الثورة نت/ وكالات
استبق الرئيس الأمريكي جو بايدن لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين غدا الأربعاء في جنيف بتعهده بتحديد “خطوط حمراء” لبوتين ، وذلك في أطار جولته الأوروبية التي اعتبر خلالها أن “الدول الديمقراطية تخوض تنافسا مع الحكومات الاستبدادية” في إشارة الى الصين وروسيا.
وقال بايدن إنه سوف يضع “خطوطا حمراء” لبوتين أثناء لقاء بين الزعيمين يوم الأربعاء.فيما أعترف بايدن عقب قمة لزعماء حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بأنه يواجه “خصما قويا”، في إشارة إلى بوتين.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن استعداده للتعاون مع موسكو إذا اختارت روسيا ذلك، لكنه تعهد بالرد على الأنشطة الضارة التي يقوم بها الجانب الروسي.
وتضمنت تصريحات بايدن إشارة خاصة إلى وحدة الأراضي الأوكرانية، التي تخضع أجزاء منها لسيطرة روسيا ومجموعات مسلحة موالية لها في شرق البلاد.
وحذر الرئيس الامريكي من أنه حال وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن، سوف تتضرر العلاقات الأمريكية الروسية كثيرا.
كما حذر بايدن في قمة بروكسل، من “تحديات جديدة” قد يجد حلف شمال الأطلسي نفسه بمواجهتها في التعامل مع روسيا والصين.
وجدد التأكيد على”الحاجة إلى تنسيق أكبر” بين الحلفاء وعلى الأهمية التي يمثلها الحلف بالنسبة إلى المصالح الأمريكية.
ويأمل الحلف من خلال هذه القمة أن يطوي تماما صفحة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي اتخذ مسافة من الحلف معتبرا أن “الزمن عفا عليه”.
وقال بايدن “أعتقد أن خلال السنتين الماضيتين، أصبح هناك إدراك متزايد أن لدينا تحديات جديدة. لدينا روسيا التي لا تتصرف بالطريقة التي كنا نأملها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصين”.
وتابع في رسالة تظهر اختلافا تاما مع مواقف سلفه دونالد ترامب “أريد أن يكون هذا الأمر واضحا. لحلف شمال الأطلسي أهمية قصوى لمصالحنا. لو لم يكن موجودا، لتوجب علينا أن ننشئ حلفا”.
وأضاف “أنا أذكر الأمريكيين باستمرار أنه عندما تعرضت أمريكا للهجوم للمرة الأولى على أراضيها منذ بداية الحرب العالمية الثانية (11 سبتمبر 2001)، تحرّك حلف الأطلسي. احترم الحلفاء المادة الخامسة (من المعاهدة التي تفرض على الأعضاء تقديم المساعدة للبلد الذي يتعرض لهجوم) وأريد فقط أن تعرف أوروبا أن الولايات المتحدة هنا وسعيدة بالعودة”.
من جهته،ألمح البيت الأبيض إلى أن بايدن يعتزم أن يبحث “مجموعة كاملة من القضايا الملحة” مع نظيره الروسي، بما في ذلك الحد من التسلح والتغير المناخي والتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وأنشطة القرصنة السيبرانية الروسية وسجن المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وهدفت قمة بروكسل، التي وصفها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بأنها “لحظة محورية”، لطي صفحة توتر استمر أربع سنوات مع سلف بايدن دونالد ترامب الذي هز الثقة في التحالف الغربي من خلال وصفه بأنه “عفا عليه الزمن”.
وقام الحلف بتحديث دفاعاته منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، لكنه لا يزال عرضة للهجمات الإلكترونية والمعلومات المضللة على الرغم من نفي موسكو أي محاولات لزعزعة استقرار أعضاء حلف شمال الأطلسي.
لكن الدبلوماسيين يقولون إن أهم ما يشغل زعماء الحلف هو ضرورة إعلان بايدن التزام الولايات المتحدة من جديد بالدفاع الجماعي لحلف الأطلسي بعد عهد ترامب.
وكان قادة دول الحلف قد أعربوا في ختام قمتهم الاثنين في بروكسل عن قلقهم حيال روسيا وكذلك الصين. وأكد الحلفاء أن “طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف”.
ورأت البعثة الصينية أن تعبير “تحديات لأسس النظام الدولي” الذي استخدمه الحلفاء “يشوه التطور السلمي” الذي أحرزته البلاد، والتي تملك رؤوسا نووية أقل بعشرين مرة مما تملكه الدول الأعضاء في حلف الأطلسي.
وحاول الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ التخفيف من وطأة الإعلان النهائي للقمة فقال إن “الصين ليست خصمنا أو عدونا. لكن علينا أن نواجه التحديات التي تطرحها الصين على أمننا”.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن “روسيا والصين تسعيان لزرع الشقاق فيما بيننا، لكن تحالفنا متين. حلف شمال الأطلسي موحد والولايات المتحدة عادت”.
والجمعة الماضية ،أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، عن أمله في أن يتصرف الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل أقل اندفاعا من سلفه دونالد ترامب، الذي وصفه بالموهوب والاستثنائي، في حديث لشبكة إن بي سي الأمريكية.
وقال بوتين إن بايدن “رجل محترف” أمضى حياته في السياسة التي كانت لها مزايا وعيوب.
وقال بوتين إن العلاقات بين موسكو وواشنطن “تدهورت إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة”، لكنه يتوقع أن يتمكن من العمل مع بايدن.
ويضم تحالف الناتو 30 دولة من أوروبا وأمريكا الشمالية، وتأسس بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة تهديدات توسع المعسكر الشيوعي.
وواجه الناتو ضغوطا في السنوات القليلة الماضية بعد أن بدأ زعماء التحالف في مناقشة الغرض منه وطرق تمويله.
وتصاعدت حدة التوترات بين صفوف الناتو أثناء فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعرب عن استيائه بشأن حصة الولايات المتحدة في تمويل الناتو، علاوة على إثارته تساؤلات حيال التزامات الحلف فيما يتعلق بالدفاع عن الشركاء الأوروبيين.
وفي أبريل الماضي، اتهم بوتين قوى غربية بمحاولة “مطاردة” روسيا، محذراً تلك القوى من تجاوز “خط أحمر”.
وستُعقد قمة أمريكية- روسية هي الاولى خلال رئاسة بايدن في سويسرا الاربعاء 16 يونيو.
وتأتي القمة في ختام جولة بايدن، مما يعطي الرئيس الأمريكي الكثير من الوقت لسماع ما سيقوله حلفاء أمريكا قبل الاجتماع.
ويحرص بايدن في كل محطة من رحلته الخارجية الأولى كرئيس للولايات المتحدة على إيصال رسالة واضحة مفادها أن “أمريكا عائدة وأن الديمقراطيات حول العالم تنهض جنباً إلى جنب في مواجهة أعتى التحديات التي تهدد المستقبل”.
ويرى بعض المراقبين أن جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأوروبية وهي الأولى منذ وصوله الى البيت الأبيض قبل خمسة أشهر جاءت لإصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبين وحشدهم في مواجهة حرب باردة مرتقبة مع الصين، وروسيا.