عند قراءتك لهذا العمود لا تذهب بعيداً فتعتقد أنني أدافع عن الاتحاد أو أدافع عن مساعد المدرب، وإنما أدافع عن السلوكيات والضوابط والتمسك باللوائح والأنظمة وقواعد التعامل وفق الصلاحيات المتاحة والممكنة.. الكثير منا عندما سمع بتعيين الكابتن علي النونو مساعدا لمدرب منتخب الناشئين استبشر خيراً وهلل فرحا بالتوجه العملي والعلمي والتوجه الذي اتخذه الاتحاد اليمني لكرة القدم، المتضمن الاستعانة بالكوادر اليمنية الشابة المؤهلة تأهيلاً علمياً ورياضياً، وإتاحة الفرصة لرياضيين قدموا ريعان شبابهم وقوة عطائهم في ميادين الكرة اليمنية محليا ودوليا، واكتسبوا خبرات وقدرات كبيرة تسمح لهم بعد الصقل والتأهيل بالعمل في مجال التدريب والتأهيل ومواكبة التطورات الحديثة في مجال الكرة المستديرة “كرة القدم”، واللحاق بالمنتخبات العربية والدولية عبر المشاركات الفعالة والمنافسة على الصدارة وتحقيق الإنجازات المشرفة واحتلال المراكز المتقدمة بالاستعانة بالخبرات والكوادر اليمنية بدلا من الأجنبية.. لكن يظل المثل الشعبي “قلاّيتي وإلا الديك” قائما ومتحكما في أفكار وتوجهات القائمين على اتحاد كرة القدم.
في الأشهر الماضية قرأنا التصريحات التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي “سوشيل ميديا” حول تمسك الكابتن على النونو باختياراته وانتقائه للاعبين ورفضه لأي تدخل سواءً من الاتحاد أو من المقربين من الاتحاد.. ثم تصريحات الاتحاد بتجاوز النونو للخطوط الحمراء، باعتباره مساعد مدرب وأن دوره ينتهي عند ترشيح الأسماء أما الاختيار فإنه من صلاحية المدرب “الكابتن” قيس، وصولا إلى توتر العلاقة بين الاتحاد ومساعد المدرب وانتشار شائعات إقالة النونو لأسباب غير منطقية تتعلق بالانتقاء والتصريح برفض الوساطة والمحسوبية والتدخل في الاختصاص، في حين كان بإمكان الاتحاد وضع حلول لهذا الاختلال والتعامل بحكمة ومسؤولية مع مكانة وقدرات المدرب الصاعد “النونو”، لتتصاعد الأزمة بين الاتحاد ومساعد المدرب بمضاعفة التصريحات من قبل الأخير وتقديمه الاستقالة والرد من الاتحاد بأنه سبق إقالته، ثم عقد مؤتمر صحفي لمساعد المدرب ومضاعفة الأزمة بينه وبين الاتحاد، ومساهمة البعض في توتر العلاقة بينهم وتغيير مسار العمل الرياضي “الروح الرياضية العالية المشحونة بالأخلاق والمبادئ والسلوك الحميد” إلى مسار بعيد تماما عن أخلاقيات الرياضة وقريب جدا من السلوك السياسي “الغاية تبرر الوسيلة”، ومع هذا المشهد المؤلم لما آلت إليه الرياضة اليمنية كنت أتمنى أن يضع الكابتن علي النونو نفسه في مكان بعيد عن الصراعات والتحديات خصوصا وانه في بداية مشواره التدريبي والكثير كان متفائلاً بمستقبل زاهر وعطاء كبير كان ينتظر منه، إلا أن انجراره وراء عاطفة محبيه وتسرعه في صعود سلم الشهرة “من وجهة نظري” أطاح به سريعا.. ولأن الموضوع مهم وله علاقة بمستوى المنتخبات الوطنية وعلاقة هذا المستوى بالصلاحيات الممنوحة للمدربين وحريتهم في اختيار اللاعبين وفق عناصر وشروط الانتقاء، سوف اعمل على وضع مقترح لوزارة الشباب والرياضة – الدراسات والبحوث، بتنظيم ندوة علمية، نتطرق من خلالها إلى عنصرين هامين، الأول: أهمية منح الصلاحيات الكاملة للمدرب وعلاقتها بالنجاح والتقدم، والعنصر الثاني الانتقاء واختيار اللاعبين وعلاقته بتحقيق الإنجازات وحصد الميداليات.
تعاريف هامة: المدرب: “شخص له كاريزما خاصة يستخدم خبراته التي اكتسبها من دورات خاصة ليكوّن مجموعة متناسقة ومنظمة من اللاعبين في فريق واحد وفق خطة لعب معينة تساعدهم على تطوير قدراتهم وتحقيق الفوز”.. المدير الفني: أشمل وأكمل من مصطلح المدرب، فالمدير الفني عبارة عن تطور لمصطلح المدرب قديما، أيضا المدير الفني يكون رأس الهرم للعديد من المسميات الوظيفية التي تقع تحت إمرته على عكس المدرب الذي كان يقوم بكل هذه المهمام لوحده وهم: المدرب العام “: هو الشخص الذي يقوم بالإشراف على التدريبات ويحدد أشكال التدريب المطلوبة الفنية والبدنية كل هذا تحت إمرة المدير الفني وهو بالأغلب تابع للمدير الفني في حله وترحاله وينوب عن المدير الفني في كل شيء إذا غاب.. مساعد المدرب العام: في العادة يكون من المدربين الشباب من أبناء النادي ومعتزلاً حديثا ولديه الرغبة في ممارسة التدريب مستقبلا وتكون مهمته التعلم والاستفادة من الخبرات.