السيد عبد الملك الحوثي: أحداث أفغانستان درس كبير وخسارة لمن يعتمدون على أمريكا
استيلاء طالبان على أفغانستان نتيجة طبيعية لسياسة واشنطن
حسن نصر الله: من يراهن على الضمانات الأمريكية من اللبنانيين فليضع أمامه صورة أفغانستان
أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في تعليقه على الأحداث التي جرت في أفغانستان في كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية أنه مهما تكن الخلفيات لما يجري في أفغانستان، ومهما يكن هناك من تفسيرات لطبيعة ما يجري، إلا أن النقطة المهمة في طبيعة ما يجري هناك أنه بات واضحاً فشل الاحتلال الأمريكي المباشر، أن أمريكا فاشلة، وعاجزة من أن تتمكن من الاحتلال المباشر والسيطرة المباشرة على بلد من بلدان أمتنا، وأن هذه المسألة واضحة، وتجلت بشكلٍ أكثر وضوحا في أفغانستان ؛ لهذا لجأ الأمريكان وقواته إلى الانسحاب المباشر، وبالتأكيد أن لديه خططاً بديلة، لتغذية المشاكل والحرب الأهلية في داخل أفغانستان.
وأن الأحداث التي جرت في أفغانستان -فيها درس كبير، ويقدم الصورة الحقيقية لعجز أمريكا، وضعف أمريكا- ليست كما يتصورها البعض.
الثورة /خاص
كما يقدم أيضاً درساً كبيراً لخسارة من يعتمدون على أمريكا أن نهايات أمرهم هي الخسران، والفشل، والضياع، فهو درس مهم جداً في هذه المرحلة في داخل بلدان أمتنا.
وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له حول أحداث عكار في لبنان: إن التطورات التي جرت في أفغانستان، إنه “إذا صحّ الاتفاق مع حركة طالبان، فهذا يعني أن واشنطن خانت أصدقاءها وطعنتهم”.
واعتبر نصر الله أن “من يراهن على الضمانات الأمريكية من اللبنانيين، فليضع أمامه صورة أفغانستان”.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن “الولايات المتحدة تركت ملايين الأفغان جائعين وعطشى ومشرَّدين”.
روسيا
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب فشل في محاولته فرض رؤيته للديمقراطية على المجتمع الأفغاني متجاهلا تقاليد.
وأشار لافروف في كلمة ألقاها في جامعة البلطيق الفيدرالية في مدينة كالينينغراد، أمس الثلاثاء، إلى عدم نجاعة محاولات فرض أنظمة حكم غريبة على المجتمع الأفغاني، قائلا: “نعرف أفغانستان جيدا فقد تأكدنا من صحة ما قلته، إذ أننا نعرف مكونات هذا البلد ومدى ضرر محاولات فرض هذه الأشكال أو تلك من أنظمة الحكم عليه. وها هم الأمريكيون حاولوا صنع ما سموه الديمقراطية هناك”.
وذكر الوزير أن هذه المحاولة كان محكوم عليها بالفشل، موضحا:
“من الحماقة في ظل هذا الوضع التظاهر بأنه من الممكن إرغام الشعب الأفغاني على أن يعيش وفقا للقوانين التي يتبعها الغرب، فلم يكن هذا سوى محاولة جديدة لفرض قيم معينة على سائر العالم في تجاهل تام للتقاليد التي تعيش في ظلها دول أخرى على امتداد عصور. وكان هذا هو الخطأ الأكبر بحسب اعتقادي”.
ووصف الوزير الروسي الوضع في أفغانستان التي وقعت بالكامل تحت سيطرة حركة “طالبان”، وسط الانسحاب المتعجل للولايات المتحدة والناتو من هذا البلد بـ “الانهيار”.
وأشار لافروف إلى أن ما حدث هناك يمثل دليلا جديدا على أهمية الجهود المشتركة بين دول لتسوية “العديد من الصراعات والأزمات الإقليمية في العالم”.
