وأكبر وأشنع مما يقال عن النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟»، ولفت إلى أنه «من المفترض أن المملكة العربية السعودية تقدم نفسها أنها صديق للشعب اللبناني ولأغلب اللبنانيين وهي مشكلتها مع حزب الله، هل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؟».
وأوضح أنه «رغم كل الشتائم إيران لم تسحب سفيرها من لبنان ولم تطرد السفير اللبناني من إيران».. مؤكداً أن «حزب الله أيد موقف وزير الإعلام بأن لا يستقيل ورفضنا أن يقال».
واعتبر السيد نصر الله أن «أول الوهن استقالة الوزير شربل وهبة وخطوة الوزير بماذا قابلتها السعودية؟ لم تقابلها بشيء بل بمزيد من السلبية والمقاطعة وبمزيد من استهتار السفارة السعودية برئيس الحكومة ووزير الخارجية».
ورأى أن «الضغط السعودي هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان وليس مع حزب الله كحزب سياسي وبالتالي مع مشروع المقاومة في لبنان».. معتبرا أن «مطالب السعودية ومَنْ خلفها لا تنتهي في لبنان».
وقال «نحن نعرف الدور السعودي في حرب تموز والضغط السعودي على العدو الإسرائيلي لاستمرار الحرب».. مؤكداً أنه «لديهم مشكلة مع حلفائهم لأنهم يريدون منهم أن يقاتلوا حزب الله وأن يخوضوا حرباً أهلية في لبنان، وفي لبنان صنفان، إما أنهم لا يريدون حربا أهلية، أو أنهم غير قادرين على أن يقوموا بحرب أهلية».
وأوضح أن السبهان كان يعمل على حرب أهلية في لبنان عام 2017م، عندما اعتقلوا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.. وأن «الضغط السعودي هو جزء من المعركة مع المقاومة في لبنان وليس مع حزب الله كحزب سياسي وبالتالي مع مشروع المقاومة».
وحول الكلام عن هيمنة حزب الله على لبنان، قال السيد نصر الله «الكل في لبنان يعرف أن حزب الله لا يهيمن على لبنان، وبالتوصيف الواقعي في لبنان نحن لا ننكر أننا جهة مؤثرة ولنا وجودنا في الحكومة وفي مجلس النواب ونحن أكبر حزب في لبنان على المستوى السياسي والهياكل التنظيمية والجماهير الشعبية».
وقال السيد نصر الله «ببركة الدماء الزكية منعنا الحرب الأهلية في لبنان ومن جملة الإنجازات الحقيقية هو منع الإطباق الأمريكي على لبنان ومنع الهيمنة الكاملة على البلاد، ليكون في لبنان إمكانية أن يكون دولة ذات سيادة واستقلال وحرية، وهذا من إنجازات الشهداء».