حصار العدوان للمشتقات النفطية سببه الرئيسي

ارتفاع أسعار المواصلات يعكر فرحة العيد

مواطنون : الحصار يقتل الفرحة في نفوس أطفالنا..وزيارات الأقارب تنحسر
سائقو أجرة: ارتفاع سعر المشتقات النفطية يجعلنا نرفع أسعار المشاوير والأمر ليس بأيدينا

الانتظار الطويل في الشارع العام لحين مرور باصات النقل وسيارات الأجرة لم يعد الهم الوحيد الذي أثقل كاهل المواطن اليمني بعد أن امتدت يد العدوان الخارجي على بلادنا وطالت كل شيء وإمعانه في حصاره للمشتقات النفطية مما فاقم من ارتفاع أسعار المواصلات خصوصا في موسم الأعياد، حيث تصل إلى الضعف لأجرة التاكسي وحتى باصات النقل للمشاوير الخاصة وهو الأمر الذي أرهق العامة وخصوصا الموظفين الذين يرغبون في ركوب المواصلات من أجل أخذ أسرهم في العيد لاماكن الترفيه وزيارة أرحامهم، ما يضطر غالبيتهم لركوب أكثر من وسيلة مواصلات .
حجم المعاناة والضرر الذي لحق بالمواطن خاصة أيام الأعياد وارتفاع سعر المواصلات بسبب استمرار الحصار على بلادنا وغيره من التفاصيل تجدونها في هذا الاستطلاع..
الثورة /نجلاء علي

التفكير بالمبلغ الذي سينفقه أي إنسان يعيش تحت وطأة الحصار الخانق الذي نعيشه قبل الذهاب للنزهة أو زيارة الأهل والأصدقاء في عيد الأضحى المبارك بات من الأولويات خاصة بعد ارتفاع أسعار المواصلات العامة إلى الضعف وأحيانا يصل إلى ضعفي المبلغ السابق، وهذا ما حول الخروج لزيارة الأرحام في العيد إلى مشكله عند البعض .
الحصار الخانق على بلادنا شل الحياة بكاملها وضاعف أسعار غالبية المواد الأساسية هذا إن وجدت فما بالك بوسائل النقل التي تعتمد على المشتقات النفطية المنعدمة منذ أكثر من سبعة أعوام بسبب الحصار الجائر.. هكذا استهل شاكر منصر- “مواطن” يعمل في إحدى الشركات الخاصة- كلامه عن مدى المعاناة التي بات يعانيها هو وأسرته في أيام العيد بسبب ارتفاع أسعار المواصلات، ويضيف : راتبي لا يتجاوز الخمسين الف ريال حالياً وأنا اعمل فترتين ومنزل أهلي بعيد عن منزلي بكثير وإذا ما أردت الذهاب إليه فإني اضطر لركوب مواصلات في الذهاب وكذلك في الإياب وهذا يكلفني 6 آلاف ريال في اليوم الواحد ما يعني أن أكثر من نصف الراتب يذهب للمواصلات التي قسمت ظهري خاصة أن زيارات العيد لا بد منها وإلا غضب منك الجميع .
لم يختلف معه زميله رضوان في حديثه حيث أنه يتقاضى نفس الراتب ويعمل فترتين ويؤكد رضوان أنه يخسر في مشاوير العيد أكثر من نصف الراتب بسبب ارتفاع أسعار المواصلات وهذا يضايقه كثيراً وبرغم أنه غير متزوج إلا أنه يعاني الأمرين بسبب هذا الارتفاع خاصة خلال فترة عيد الأضحى المبارك .