وعزا لافروف بعض القرارات غير المدروسة للزعماء الغربيين إلى أفول نفوذهم الماضي: “هذه الخطوات الغربية الحادة في بعض الأحيان ستتواصل للأسف، ذلك أن الغرب يفقد هيمنته وتسقط من يده خيوط التحكم بشؤون العالم. إنه شيء مؤلم وهناك رغبة.. في الحفاظ على هذه الهيمنة بخطوات ومبادرات جديدة ذات طابع عدواني”.
من جهته أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، أن ما يجري في أفغانستان واستيلاء طالبان على كابل، كان نتيجة طبيعية، على خلفية سحب قوات الناتو ووحدات الجيش الأمريكي من هناك.
وأضاف غروشكو: “يوغوسلافيا وليبيا، والآن أفغانستان. هل يمكن أن تكون التوقعات مختلفة؟ … لقد تم إنفاق تريليون من الدولارات وتحولت إلى هباء منثور”.
وأشار غروشكو إلى أنهم تحدثوا في الناتو على مدى 20 عاما، عن صلابة وقوة “التلاحم عبر الأطلسي ومراعاة رأي كل عضو في الحلف: قدمنا إلى هنا معا، ونرحل معا. ها هي واشنطن قالت كفى، وعلى الفور ظهر كل التضامن عبر الأطلسي على حقيقته”.
وشككت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في صحة تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن حول تحقيق الأهداف بأفغانستان، مذكرة بأن أهم الأهداف كانت تنحصر في ردع حركة طالبان.
وكتبت زاخاروفا على حسابها في “تلغرام”: “لقد قالوا كثيرا في واشنطن إنه تم تحقيق أهدافهم في أفغانستان. وأريد أن أوضح شيئا هنا. عندما يبدأ المسؤولون الأمريكيون، وبسهولة غريبة، أن يتخيلوا “الأهداف” ويذكرونها، يجب أن نتساءل: من الذي حدد هذه الأهداف وكيف”.
وذكرت أنه تم في عام 2001م إنشاء القوات الدولية لمساعدة الأمن وهي القوات الدولية بقيادة حلف الناتو التي عملت في الأراضي الأفغانية.
وأضافت: “تم إنشاؤها في 20 ديسمبر عام 2001م بقرار من مجلس الأمن الدولي. وقال القرار الدولي رقم 1386 بوضوح أن هدف القوات الدولية لمساعدة الأمن هو تقديم مساعدة للسلطة الأفغانية المؤقتة في ضمان الأمن في كابل والمناطق المحيطة بها، لكي يكون بإمكان السلطة أفغانية المؤقتة وموظفي الأمم المتحدة أن يعملوا في ظروف أمنة”.
الدوما الروسي
وتابعت أن مجلس الأمن الدولي اتخذ في أكتوبر عام 2003م قرارا حول توسيع عمل البعثة إلى خارج كابل. وقالت: “كان التوسيع يتم تدريجيا وتم إكماله في أكتوبر عام 2006م عندما تولت القوات الدولية المسؤولية عن ضمان الأمن في الأراضي الأفغانية كلها. وكانت زيادة تعداد الوحدة في أفغانستان تهدف إلى ردع نشاط حركة طالبان (المحظورة، المدرجة على قائمة التنظيمات الإرهابية في روسيا) ومنح الأفغان الوقت للسيطرة على بلادهم. ويمكنك حاليا أن تستنتج ما إذا كانت الأهداف قد تحققت أم لا”.
كما وصف رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشسلاف فولودين، أن الوضع في أفغانستان شكل انهياراً للسياسة الخارجية الأمريكية، وأشار إلى أن تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان، انتهى بمأساة إنسانية.
ونقلت وكالة أنباء “سبوتنيك” أمس الثلاثاء، عن فولودين، قوله: إن أكثر من 250 ألف مدني أفغاني لقوا حتفهم، نتيجة عمليات الجيش الأمريكي وقوات الناتو، ونشاطات الإرهابيين.. مؤكداً أن هذا الوضع، شكل انهيارا للسياسة الخارجية الأمريكية.
وأضاف: “انتهى تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان على مدى 20 عاما، بمأساة وكارثة إنسانية.. زاد عدد مختبرات المخدرات مئات المرات.. وتفشى الفقر بين السكان، وقتل أكثر من 250 ألف مدني نتيجة عمليات الجيش الأمريكي وقوات الناتو، ونشاطات الإرهابيين، ونحن نشهد اليوم انهيار السياسة الخارجية الأمريكية”.
