نسعى للاكتفاء الذاتي والاستغناء عن إغاثة المنظمات
نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية أروى حميدالدين لـ “الثورة”: المرأةِ اليمنية تجسد الصمود في ميادينِ العلمِ والإنتاجِ
“سوق الخميس للأسر المنتجة”.. رسالة للعالم تثبت أن المرأة اليمنية وصلت إلى مرحلة الإنتاج والتصنيع
نشد على أيدي الأسر وندعوها للحرص على جودة الإنتاج للمنافسة في الأسواق
الثورة /يحيى محمد
أكدت نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية لقطاع المرأة أروى حميدالدين أن المرأة تقتسم أخيها الرجل واقع الحياة، بكل ما فيه من معاناة وبالمسؤولية أيضًا، بالدور في هذه الحياة، المرأة لها أهميتها، فضلها، مكانتها، عندما تسير في طريق الحق، في مقام العمل والأجر والفضل”.
وقالت حميدالدين في تصريح لـ “الثورة”: مؤسسة بنيان التنموية في مسيرتها وفق مبدأ التنمية المستدامة تسعى إلى تحسين نوعية الحياة، مع الأخذ في الاعتبار حقوق الاجيال الجديدة في حياة مزدهرة، وبالتالي التعامل مع ثلاثة أبعاد رئيسية: الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية. وتنظر الاستراتيجية إلى تكافؤ الفرص للجميع، وإغلاق فجوات التنمية، والاستخدام الفعّال للموارد لضمان حقوق الأجيال القادمة، كما أن من أهداف مؤسسة بنيان التنموية – قطاع المرأة – تأهيل وبناء قدرات المرأة اليمنية، ومن ثم تمكينها من تخطي العوائق وتذليل الصعوبات التي تحول دون انطلاقتها للمشاركة في كافة الأنشطة والبرامج، لتغدو نواة مثمرة بل ورائدة في مجال التنمية المستدامة على المستوى المحلي في بداية المسير، ثم على المستوى الاقليمي والدولي بعون الله مستقبلا.
وأكدت: “لذا فقد انطلقت مؤسسة بنيان التنموية ساعية لتمكيـــن وبناء قدرات المـــرأة اليمنية وإعانتها على الانطلاق ليكـــون لها دور فاعل -بجانب أخيها الرجل- يسهم في التنميـــة المســـتدامة عبر تطبيـــق أفضل الممارســـات وإدمـــاج مفهوم النـــوع الاجتماعـــي كآلية عمل مـــن أجـــل ضمـــان تكافـــؤ الفـــرص بيـــن النســـاء والرجـــال دون تمييـــز بينهمـــا على أســـاس النـــوع، وبمـــا لا يتعارض مـــع الخصوصية الثقافيـــة والاجتماعية للجمهورية اليمينة؛ كما وتسعى لتضييق وتقليص الفجـــوة في الفرص الإنمائية المتاحة للنســـاء والرجال والعمـــل على تحقيق العدالة بينهـــم، كجزء لا يتجزأ من اســـتراتيجية المؤسســـات وسياســـاتها، فكان من ضمن برامجها تمكين المرأة اقتصاديًا، وذلك عبر تنمية وتمكين الأسر المنتجة، وتنمية قدرات ومهارات وتوعية النزيلات في السجن المركزي، وكذلك تنمية المبادرات المجتمعية”.
وأشارت “إلى أنه في ظل الحصار من قبل العدوان الغاشم، ظهرت العديد من المشاكل التي يواجهها المجتمع، منها تدهور الوضع المعيشي للكثير من الأسر، وذلك بعد أن هبّ خيرة شباب اليمن للدفاع عن وطنهم والذود عن شرفهم وعرضهم في عدة جبهات لمواجهة العدو الظالم، وأدى ذلك إلى استشهاد وأسر عدد كبير من خيرة الشباب وأغلبهم من أسر محدودة الدخل تركوا وراءهم أسرًا صابرة محتسبة لا تجد من يعيلها”.
ولفتت إلى أن صمودِ المرأةِ اليمنيةِ خاصةً في ميادينِ العلمِ والعملِ والإنتاجِ يتجسّدَ في كل الظروفِ والمواقفِ وتُثبِتَ يومًا بعدَ يوم أنها أختُ الرجال وأمُّ الأبطال، وخاصةً في هذه الظروفِ العصيبةِ التي خلَقها العدوانُ والحصارُ على اليمن، وكيف استطاعت أن تستفيدَ من الفرصِ وتحولَها الى مِهَنٍ تُعيلُ بها أسرتَها. وبحمد الله، ها هي الظروف تولد فرصًا، وها هي المحنة تتحولُ إلى منحة تتحقق على أرض الواقع”.
