تصاعد الصراعات بين مرتزقة العدوان في عدن وتحشيد في أبين وغليان شعبي في حضرموت
حروب فصائل ومليشيات العدوان المتناحرة تضع المحافظات الجنوبية والشرقية على وشك الانفجار
توتر متصاعد بين فصائل المرتزقة في شبوة ومطالبات بمحاكمة الفاسدين في حضرموت
الشيخ الحريزي يكشف عن تجنيد جواسيس لصالح بريطانيا في المهرة.. وبن ياقوت يندد بممارسات الاحتلال في سقطرى
الثورة / متابعات
في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي في المناطق والمحافظات المحتلة إزاء تردي الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات وارتفاع الأسعار والانهيارات المتواصلة للعملة الوطنية، تواصل فصائل المرتزقة من أدوات وعملاء العدوان والاحتلال، التحشيد والاستنفار لمقاتليهم استعداداً على ما يبدو لجولة دموية جديدة بينهم.
ففي مدينة عدن المحتلة، تتواصل منذ أيام احتجاجات العسكريين أمام البنك المركزي بمحافظة عدن للمطالبة بصرف مرتباتهم.
ومنع المحتجون عملية إدخال السيولة النقدية والإيرادات للبنك المركزي مؤكدين أنهم سيواصلون عملية التصعيد بالاحتجاجات حتى تصرف مرتباتهم للأشهر الماضية.
ويقول المحتجون إنهم يعانون ظروفاً معيشية صعبة جراء توقف صرف مرتباتهم لثمانية أشهر..كما أصبحت الاحتجاجات الجماهيرية مشهدا مألوفا في عدن والمدن الرئيسية في المحافظات الجنوبية الخاضعة للعدوان تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية وغالبا ما تقابل هذه الاحتجاجات بالقمع من قبل مليشيات الفار هادي ومرتزقة الانتقالي.
وشهدت معظم أسواق الأسماك في مختلف مديريات محافظة عدن غيابا لأنواع كثيرة من الأسماك في ظل ارتفاع جنوني لأسعارها وظروف معيشية صعبة يمر بها المواطنون.
ووصلت أسعار بعض أنواع الأسماك من النوعية المتوسطة كالعربي والبياض والغويزي إلى حوالي 11 ألف ريال يمني في أسواق المحافظة للكيلو جرام الواحد.
وتعاني محافظة عدن المحتلة من موجة غلاء حاد في أسعار الدواجن والأسماك فضلا عن اللحوم الحمراء جاءت نتيجة السياسات المالية الخاطئة للمسؤولين المرتزقة وانهيار أسعار الصرف.
إلى ذلك استنفرت مليشيات حكومة الارتزاق وحزب الإصلاح أمس الأربعاء، كل مقاتليهم في خطوط التماس مع مرتزقة الانتقالي في محافظة أبين.
وأفادت مصادر قبلية في مديرية احور، وهي أهم معاقل الإصلاح التي تم إسقاطها مؤخرا، بانسحاب مفاجئ لما يسمى قوات الأمن الخاصة من المديرية إلى خارجها.. وأكد قائد هذا الفصيل الأمني، المدعو صالح المحضار، عملية الانسحاب، مشيرا إلى أنه تم بناء على توجيهات عليا ويهدف للترتيب لحملة عسكرية لم يحدد نطاقها.
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع تحركات لفصائل الإصلاح في مناطق مختلفة جنوب اليمن وتحديداً في الساحل الغربي وصولاً إلى الصبيحة، وجميعها تأتي بموازاة تحركات إماراتية للتصعيد عبر الفصائل الموالية لها في المجلس الانتقالي وأخرى بقيادة المرتزق طارق عفاش.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه التحركات ضمن مخطط لتوسيع نطاق سيطرة هذه القوى أم فرض واقع جديد بغية خلط الأوراق الدولية الداعية للسلام.
إلى ذلك تصاعدت حدة التوتر في محافظة شبوة، أمس الأربعاء، عقب اعتراض زوارق حربية إماراتية قوارب صيد بالقرب من منشأة بلحاف التي تتخذها قوات الاحتلال الاماراتية قاعدة لها، وذلك في أعقاب تهديد أطلقه “محافظ الإصلاح” هناك محمد بن عديو بذكرى سيطرة فصائل الحزب على المحافظة النفطية.