ونوه رئيس مجلس الدوما بأن مستقبل أفغانستان، يبقى “غامضا ومبهما.”
وقال فولودين: “كل ذلك لا يمكن إلا أن يقلقنا.. تملك أفغانستان حدودا مع دول تعتبر من الشركاء الاستراتيجيين لنا.. وهي أقرب بكثير، من الحدود الأمريكية”.
من جهته حمل مبعوث الرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف الولايات المتحدة مسؤولية استيلاء حركة طالبان على الحكم في البلاد.
وأضاف كابولوف أَن ما شهدته كابل ليسَ عمليةً انتقاليةً وإنما هُو نتيجةٌ لفَشلِ واشنطن.. يأتي ذلك فيما أعلن المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا أن موسكو تراقب الوضع عن كثب مؤكدا عدم وجود سبب للذعر.
أوكرانيا
من جهته قال الصحفي الأوكراني إيغور غوجفا: إن “من يجب أن يتعظوا بما حدث في أفغانستان هم حكام أوكرانيا الحاليون الذين تطوعوا لمنازعة دولة كبرى نووية لإرضاء واشنطن متكلين على أقوال الأمريكيين بأن واشنطن لن تتركهم في حال من الأحوال “.
ومن الدروس التي قدمتها التجربة الأفغانية لحلفاء أمريكا في المؤسسة الحاكمة العليا الأوكرانية وفقا للصحفي الأوكراني، أن عليهم ألا يشاركوا في أعمال استفزازية يخطط لها الغرب ضد روسيا مثل مفاقمة الوضع في منطقة دونباس أو إرسال البوارج الحربية إلى شواطئ القرم لأن الرد قد يكون قويا جدا في حين لا يمكن أن يقدم الأمريكيون دعما يفوق الدعم الذي يقدمونه للحكومة الأفغانية الآن.
إيطاليا
علقت السيناتورة الإيطالية لوريدانا دي بيتريس زعيمة كتلة تيار “إيطاليا حية” على عودة حركة “طالبان” إلى السلطة في أفغانستان، منتقدة الحملة العسكرية التي خاضتها الدول الغربية في هذا البلد.
وفي تصريحات صحفية عبرت لوريدانا دي بيتريس، حول الأوضاع في أفغانستان في مجلس الشيوخ الإيطالي، عن قناعتها بأن “تصدير الديمقراطية بالقنابل حماقة شائنة.. قلنا ذلك منذ البداية وها هي الحقائق تؤكد ذلك بأكثر الطرق مأساوية في أفغانستان اليوم”.
وتابعت السيناتورة: “شهدنا عشرين عاما من الدماء والموت، وهدر مليارات المليارات لمجرد رؤية طالبان تعود إلى السلطة، وهي أفضل تسليحا من ذي قبل، والغرب بأسره مغطى بسمعة شائنة مستحقة، لن يتعافى منها بسهولة ولن تبقى دون عواقب”.
وأشارت دي بيتريس إلى أن “من واجب جميع الدول التي شاركت في المهمة الأفغانية الآن، الالتزام أخلاقيا أولا وقبل كل شيء، بحماية أولئك الذين تعاونوا مع تلك الدول وعائلاتهم، وإنقاذهم من انتقام طالبان”، بل “أن عليها أيضا استخدام أدوات السلام، أي التعاون والحوار والدبلوماسية، للدفاع عن جميع سكان أفغانستان قدر الإمكان، وبشكل خاص الأضعف والأكثر عرضة للخطر منهم: النساء والأطفال”.
أمريكا
لم تسلم السياسة الأمريكية من الانتقاد اللاذع حول خروج القوات الأمريكية من أفغانستان بهذه الطريقة التي جعلت من المدنيين الأفغان عرضة لتهديد غير واضح من قبل طالبان التي سيطرت على الأوضاع بسرعة خاطفة لم يتوقعها السيناتور الأمريكي بايدن حول إصدار هكذا قرار.