واشادت قائلة “للمرأة اليمنية مني تحية إجلال وتقدير نظير وقوفها أمام ظلم هذا العدوان الغاشم بكل وعي ونفاذ بصيرة ما جعل العدوان مرعوبًا من صمودها وشموخها بجانب شقيقها الرجل، وقد أثبتت قوة إيمانها -رغم مستواها الثقافي البسيط -وهي تدفع بابنها وأخيها وزوجها وأبيها لساحات الجهاد والكرامة وتستقبلهم شهداء مرفوعة الرأس محتسبة الأجر من الله المفضل المنعم القوي العزيز، وتصبر على فراق المرابطين في ميادين الجبهات. وأوصيها بمزيد من التجلّد والصبر، فإنما النصر صبر ساعة، وإن غدًا لناظره قريب”.
ونوهت قائلة: “تسعى مؤسسة بنيان أن ترتقي بالمرأة اليمينة لتكتفي ذاتيًا وتستغني عن إغاثة المنظمات التي تعلّم الناس الكسل والركون دون السعي الذي أوصى به الدين الحنيف. لذا فهي تؤمن بفكرة ((علمني كيف أصطاد ولا تعطني سمكة)) فاتجهت إلى توفير دورات تدريبية مجانية في مركز خيرات بالجراف لتعليم النساء في عدة مجالات، وأقامت سوق الخميس للأسر المنتجة لعرض منتجاتها. كما صبت اهتمامها بالسجينات في الإصلاحية المركزية بأمانة العاصمة، وقدمت لهن تدريبات متنوعة، ووفرت لهن فرصة لبيع منتجاتهن في سوق الخميس، وفتحت باب القرض الحسن لكل امرأة تنوي البدء بمشروع أو تطوير مشروعها، كما ساهمت في إحياء دورات توعوية وتثقيفية لنساء أحفاد بلال، وستعيد تجربة مشروع النزيلات في صعدة كون التجربة في العاصمة كانت قصة نجاح بفضل من الله”.
وأضافت: “وتأتي أهمية “سوق الخميس” عبر الرسالة التي ترسلها هذه الأسر المنتجة للعالم لتثبت له أنها قد تعدّت مرحلة الصمود إلى مرحلة الإنتاج والتصنيع. فلقد أثبتت المرأة اليمنية حقًا أنها شريك أساسي في عملية البناء والتنمية بجانب أخيها الرجل (النساء شقائق الرجال)، وما هذه المنتجات والصناعات للأسر المنتجة المعروضة في سوق الخميس إلا دليل واضح على دور المرأة الريادي في مجالات عدة”.
واختتمت: “إنَّ الجهود َالتي تبُذَلُ ليست سوى محاولةً لترجمةِ توجُّهاتِ السيدِ القائدِ عبد الملك الحوثي في تحسينِ نوعيةِ الحياةِ المقدمةِ للمواطنِ اليمني وخاصة في ظلِ هذا العدوانِ الغاشم، وخاصة حين ركز على الاهتمام بأسر الشهداء والأسرى والمفقودين، ومن خلال صحيفتكم الرائدة أشد على أيادي الأسر، وأناشدها الحرص على الجودة في الإنتاج، للمنافسة في الأسواق، وإيصال اليمن إلى مصاف الدول المنتجة ذاتياً والمصدرة لمنتجاتها لتشجيع الاقتصاد المقاوم، فنحن بهذه الأسر نفتخر، ونتطلع إلى المزيد من الإبداعات المتميزة بجودتها وذوقها، سائلة المولى أن يوفقهن في مسيرتهن العملية للارتقاء باليمن ومنتجات أياديهن، فلننطلق جميعنا لبناء الوطن، فاليمن بحاجة إلينا، وخاصة ونحن في ظل قيادة مؤمنة حكيمة تحث على حياة الإنسان في ظل القرآن وعلى عمران الوطن… عاشت اليمن حرة أبيّة بفضل سواعد رجالها القوية، وأبنائها الفتيّة، ونسائها الأبيات”.