وكشفت مصادر قبلية عن اتصالات مكثفة مع الجانب الإماراتي لإطلاق سراح الصيادين المعتقلين، موضحة أن القوات الإماراتية في بلحاف أبلغت القبائل بأن التحقيقات كشفت عن محاولة الإصلاح اختبار الحماية الأمنية لبلحاف تمهيداً لهجوم بحري كما وعدت بإطلاق الصيادين بعد تعهد بعدم العودة.
وتعد التطورات الأخيرة في شبوة، بحسب مراقبين ضمن خارطة صراع جديدة بدأت كرتها تتدحرج في المناطق الجنوبية وصولاً إلى الساحل الغربي وتنذر بانفجار معركة واسعة يحاول من خلالها كل طرف توسيع مناطق سيطرته قبل فرض واقع جديد على الأرض ينهي طموحه بالمناورة مستقبلا.
وفي محافظة لحج التي تعد بؤرة خلاف رئيسية بين مرتزقة الرياض والإمارات كثفت فصائل الإصلاح، أمس، تحركاتها في المديريات الغربية للمحافظة بهدف فصل هذه المناطق الاستراتيجية عن مناطق سيطرة مليشيات الانتقالي المدعوم إماراتيا، وفي خطوة قد تشعل حرباً هناك.
وأكدت مصادر محلية تكليف مرشد الإصلاح في تعز، المدعو عبده فرحان سالم، للسلفي عدنان رزيق القميشي، بتولي قيادة القوات في باب المندب ، مشيرة إلى أن تسليم القميشي دفة قيادة الفصائل المنتشرة في الصبيحة يهدف لاستقطاب الجماعات السلفية التي تم توطينها في هذه المنطقة عبر 3 مراكز دينية أنشئت خلال السنوات الماضية للمساهمة بتمرير أجندة الإصلاح ، المدعومة خارجيا، للسيطرة على المناطق المطلة على خليج عدن ومضيق باب المندب.
وكان الإصلاح دشن العام الماضي محوراً عسكرياً جديداً باسم “طور الباحة” ولا يخضع إداريا لقوات هادي، رغم تسلمه مرتبات من محور تعز.
وتزامن تسليم القميشي ملف المديريات الغربية لمحافظة لحج مع بدء تسويق الحزب ملف إعلان الصبيحة إقليماً منفصلاً عن محافظة لحج ..
وجاءت الدعوة على لسان أبرز مرجعيات القبائل هناك، فريد المرجحي، الذي أكد إجماع مشائخ الصبيحة على ضرورة إعلانها إقليماً مستقلاً ضمن دولة اليمن الاتحادية والتي يسوق لها الإصلاح.
وتعد الترتيبات في الصبيحة التي تنتشر في مديريات رأس العارة والمضاربة وطور الباحة وصولا إلى الشريجة وكرش ضمن خطة يسعى من خلالها الإصلاح للسيطرة على كامل مناطق الساحل الغربي وصولا إلى الجنوب وبما يمكنه من تطويق باب المندب خصوصا وأن هذه التحركات تأتي بموازاة تحركات للزحف صوب معاقل طارق عفاش بالمخا.
ويستغل الإصلاح حالة الصراع المعمق بين قبائل الصبيحة مع مرتزقة الإمارات الانفصالية لسحب بساط أهم المناطق الاستراتجية.
وغير بعيد عن المشهد المتوتر في المناطق المحتلة والخاضعة لقوى العدوان تصاعدت مؤخرا الأصوات الشعبية في حضرموت المطالبة بمحاكمة المسؤولين الفاسدين.
وطالبت لجنة خريجي النفط الحضارم بإحالة كافة الفاسدين والمتورطين في صفقة التوظيف بشركة النفط إلى محكمة الأموال العامة والمحكمة الإدارية والجهات القضائية ذات العلاقة.
واتهمت اللجنة في بيان لها مكتب الخدمة المدنية في ساحل حضرموت بالفساد في مجال التوظيف بشركة النفط وحرمان الكفاءات.
ودعا البيان إلى إيقاف ما وصفه بالعبث والتلاعب الذي يُمارس في مكتب الخدمة وشركة النفط.
وحذر من الالتفاف والتلاعب والنكاية بحق خريجي النفط في التوظيف بشركة النفط وكل فروع وأقسام وزارة النفط والمعادن، حتى وإن كانت وظائف إدارية بحتة باعتبارهم الأولى من غيرهم وفقاً للقانون وآليات التفاضل والتنافس.