كما انهزمت أمريكا و انكسرت هيبتها الفارغة ، التي حاولت استحصالها على مدار عقدين من خلال احتلالها أفغانستان، بتكلفة بلغت 83 مليار دولار، ليصبح المستفيد النهائي من استثمار الاستعمار الأمريكي هو طالبان.
ووفق ما أفادت “سكاي نيوز”، أمس الثلاثاء معترفة بأن طالبان لم تستولى على القوة السياسية الأفغانية فقط، ولكن أيضا على القوة العسكرية والتسليحية التي قدمتها قوات الاحتلال الأمريكي الفاشل على “طبق من ذهب” للحركة، من البنادق والذخيرة والمروحيات.
واستولت طالبان على مجموعة من المعدات العسكرية الحديثة، عندما اجتاحت مراكز القوات الأفغانية التي فشلت في الدفاع عن مراكز المقاطعات.
وتبع ذلك مكاسب أكبر، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، عندما سيطرت طالبان على عواصم المقاطعات والقواعد العسكرية بسرعة مذهلة، وتصدرها الاستيلاء على أكبر جائزة، العاصمة كابل.
وأكد مسؤول دفاعي أمريكي، أمس الثلاثاء، أن تراكم طالبان المفاجئ للمعدات الأفغانية التي تركتها أمريكا بعد هزيمتها في أفغانستان “ضخم جدا”.
ويعد هذا التراجع نتيجة محرجة لسوء تقدير جدوى القوات الحكومية الأفغانية، من قبل الجيش الأمريكي، وكذلك وكالات الاستخبارات الأمريكية، التي اختارت في بعض الحالات تسليم مركباتها وأسلحتها بدلا من القتال.
وبينما يدرس المحللون العسكريون فشل الولايات المتحدة في إنتاج جيش وشرطة أفغانيين مستدامين وأسباب انهيارهما، تبدو الأبعاد الأساسية واضحة ولا تختلف عما حدث في العراق.
فالقوات كانت جوفاء، ومجهزة بأسلحة متفوقة ولكنها تفتقر إلى حد كبير للمكون الأساس وهو “الدافع القتالي”.
وقال جون كيربي كبير المتحدثين باسم وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الإثنين الماضي : “المال لا يستطيع شراء الإرادة. لا يمكنك شراء القيادة”.
وقال دوج لوت، وهو ملازم متقاعد بالجيش ساعد في توجيه استراتيجية الحرب الأفغانية خلال إدارتي جورج بوش وباراك أوباما، إن ما حصل عليه الأفغان من موارد ملموسة، يفتقرون إليه في الموارد غير الملموسة، وهي الأكثر أهمية.
وقال لوت: “خلال الحرب، العوامل الأخلاقية تهيمن على العوامل المادية.. المعنويات، والانضباط، والقيادة، وتماسك الوحدة، أكثر حسما من عدد القوات والمعدات. بصفتنا غرباء في أفغانستان، يمكننا توفير العتاد، لكن الأفغان فقط هم القادرون على توفير العوامل الأخلاقية غير الملموسة”.
على النقيض من ذلك، أثبت طالبان بأعداد أقل، وأسلحة أقل تطورا ولا قوة جوية، إنهم قوة متفوقة.
ومن بين ما يقرب من 145 مليار دولار أنفقتها الحكومة الأمريكية على محاولة إعادة بناء أفغانستان، تم تخصيص حوالي 83 مليار دولار لتطوير ودعم قوات الجيش والشرطة، وفقا لمكتب المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، وهو جهاز رقابي أنشأه الكونغرس وتتبع الحرب.
وبالإضافة لمبلغ 145 مليار دولار، أنفقت أمريكا 837 مليار دولار في خوض احتلال أفغانستان، التي بدأت بغزو في أكتوبر 2001م.
ويعتبر مبلغ 83 مليار دولار المستثمر في القوات الأفغانية على مدى 20 عاما، هو ما يقرب من ضعف ميزانية العام الماضي لكامل مشاة البحرية الأمريكية، وهو أكثر بقليل مما خصصته واشنطن العام الماضي لمساعدة قسائم الطعام لنحو 40 مليون أمريكي خلال أزمة كورونا.
وفي نهاية الأمر، استثمار عشرات المليارات، سيصب في صالح حركة طالبان، التي ستستفيد من كل الأسلحة والطائرات والمراكز والتجهيزات، لترسم فصلا جديدا في المنطقة.
