إلى الآن …..صح
عبدالرحمن بجاش
مؤتمر الحوار في قوامه العام مثل كل اليمنيين بدون استثناء , ولذلك فالقول بأن هذه القوة أو تلك هي صاحبة الفضل في أن تصل الأمور إلى بر الأمان المبدئي فقول فيه من الإجحاف والظلم والأنانية الكثير , حيث يلاحظ أن هناك من بدأ يدبج القصائد ويتغنى بما فعله ( ولولاي لكانت السماء نزلت إلى الأرض ) بينما نعلم وندرك أن السماء لم تتحرك ووحيها ينزل كما قدره ارحم الراحمين , نستطيع وبكل ثقة أن نقول أن اليمنيين برغم كل الملابسات واللحظات الضاغطة ومحاولات التأخير والتلجيم ومحاولات التلاعب وتفجير الأوضاع وبصبر شعب فاق الحدود أنجزوا والفضل لكل المجهود الذي بذلته كل القوى وكل بطريقته ومن أجل التوفيق والتوافق علينا أن نقول بذلك ولا نعود إلى التفاصيل التي فيها أو بداخلها يسكن الشيطان الرجيم وخاصة شيطان الأنس !!, إلى الآن صح ..وما نرجوه إلا نبدأ بالوسوسة بل ننطلق إلى الأمام , والانطلاق يأتي بمواصلة السير في خطوات خارطة الطريق ان صح التعبير ولا نترك فرصة للنظر إلى الوراء حتى لا نتشاكل نحن واللحظة ونفقد قدرتنا على الاندفاع , الاندفاع المحسوب , لكن المحتم قوله الآن أن ما أنجز وسيأتي من إنجاز نهائي بحاجة ماسة إلى قوة فعل تحميه وتصونه حتى لا تتاح فرصة لمن هم ضد الفعل الجمعي سيعملون بكل ما أوتوا من قوة للالتفاف على مخرجات الحوار التي سيجملها البيان النهائي والذي سيكون ملزما للناس جميعهم بعد أن يكون هو بيان يحمل في مضامينه الأمان لكل الخائفين الشرعيين على مستقبل البلاد , وبعد البيان الذي سيكون اتفاقا نهائيا لكل مكونات المشهد ستبدأ المرحلة التالية والتي يجب أن يحميها ائتلاف سياسي يكون السور الحامي من أي اختراقات أو محاولات الإجهاض , ائتلاف سياسي تفرضه ضرورات اللحظة الراهنة والقادم منها , ويكون سياجا يحتمي به المؤمنون بما تم الاتفاق عليه باعتباره الاتفاق الأمثل والذي يمنح اليمنيين ميزة أنهم استطاعوا أن يتخارجوا من مصيبة كادت تحل ببلد لم يعد قادرا أعلى تحمل المزيد وان ظل قادر على الصمود فلخصائص هذا الشعب التي يتعامى عنها بعض الأحيان بعض السياسيين فتنتفخ أوداجهم بادعاء الفضل !!, أن اللحظة الفاصلة تستدعي الاصطفاف المطلوب لحماية المنجز , وعلى كل قوى الخير والوطنية أن تتداعى إليه ولا يمثل بديلا عن المخرجات بقدر ما هو الحامي لها وللخطوات اللاحقة المتفق عليها ضمن المبادرة وآليتها المزمنة , وهي فرصة لو تعلمون عظيمه والمجتمع الدولي مجمع على الحالة اليمنية وهي ميزة يفترض أن تغري القوى خاصة تلك المترددة ولها مشاريعها لأن تنخرط ضمن السيل العام الذي يصل بمياهه إلى سد الحل النهائي دولة اتفق اليمنيون على إطارها ورأوا أنها الحامي للوحدة الوطنية الذي لم يستطع الاندماج توفير حمايته لها لشخصنة القضية الوطنية ومحاولة وضعها في جيب واحد !! , هي فرصة حقيقية لليمنيين أن يعيدوا تجميع جزئيات الصورة وصياغة صورة جديدة تكون المشروع الوطني الذي هو الحامي الحقيقي للدولة القادمة والمستقبل عموما , حامله الأول اصطفاف وطني حامي حتى يخرج المشروع إلى النور , لأنه بلا مشروع سيظل الأمر كله مجرد إنجاز يسقط عند أول هبة ريح جارفه.