الغليان الشعبي يتواصل في المحافظات الجنوبية المحتلة.. والمتظاهرون يستعيدون شعار «برّع يا استعمار»
قوات المرتزقة تواصل التنكيل بالمحتجين وإعلان حالات الطوارئ في عدن وحضرموت
تمزيق صور الملك سلمان في المكلا.. والمنحة السعودية لتشغيل محطات الكهرباء كذبة سوداء
الثورة /
تشهد مختلف المحافظات الجنوبية المحتلة غليانا شعبيا غير مسبوق ضد الاحتلال وأدواته واحتجاجا على تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية والخدمية وطالبت برحيل الاحتلال ومحاسبة حكومة الارتزاق.
ففي مدينة عدن تواصلت الاحتجاجات، أمس، لليوم الرابع على التوالي، بالرغم من إعلان حالة الطوارئ ونشر المزيد من التعزيزات الأمنية والعسكرية في شوارع المدينة.
وأفادت مصادر محلية بخروج مظاهرات في منطقة الممدارة وأخرى جوار ملعب 22 مايو، حيث قام المشاركون فيها بقطع الشوارع .. وذلك بعد ليلة دامية سقط فيها سبعة قتلى وجرحى.
ويخوض ما يسمى صيل العاصفة التابع للمرتزقة عمليات تنكيل بشعة بحق المحتجين في مديرية كريتر، حيث يتمركز. ونفذ خلال الأيام القليلة الماضية عمليات قتل وتعذيب وإخفاء قسري للعشرات. كما نفذت عناصره عملية مداهمة منازل واقتحامات واعتقال جرحى من داخل مستشفيات المدينة.
وفي شبوة اعتقلت قوات تابعة للإخوان عدداً من المواطنين من أبناء محافظة لحج، بالتزامن مع تظاهرات حاشدة شهدتها المحافظة -الأربعاء- رفضاً لممارسات قوات تحالف الاحتلال وأدواته ضد أبناء القبائل.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الأمن الخاصة اختطفت أربعة من أبناء «الحواشب المسيمير» قرب نقطة أمنية في مدينة عزان، كانوا مسافرين، واقتادتهم إلى سجونها السرية دون أي مبرر.
وجاءت عملية الاعتقال بالتزامن مع تظاهرات حاشدة شهدتها عدد من مديريات شبوة؛ تنديداً بانتهاكات قوات «هادي» بحق المواطنين واستمرار نهب إيرادات المحافظة النفطية التي يعاني أبناؤها من تدهور خدماتي واقتصادي.
وفي حضرموت أعلن محافظها البحسني أمس، حالة الطوارئ بالمحافظة، على خلفية الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ 5 أيام، نتيجة انهيار الأوضاع الخدمية التي تعصف بالمواطنين منذ قرابة 7 سنوات.
وتضمن إعلان البحسني حظر تجوال جزئي اعتباراً من أمس 16 سبتمبر 2021م، منذ الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة 6 صباحاً.
وكان متظاهرون غاضبون في محافظة حضرموت المحتلة مزقوا -في وقت سابق- صور الفار “هادي والملك سلمان” في الشوارع العامة بمدينة المكلا .
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، صورا تظهر عشرات المتظاهرين الغاضبين في مدينة المكلا أثناء قيامهم بتمزيق صور الرئيس المنتهية ولايته “هادي والملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان”.
وتأتي هذه الاحتجاجات والتظاهرت الشعبية في المحافظات الجنوبية المحتلة على خلفية تردّي الخدمات الحياتية وانهيار سعر صرف الريال وتفاقم أزمة الكهرباء. وبدا لافتا خلال تلك التظاهرات عودة شعار «برّع يا استعمار من أرض الأحرار».
كذبة سوداء
ووفقاً لمصادر مقرّبة من حكومة هادي، تحدثت إلى «الأخبار»، فإن «المنحة السعودية التي أعلنت مطلع العام الجاري لدعم قطاع الكهرباء بقيمة 420 مليون دولار، لم تكن إلّا منحة وهمية»، ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر مقربة من حكومة «المرتزقة» أن إعلان المنحة تم «على خلفية الضغوط الشعبية التي بدأت مطلع العام الجاري، وعمدت حكومة الفار هادي، بعد لقاء ممثّليها السفير السعودي محمد آل جابر، إلى الإعلان عن منحة وقود سعودية»، مستدركة أن «ما تمّ الاتفاق عليه واقعاً هو شراء الوقود من شركة أرامكو بسعر السوق السعودية وليس بسعر السوق الدولية»، مضيفة أن الجانب السعودي «اشترط آنذاك أن تتولّى حكومة الفار هادي نقل الشحنات النفطية إلى ميناء عدن لتزويد الكهرباء بها، بعد سداد قيمة كلّ شحنة مُقدَّماً لأرامكو عبر برنامج إعادة الإعمار». ولفتت المصادر إلى أنه «في أبريل الفائت، وصلت أوّل شحنة من الوقود السعودي المشترى نقداً من قِبَل كهرباء عدن»، مضيفة أن «القائمين على الشحنة تفاجأوا بوصول مسؤولين سعوديين زعموا أنهم من لجنة خاصة من برنامج إعادة الإعمار الذي يرأسه السفير آل جابر لاستقبال أوّل شحنة من المنحة الوهمية السعودية، وأطلقوا تصريحات بأن هذه الشحنة ستنهي معاناة سكّان المدن الجنوبية اليمنية الساحلية من حرارة الصيف هذا العام». وتابعت أن «المستور انكشف في يونيو الماضي عندما رفضت لجنة إعادة الإعمار طلباً بتزويد كهرباء عدن بالوقود، وطالبت حكومة الفار هادي بسداد قيمة الشحنة الثانية، المقدّرة بخمسين ألف طن من مادة الديزل (السولار) لأرامكو مقدَّماً وبسعر السوق السعودية، كون اللجنة تقوم بالتنسيق بين الجانبين ولا وجود لأيّ منحة سعودية مجّانية في الواقع». لكن حكومة الفار هادي لم تجد مبرّراً للتراجع عن ادّعاءاتها السابقة، فاستمرّت في الشكر والثناء على الملك سلمان ونجله محمد، على «ما قدّماه من دعم ومساندة لها» في كلّ اجتماعاتها الافتراضية، ونتيجة لذلك وجدت نفسها أمام مواجهة مع سكّان المحافظات المحتلة الذين طالبوها بالوفاء بالتزاماتها وإنقاذ قطاع الكهرباء قبل توقّفه كلياً، إلّا أن مناشدات هؤلاء لقيت آذاناً طرشاء، ليتوقّف القطاع بالفعل، وينفجر الوضع الشعبي أخيراً.