نواب أمريكيون في الحزب الجمهوري يطالبون بإقالة بايدن
اقترح عدد من النواب الجمهوريين عزل الرئيس الأمريكي جو بايدن من منصبه بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول إثر الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
وأجمعت الأوساط المراقبة والسياسيون على أن الولايات المتحدة الأمريكية منيت بالهزيمة في أفغانستان بعد 20 عاما من تواجدها هناك.
ونقلت وكالة أنباء “سبوتنيك” عن زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي كيفين ماكارتي، قوله: إن “أمريكا ستواجه عواقب ما حدث على مدى عشرات السنوات وليس في أراضي أفغانستان فقط.
كما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن السيناتور الجمهوري ريك سكوت عن ولاية فلوريدا في تغريدة له على تويتر، قوله: “في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة أكبر هزيمة مدهشة ومهينة منذ عقود فإن فشل الرئيس بايدن الذريع في تنفيذ انسحاب استراتيجي للقوات الأمريكية من أفغانستان أعادها إلى أيدي المتطرفين أنفسهم الذين حكموها”.
وأشار إلى أنه بعد الأحداث الكارثية في أفغانستان يجب أن نواجه سؤالاً خطيراً وهو هل بايدن قادر على القيام بمهامه أم حان الوقت لممارسة أحكام التعديل الـ25.
ودعا سكوت في بيان ثان عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ زعيم الأغلبية في المجلس تشاك شومر ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى الشروع الفوري في التحقيق من جانب الحزبين ومن المجلسين في فشل الرئيس بايدن الكامل في سحب القوات الأمريكية بنجاح من أفغانستان.. لافتا إلى أن هذا الفشل غير مقبول وخاصة بعد 20 عاماً من الحرب.
من جهتها أشارت النائبة الجمهورية الأمريكية ليز تشيني إلى أن الرئيس الأمريكي تجاهل توصيات القادة العسكريين تجاه سبل معالجة الوضع في أفغانستان.. قائلة: إن “بايدن تجاهل نصيحة قادته العسكريين.. الضرر الذي يلحق بأمننا القومي كبير.. ويتعين علينا القيام باللازم من أجل الحفاظ على سلامتنا”.. مؤكدة أن ما حصل هو “فشل ذريع”.
وأضافت تشيني: إنها لم تتفاجأ بالفوضى التي شوهدت في أفغانستان.. واصفة المشاهد التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها “مدمرة ومفجعة”.
وقالت تشيني: “كنت أعتقد أن وجود 2500 إلى 3500 جندي أمريكي على الأرض هدفه مكافحة الإرهاب ومساعدتنا على التأكد من أن طالبان لن تكون قادرة على تولي زمام الأمور وأنهم لن يكونوا قادرين على الاستمرار في توفير الملاذات الآمنة للقاعدة”.
الجدير ذكره أن تطورات الأحداث في أفغانستان تسارعت مع دخول حركة طالبان العاصمة كابول وسيطرتها على معظم المؤسسات الحكومية وسط فوضى عارمة شهدها مطار المدينة نتيجة اكتظاظ آلاف الأشخاص وتدافعهم إلى مدرج المطار لمغادرة البلاد.
واشنطن بوست: أمريكا خسرت الحرب في أفغانستان منذ زمن بعيد
كتب الإعلامي الأمريكي المعروف فريد زكريا في مقال نشرته صحيفة”واشنطن بوست” أنه يجب الاستغناء أولاً عن الوهم بأن الولايات المتحدة كانت قادرة على الحفاظ على السلام في أفغانستان ببضعة آلاف من القوات، وأنه كان من الممكن إدارة هذا الوضع بهذا الالتزام الصغير، مشيراً إلى أن الوضع كان هادئاً على مدار العامين الماضيين لأن واشنطن أبرمت صفقة مع طالبان، ونتيجة لذلك، لم تكن الحركة تهاجم عمداً القوات الأمريكية وقوات التحالف.