استياء شديد
أحمد عبدالواسع -رب أسرة- أظهر استياء شديداً على عكس كل من كان حوله ..ورد علينا بصوت عال حيث قال : أين الرحمة بين الناس حتى في أيام العيد والتي تعتبر أياماً مباركة، أسعار المواصلات أصبحت جنونية كيف سنتمكن من زيارة أقاربنا وصلة أرحامنا في ظل هذا الغلاء الفاحش للمشاوير؟!
أمة الرحمن عبده- ممرضة- تستغرب من سبب ارتفاع أسعار المواصلات بهذه الطريقة الخيالية ويزداد ارتفاعها في أيام الأعياد فهذا بحسب قولها يزيد من الأزمات الإنسانية وهذا ما يحصل بالفعل، كما أكدت أنها أرادت هي وزوجها زيارة عمتها في العيد وأخوات زوجها لانها لم ترهم منذ فترة طويلة إلا أن صاحب التاكسي الذي أوقفاه طلب منهم مبلغاً خيالياً حسب قولها فغضب زوجها وعاد للمنزل واقسم انه لن يزور أحداً في هذا العيد حتى تنتهي هذه الأزمة وتراجع عن نية زيارة أرحامه وأجّل الزيارة للعام القادم واكتفى بالاطمئنان عليهم عبر الهاتف مكتفيا بذلك .

بعد المسافة
ياسر حمزة -محاسب في إحدى الشركات العقارية- توقف عن زيارة أي شخص خلال فترة العيد وكذلك الخروج إلى أي مكان ترفيهي بسبب ارتفاع أسعار المواصلات وندرتها وبعد المسافة بين مكان إقامته وأماكن تواجد أهله وأصدقائه، هذا ما أكده لنا، وأضاف :أنا وزوجتي وأولادي نسكن في نقم وأهلي في شارع صفر وراتبي تقلص إلى خمسة وأربعين ألف ريال وإذا قمت بزيارة الأهل فإني سأخسر مبلغاً مرتفعاً للمواصلات التي تضاعفت للضعف، فقررت أخذ أسرتي للترفيه في أيام العيد المباركة فهم ظلوا ينتظرون هذه المناسبة السعيدة بفارغ الصبر وسأكتفي بالتواصل وتقديم التهنئة العيدية عبر الهاتف أو الواتس حد قوله .
لم تختلف معه سهير القباطي فهي أيضا توقفت عن الخروج من المنزل وزيارة الأهل في العيد بسبب ارتفاع أسعار سيارات الأجرة التي اعتادت الذهاب لزيارة أهلها في الأعياد فهم يسكنون في الزبيري، وقالت: صاحب التاكسي يطلب مني 2500ريال للذهاب من نقم للزبيري وهذا يعني أن كل ما جمعته للعيد سوف ينفق في المواصلات لذا قررت البقاء في منزلي إلى أن أقوم بتجميع عسب العيد وبعدها اذهب لزيارة أهلي.

أسعار تعجيزية
الحاج أحمد مهيوب معتاد على زيارة إخواته وبناته في كل مناسبة عيدية كاعيد الفطر المبارك وكذلك عيد الأضحى، وهذا ما لم يعد بالمستطاع في الوقت الراهن.. فهذا ما أكد عليه الحاج مهيوب، ويضيف :أريد أن اذهب لزيارة الأهل كعادتي منذ سنوات ولكني لا استطيع فأسعار سيارات الأجرة مرتفعة للغاية فحين أردت الذهاب لزيارة أقاربي بمناسبة العيد السعيد وتمضية الأوقات العيدية معهم طلب مني سائق التاكسي أربعة آلاف ريال ذهاباً فقط قيمة مشوار واحد وهذا مبلغ كبير للغاية لذا قررت قطع زياراتي خاصة وأني لا استطيع أن أقف لمدة طويلة في انتظار الباصات .
وختم الحاج مهيوب حديثه بالدعاء على من تعدى على اليمن وجعل شعبها يعاني الأمرين بسبب الأزمات متمنياً من الله الفرج .
كلما قررت الذهاب لأي مكان أنا وأولادي للترفيه والنزهة أو لزيارة الأهل والأصدقاء سرعان ما أتراجع بسبب الأسعار الباهظة للمواصلات.. هذا ما أفادت به الخالة سعيدة وأضافت: الحرب والحصار علينا جعلنا حبيسي أربعة جدران لا نخرج من البيت سوى إلى بيت الجيران وإذا ما قررنا الذهاب لزيارة أقاربنا في العيد تردعنا أسعار المواصلات الباهظة التي ارتفعت بصورة غير مسبوقة بسبب أزمة البترول والديزل جراء الحرب الظالمة والحصار الجائر اللذين تفرضهما قوى العدوان على بلادنا لأسباب غير مقنعة .

قد يعجبك ايضا