خواطر عيدية

عبدالملك سام

 

منذ الصباح وأنا أشعر أن اليوم مختلف ، أو كأنه “وقوف”، كما كان يقول لنا الكبار الأعزاء ؛ فلا صوت عصافير هناك ، ولا معارك لقطط متشردة ، ولا رياح حتى ! تُرى لماذا يتعمد آل سعود أن يجعلوا المسلمين في حيرة خاصة فيما يتعلق بمواقيت الشعائر الإسلامية ؟! فلا رمضان في وقته ، ولا حج في موعده !!
تمشي قليلا ، وإذا بك تسمع تكبيرات العيد تنبعث من أجهزة المحلات التجارية التي تريد أن تشعرك بأنك في عيد ويجب أن تشتري ! طبعا هناك اختلاف طفيف بين تلك التسجيلات وبين ما نسمعه عندنا من تكبيرات العيد منذ طفولتنا ! ومرة أخرى تلاحظ أن آل سعود قد عملوا جاهدين على تشويه كل الشعائر تمهيدا لما يفعلونه اليوم ، فبعد أن أفقدوا هذه الشعائر والطقوس الدينية قيمتها ، ها هم اليوم يأمرون الناس بتركها كليا والاتجاه نحو “الانفتاح” ! فماذا “سيفتح” المسلمون بعد كل هذا ؟!
تواصل المسير نحو مقر عملك ، تركب الباص وتتحسس النقود المهترئة التي تحملها في جيبك خوفا أن تضيع أو تتمزق .. من كان يصدق أن يأتي اليوم الذي تكون فيه هذه النقود المهترئة أغلى وأهم من النقود المطبوعة حديثا والجديدة ؟! طبعا يعود الفضل في ذلك لآل سعود ومرتزقتهم الذين أرادوا بإصرار أن يجعلوا الريال اليمني لا يساوي قيمة الحبر الذي طُبع به ! وهي سياسة مستمرة منذ عقود طبعا : أضاعوا البقشة ثم الفلس ثم الريال !
لا مرتبات بسبب الحصار والحرب الشعواء التي تشن علينا عبر آل سعود ، ولا فرحة عيد تلوح في الأفق، وتعرف أنك ستحاول أن تجد مكانا هادئا تختبئ فيه لتفكر بحيلة ما لتقنع أطفالك بأن يفرحوا بالعيد دون ملابس ولا ألعاب ولا حلوى ! وبعدها تفكر كيف ستقضي إجازة العيد متنقلا بين غرفة النوم والمجلس حتى تنقضي الإجازة، لقد سلبونا فرحة العيد كما أفسدوا كل شيء !
اليوم نعرف لماذا كان الكبار يعلموننا أن نردد : (اليوم عيد .. شلوا مشافر سعيد)، وسعيد هذا لمن لا يعرف هو الاسم الأكثر شيوعا بين اليهود اليمنيين قديما ، أي أننا سنحتفل بالعيد رغما عن أنف اليهود ، ومع كل ما يحدث قبل العيد لا نملك إلا أن نقول : لعنة الله على اليهود وآل سعود ! وعيد سعيد عليكم رغم أنف آل سعود ..

قد يعجبك ايضا