وبالنسبة للأفغان أنفسهم، كما يوضح زكريا، وهو محرر للشؤون الدولية في “واشنطن بوست”، فقد كانت الحرب تحتدم ، حيث عانت قوات الجيش والشرطة في صيف 2019 أسوأ الخسائر خلال عقدين من القتال، كما أنها كانت اسوأ فترة يسقط فيها ضحايا من المدنيين الأفغان، وفي عام 2018م، عندما كان لدى الولايات المتحدة أربعة أضعاف عدد القوات مقارنة بالعام الحالي، كان القتال وحشياً لدرجة أن 282 ألف مدني شردوا من منازلهم في الريف، وكان الإحباط من الحكومة الأفغانية ورعاتها الأمريكان يتزايد.
وأشار زكريا إلى اقتراحات بأن الانسحاب كان يجب أن يكون بعد عام أو عامين مع الأخذ بعين الاعتبار التقارير، التي تشير إلى أن القوات الأفغانية تفقد الأرض على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة المتأخر، وأشار تقرير لصحيفة “الغارديان” إلى أن الجيش الأمريكي أقنع الرئيس الأسبق باراك أوباما بتأجيل انسحاب القوات، كما أفاد التقرير بأن سيطرة الحكومة المركزية انخفضت إلى حوالي 65 % فقط من مناطق البلاد .
وسلط المقال الضوء على كتاب “الحرب الأميركية في أفغانستان” لكارتر مالكاسيان، الذي استنتج بكل وضوح بأن الولايات المتحدة خسرت الحرب، وطرح السؤال الكبير، وهو “بعد 20 عاماً، و2 تريليون دولار، و130 أف جندي من قوات التحالف، وقوة أمنية أفغانية قوامها 300 ألف (على الورق على الأقل) والقوة الجوية الأكثر فتكاً وتعقيداً في العالم، لماذا لم تتمكن أمريكا من هزيمة طالبان سيئة التجهيز؟”.
الإجابة على السؤال بعد حيرة مستمرة منذ 20 عاماً، بالنسبة للمؤلف مالكاسيان، الذي شاهد عدم مقاومة الجيش والشرطة، هي أن طالبان تقاتل من أجل الإيمان، ومن أجل الجنة في حين يقاتل الغازي (الكافر) من أجل المال.
ومن المؤكد، أيضاً، كما يقول صاحب المقال، أن الجنود الأفغان لم يكن لديهم أي رغبة في صد تقدم طالبان، لأنهم لم يحصلوا على الإمدادات والدعم الذي يحتاجونه من قادتهم، وهذا ليس مفاجئاً نظراً للعديد من المشاكل في الحكومة الأفغانية، التي كانت تفتقر إلى دعم شعبي واسع وتعاني من الفساد مع مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية، المتراكمة بلا مبالاة، كما لم تدمج الحكومة قط مجتمع البشتون الريفي، الذي تستمد منه طالبان أعظم قوتها.
وأكد زكريا أن شرعية الحكومة أصيب بالشلل لأنها نجت فقط بفضل دعم قوة أجنبية، في حين ترتبط الهوية الأفغانية ارتباطاً وثيقاً بمقاومة الغزو الأجنبي، ولا سيما غزو الكفار (يمجد التاريخ الأفغاني النضال الذي دام قرناً ضد البريطانيين والجهاد ضد الاتحاد السوفيتي الملحد)، ومن السهل استخدام هذه الرموز لتعبئة القومية والإخلاص الديني، ولم يكن لدى حكومة أشرف غني رواية مقابلة بنفس القوة لإلهام قواتها.
وأشار مقال “واشنطن بوست” إلى أن الولايات المتحدة كانت تراقب حركة طالبان، وهي تحقق مكاسب في أفغانستان منذ سنوات، وحاولت إخفاء هذا الواقع من خلال تدفق مستمر من الهجمات المضادة والضربات الجوية والطائرات بدون طيار، ولكن ذلك لم يغير من الحقيقة، أو تحقيق نصر، وفي نهاية المطاف تم التخطيط لانسحاب، ولكن تم تنفيذه بشكل سيئ للغاية، والحقيقة المجردة هي: لا توجد طريقة أنيقة لخسارة الحرب.
الصين
ومع تطور الأحداث في أفغانستان أعلنت بكين “استعدادها لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة للعمل على استقرار الوضع هناك”، منتقدة واشنطن بشدة.