وجاء بيان لجنة خريجي النفط الحضارم غداة استقالات جماعية لمدير مكتب الخدمة في ساحل حضرموت ومدراء الإدارات في المكتب، على خلفية ما اعتبروها حملة تشويه وتشهير من قِبل وزارة الخدمة ومن وصفوهم بـ”ضعاف الأنفس” على مواقع التواصل الاجتماعي ضدهم.
وكان وزير الخدمة المدنية والتأمينات في حكومة المرتزقة عبدالناصر الوالي وجَّه -مطلع أغسطس الجاري- بإحالة مدير مكتب الخدمة المدنية “حسين السمين” ومدير إدارة التوظيف في المكتب “مبارك عمر الحيقي” و”مها عوض دوبل” مدير إدارة الأجور والموازنة في المكتب، للتحقيق بعد إصدارهم فتوى بالتعيين في شركة النفط في الساحل لعدد 233 شخصاً وإصدار 19 فتوى توظيف بالبدل بصورة مخالفة للقانون.
وكانت مصادر إعلامية كشفت -أواخر يونيو الماضي- عن فضيحة فساد جديدة لحكومة المرتزقة والسلطة المحلية في محافظة حضرموت.. متهمة وزير النفط والمعادن “عبدالسلام باعبود” والمحافظ “فرج سالمين البحسني” باستغلال مناصبهم وتوظيف أشخاص بالمحسوبية وتجاهل الكفاءات وأصحاب المؤهلات.
وأشارت المصادر -نقلاً عن موظفين في شركة النفط بساحل حضرموت- إلى مساعٍ تجريها الشركة لتوظيف أكثر من خمسين شخصاً، إضافة إلى المتعاقدين السابقين الذين لم يتم تثبيتهم حتى اللحظة..
لافتة إلى أن التوظيف الجديد شمل أقرباء الوزير “باعبود” وعددهم نحو 25 شخصاً وكذا 9 موظفين من حصة المحافظ “البحسني”، فيما توزعت البقية على وكلاء المحافظة ومدراء العموم في السلطة المحلية بما يقارب 27 موظفاً وغالبية الموظفين الجدد عديمو الخبرة ومؤهلاتهم لا تتعدى الأساسية، إن لم تكن أقل من ذلك.
على صعيد متصل، كشف رئيس لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة الشيخ علي سالم الحريزي، عن تجنيد القوات البريطانية جواسيس وفتح قنوات استخباراتية لصالحها في المحافظة.
وأكد الشيخ الحريزي في المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس الأربعاء في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة، أن القوات السعودية هي حجر الأساس في وصول القوات الأجنبية إلى المهرة.
وأوضح الحريزي أن القوات السعودية قامت بتشكيل مليشيات من قبائل المهرة وخارجها وعملت على تدريبهم وتمويلهم لمواجهة الأحرار في المحافظة، متهما السعودية بممارسة الامتهان لقبائل المهرة التي أغرتها بالتجنيس.
وبين أن النظام السعودي يشن حربا على اليمنيين، التي كان آخرها ما تعرض له المغتربون اليمنيون من طرد في المدن السعودية، معتبرا أن تحالف السعودية والإمارات عدائي ضد اليمن وضد ما أسماها “الشرعية”.
ودعا رئيس اعتصام المهرة بريطانيا إلى أن تعي كل التجارب النضالية ضد المستعمرين والمحتلين، لافتا إلى أنه في 2019 خرج الجنود الأمريكيون من المهرة إلى المكلا وحلت مكانهم قوات بريطانية.
وبين الحريزي في المؤتمر الصحفي أن وصول قوات بريطانية إلى المهرة، يمهد لوصول قوات بريطانية أخرى في المستقبل، متوعدا الاحتلال الأجنبي بالمقاومة بشتى الوسائل ومعه كل اليمنيين.
وشدد الحريزي على مواصلة التصعيد ضد كل القوات الأجنبية، مشيداً بالإجماع الشعبي الذي شهدته المحافظة في المهرجان الجماهيري الأخير.
من جانبه أكد شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى، أن معاناة المواطنين تزداد سوءاً جراء الممارسات السعودية الإماراتية في الجزيرة.
وأوضح الشيخ عيسى سالم بن ياقوت في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس أن الإمارات جندت العديد من الضباط والجنود في سقطرى، وتقوم بنقلهم على متن طائراتها لتدريبهم في أبوظبي.
ولفت الشيخ بن ياقوت إلى أن السعودية والإمارات مجرد أدوات بيد الأمريكيين والبريطانيين في اليمن.