إثارة الأكشن!!

العنيد.. الزعيم الامبراطور.. العميد.. البيارق.. النوارس.. الشياطين الحمر.. الصاعق..الفتيان.. الطاهش.. صقر.. الحالمة.. الرهيب.. برازيل اليمن..فارس أبين.. الزرانيق.. الصقور.
طبعا هذه أسماء فرق أنديتنا الكروية.. أسماء “حنانة وطنانة”.. أسماء كبيرة.. وتشبيهات بليغة.. تشعرك عندما تسمعها بأنك تقف أمام أندية وفرق ليس لها شبيه ولا ند في العالم.. ولو ذكرت ألقاب فرقنا أمام أعين الفرق العالمية أمثال برشلونة وريال مدريد وتشيلسي وبايرن و.. و و لسارعت تلك الفرق إلى إلغاء شيء اسمه كرة القدم في أنديتنا وباعت لاعبيها العتاولة في السوق السوداء بأبخس الأثمان رعبا من تلك الألقاب والتسميات لأندية فرقنا اليمنية.
أنها والله أسماء وألقاب لفرق كروية تحتضر لا تقوى حتى على الوقوف لبرهة من الوقت على أقدامها التي أنهكها المرض.. وتحكي واقعا رياضيا مريرا وبائسا لأندية لا تقوى العيش إلا على الشحت والتسول لاستمرارها.. ولاعب تعيس كما قال الزميل الأستاذ/عبدالله الصعفاني.. ليكون الناتج دوريا يثير الضحك والبكاء في آن واحد.. ويؤكد للجميع أننا لا زلنا نلعب رياضة وكرة قدم على وجه الخصوص في زمن مختلف عن العالم.. وبشكل لم تكن فيه لعبة كرة القدم في بدائياتها عندما كانت عبارة عن شراب يتم حشوها بقطع قماش تتدحرج لتلاحقها مجموعة من الأطفال.
إن هذه الألقاب المبالغ فيها التي تطلعتها على أندية تعيش في موت سريري لا تحكي إلا عن شيئين.. الأول قلة عقول..وثانيا: يؤكد ذلك أننا نعيش في كذبة أن لدينا كرة قدم أو رياضة.. وأن كرة القدم عندنا هي مجرد إثارة وندية على ورق الصحف تستمدها من أحلام وتهيئات أشبه بأفلام الأكشن.
وهذه هي الحقيقة أن الإعلام هو من يضع الإثارة الكاذبة على الصحف فقط.. بينما الواقع مرير بل أمر من المرير ونعيش الكذبة ونصدقها فعلى المستوى الخارجي فعلا نجد “التلال” يخسر بالخمسة.. والعنيد يخسر بالستة.. ومستوى لا يمكنك شرحه وتجد أيضا الإعلامي يشاهد المباراة ويخرج منها وهو لا يعلم ماذا يكتب.. ولكنه يترك اللقاء ويذهب إلى شرح مباراة من الخيال.. وثاني يوم تجد مانشتات الصحف.. العميد يخسر بالخمسة بعد أداء رائع أو العنيد يخسر بصعوبة بسداسية.. وطبعا لا يذكر أسماء الفرق وإنما يذكرها بألقابها.. و”يا ويلاه”.
أعتقد أننا بحاجة إلى مواجهة أنفسنا بالحقائق والوقائع ونرضى بالقدر والمكتوب المتمثل بعدم وجود كرة قدم لدينا.. ويجب أيضا أن نصحوا من التهيئات وإثارة الأكشن.. ونتعاطى مع مستوى هذه الفرق وما تقدمه من أداء بالمعقول وتكف عن الإفراط بالأسماء الكبيرة لفرق هي بعيدة كل البعد عنها ولا تستحقها احتراما لأنفسنا كإعلام إذا كنا نحب وطننا ونسعى لتطوير رياضته.. وكفى!!.

قد يعجبك ايضا