وطالبت الصين إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مرة أخرى بـ”وقف انتقاداتها للصين”.
وفي اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، اعتبر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن “الانسحاب العسكري الأمريكي المتسرع” هو السبب في الفوضى التي صاحبت استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، وفقا لبيان وزارة الخارجية الصينية.
وقال وانغ: “الصين مستعدة لإجراء اتصالات وإقامة حوار مع الولايات المتحدة لدعم استقرار الوضع في أفغانستان وتجنب حرب أهلية جديدة، أو كارثة إنسانية، وعدم السماح بأن تصبح أفغانستان أرضا خصبة للإرهاب مرة أخرى”.
ورأى وزير الخارجية الصيني أنه “يجب على الصين والولايات المتحدة التعاون في القضايا العالمية، وما يتعلق بالمناطق الساخنة الإقليمية”.
هذا وأوضح بيان للخارجية الأمريكية أن بلينكن ووانغ تحدثا عن التطورات في أفغانستان، وتضمن ذلك الوضع الأمني والجهود المعنية لإعادة مواطني البلدين إلى بر الأمان.
ألمانيا
ووصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مهمة القوات الدولية في أفغانستان بأنها مخيبة للآمال.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي في برلين الاثنين الماضي إنه بعيدا عن مكافحة الإرهاب ” فإن كل شيء لم ينجح ولم يتم إنجازه على النحو الذي كنا نريده، وهذا استنتاج مرير”.
وأضافت ميركل أنه لم تكن هناك “جهود ناجحة” وطالبت بأخذ الدروس من هذا الأمر ” وصياغة الأهداف على نحو أصغر” في مثل هذه المهام. واستطردت ميركل قائلة إن حركة طالبان استعادت مجددا كل أفغانستان تحت سيطرتها ” وهذا تطور مؤلم وفظيع”.
واستدركت قائلة: “من المسلّم به أن القاعدة لم تعد قادرة على شن هجمات ضد الولايات المتحدة انطلاقا من أفغانستان كتلك التي شنّتها في 11 سبتمبر 2001م”، لكنّها شددت على أن “كل الأمور الأخرى التي تلت لم تتكلل بالقدر نفسه من النجاح ولم تتحقق وفق ما خطّطنا له”.
وكانت ميركل قد تحدثت في وقت سابق اليوم عن “ساعات مريرة” في ضوء التطورات الحالية في أفغانستان مع إحكام حركة طالبان قبضتها على البلاد.
واعتبرت ميركل أن “أسبابًا سياسية داخلية” أميركية ساهمت في قرار سحب القوات الغربية من أفغانستان.
وأضافت المستشارة وفق ما أفاد مشاركون في اجتماع لهيئة رئاسة حزبها المسيحي الديمقراطي، أن “انسحاب القوات (من أفغانستان) كان له تأثير الدومينو” وأن مسؤولية الانسحاب العسكري الغربي من أفغانستان تقع على عاتق الولايات المتحدة.
وتابعت “لطالما قلنا إننا سنبقى أيضاً إذا بقي الأمريكيون”.
بريطانيا
اعترف وزير الدفاع البريطاني بن والاس بأن عودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان تمثل “فشلاً للمجتمع الدولي”.
وقال والاس في مقابلة مع قناة سكاي نيوز البريطانية اليوم “إن ما حصل فشل للمجتمع الدولي الذي لم يفهم أن الأمور لا تحل في ليلة وضحاها”.
ورأى والاس أن الالتزام البريطاني في أفغانستان الذي كلف 457 جندياً بريطانياً حياتهم خلال 20 عاماً من التدخل “لم يذهب سدى” معتبراً أن الوقت حالياً غير مناسب للاعتراف بطالبان كحكومة رسمية.
وقال وزير الدفاع البريطاني إن “حالة الذعر تسود في الجانب المدني من مطار كابول أما الجانب العسكري فهو مؤمن وتحت السيطرة والرحلات العسكرية تدخل وتخرج”.
وكان والاس انتقد الأسبوع الماضي القرار الأمريكي بالانسحاب من أفغانستان.
وأشار والاس إلى إجلاء 370 موظفاً ومواطناً بريطانياً من أفغانستان.
حلف الناتو
بدوره قال مارك سيدويل الممثل السابق لحلف الناتو لقناة بي بي سي البريطانية إن ما يجري “مهين للغرب” بينما أعرب جورج روبرتسون الأمين العام السابق للحلف عن “حزنه واشمئزازه” لما جرى وقال “لم يكن من الضروري أن يتم الأمر على هذا النحو ولو تعلمنا مما حدث في البوسنة وكوسوفو لتمكن الانسحاب التدريجي المبني على الوقائع والانتصارات الميدانية من منع هذه الكارثة”.
ويحاول آلاف الأشخاص يائسين وسط حالة من الفوضى العارمة الفرار من البلاد عبر مطار كابول بعدما سيطرت حركة طالبان عليها.
باكستان
عبرت الدولة الباكستانية عن استيائها حول الأحداث التي جرت في أفغانستان بالتصرفات وانسحاب الاحتلال الفاشل من هناك بصورة مفاجئة وسريعة بأفعال لا بأقوال حيث أعلنت باكستان إغلاق معبر تورخم الحدودي مع جارتها أفغانستان بعدما أصبح الجانب الأفغاني منه تحت سيطرة “طالبان”.
جاء هذا في تصريحات لوزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد، أمس الأول، بحسب وكالة “رويترز”.يأتي إغلاق أخر معبر حدودي كبير يسقط في يد “طالبان” عقب سيطرة مقاتلي الجماعة على مدينة جلال أباد الواقعة شرق البلاد على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى العاصمة كابول.”
سوريا
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، “بشار الجعفري”، إن «السياسة الأمريكية هشة وضعيفة وغير أخلاقية، وما فعله الأمريكيون في أفغانستان فعلوه في أكثر من بلد، لذلك فإن ما جرى في أفغانستان هو درس لجميع شعوب المنطقة والعالم».
“الجعفري” أضاف في تصريحات نقلتها الوطن المحلية، أمس الثلاثاء، أن «الولايات المتحدة الأميركية لن تتعلم في تاريخها على الإطلاق من أخطائها، وهي اليوم وبعد عشرين عاماً من الوجود العسكري في أفغانستان، تنسحب وتخرج من هذا البلد، رغم يقيننا بأن الأميركيين لديهم أجندة، وبالتأكيد لديهم خططهم لتفجير هذه المنطقة بعد خروجهم، لكن خروجهم من أفغانستان وبهذه الطريقة يدل على أن مشاريعهم فشلت في هذه المنطقة».
وأضاف أنه «لا يمكن الاعتداد بالأمريكي في أي مكان، وهذا ينطبق على الجميع من دون استثناء بمن فيهم الأطراف داخل سوريا والتي لا تزال تعوّل على الأميركي حتى الآن».
يذكر أن حركة “طالبان”، سيطرت على العاصمة الأفغانية “كابل”، وسط حالة من الفوضى في عموم البلاد، ومطار العاصمة الأفغانية خصوصاً، حيث اتجه عدد كبير من الأفغان إليه للخروج من البلاد، إلا أن القوات الأميركية التي تشرف عليه أعلنت إغلاقه، قبل أن تعاود فتحه فجر أمس الثلاثاء.
فلسطين
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان، إن “الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية لن يدوم وسيزول”.
وأضاف أبو ردينة، أن” التاريخ أثبت على الدوام بأن إرادة الشعوب هي التي تنتصر”.
وأشار الناطق باسم الرئاسة إلى أن “ما حدث في أفغانستان، وقبلها في فيتنام، يؤكد بأن الحماية الخارجية لأية دولة لن يجلب لها السلام والأمن”.
وقال: “إن شعبنا الفلسطيني الصامد، الذي قدّم وما يزال يقدّم عشرات الشهداء والجرحى والأسرى، لن يستسلم مهما كان جبروت الاحتلال، وأن بوابة الأمن والاستقرار تكون فقط من خلال الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وليس من خلال سياسة القتل والاعتقال والهدم والحصار”.
وأضاف أبو ردينة، أن “إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وفق قرارات الشرعية الدولية، هي الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار”.