من الهجوم على فصائل المقاومة الفلسطينية والتضامن مع الصهاينة إلى استهداف المتضامنين مع المقاومة

أطلقت شائعات هائلة عبر ذباب إلكتروني بحسابات مزيفة تشن حرباً إعلامية مكثفة..كيف تتصدى السعودية والإمارات للتضامن العربي مع الشعب الفلسطيني ، وتشيطن تبرعات اليمنيين للمقاومة الفلسطينية!

 

الثورة / عبدالرحمن عبدالله

مثل انتصار المقاومة الفلسطينية صفعة مدوية للأنظمة الخليجية المطبعة مع العدو الصهيوني ، وبمجرد إعلان كيان العدو الصهيوني وقف الحرب على غزة مساء تلك الليلة الثاني والعشرين من مايو ، حتى انطفأ الإعلام السعودي والإماراتي وذهب لبث أفلام سياحية ووثائقية ، بعدما ظل طيلة أيام الحرب التي بلغت 11 يوما يشن هجوما على حركة حماس ويحملها مسؤولية الدمار الذي يحدث في غزة ويذهب لبث القصص والتقارير التي يظهر فيها العدو الصهيوني كمظلوم بريء.
كان موقف النظام الإماراتي والمملكة السعودية من الحرب الصهيونية على غزة لافتا ، إذ بدا الموقف السياسي والإعلامي للنظامين مصطفا مع الإسرائيليين أكثر مما كان الجمهور العربي يتوقع ، صحيح أن الإمارات تنخرط مع الصهاينة في اصطفاف خياني بموجب اتفاق التطبيع مع العدو الصهيوني ، ويلتقي النظام السعودي بعلاقات مكشوفة غير معلنة مع الصهاينة ، لكن لم يكن الأمر متوقعا أن يظهر الموقف السياسي والإعلامي لكلا النظامين المارقين بذلك الشكل المصطف مع الإسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة وبالشكل البجح والوقح الذي تابعناه على المستويين السياسي والإعلامي.
في الوقت ذاته حاول الإعلام الإماراتي إظهار موقف الصهاينة كمدافعين وموقف حماس والفصائل الفلسطينية كمعتدين وإظهار الشعب الفلسطيني كضحايا لحماس والمقاومة، وأطلق رسائل إعلامية مباشرة تدعم إسرائيل وتدين الفلسطينيين دون أن يتحدث عن الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في غزة.
الأمر نفسه انسحب على الإعلام الموالي للنظام الإماراتي في اليمن الذي يديره ما يسمى المجلس الانتقالي إذ ركز في تغطيته على مهاجمة حماس وإظهارها كجلاد لا كمقاومة تخوض حربا دفاعية عن الشعب الفلسطيني ، وكان من اللافت أن هذا التناغم لم يبدو واضحا إلا بعد مرور ثلاثة أيام من المعركة التي حدثت بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني ، معلومات نقلت وقتها أن توجيهات من الإماراتيين صدرت إلى قيادات ما يسمى المجلس الانتقالي في عدن بالتركيز على مهاجمة حماس وإدانتها بدلا عن إدانة العدو الصهيوني والحديث عن المجازر التي يرتكبها في غزة.
منذ اتفاق التطبيع الخياني الذي وقعه النظام الإماراتي مع العدو الصهيوني برعاية ترامب في العام الفائت ، وتبادل الكيانين السفراء وإقامة علاقات تجارية ، موضع الإماراتيون موقفهم في الصراع مع الصهاينة ضمن الاصطفاف الذي يحشد له نتنياهو في المنطقة ضد ما يسميه المحور الشيعي ، لكن الحرب الأخيرة بين المقاومة والصهاينة كشفت عما كان مخفيا أكثر وراء الاتفاق.
لأول مرة اتخذت مملكة السعودية موقفا واضحا يدين حركات المقاومة الفلسطينية كما ورد على لسان المعلمي مندوب السعودية في الأمم المتحدة الذي عبر عن رفضه لقيام حماس بإطلاق الصواريخ على ما قال إنها أراض إسرائيلية ، متناغما مع الخط الذي تبناه الإعلام السعودي إزاء المعركة التي حدثت.
السياق الذي اتخذه عملاء المملكة السعودية في اليمن المصطف مع الصهاينة كان أقل وضوحا من السياق الذي اتخذه عملاء النظام الإماراتي المارق والذي بدا واضحا في اصطفافه مع الصهاينة ومهاجمته للمقاومة الفلسطينية ، وفي المقابل، ظلَّ واضحاً أن مملكة العدوان السعودية والإمارات السبع العربية لم يريدا ألا تحقق المقاومة الفلسطينية أي انتصار فحسب ، بل ألا تحصل على أي تضامن أو تعاطف عربي أو إسلامي ، ودفعتا بالأبواق والناشطين والدعاة إلى التحرك في هذا السياق.
وأصدرت السلطات السعودية قرارا يعاقب كل من يدعو لجمع تبرعات لأي جهة أجنبية حد وصف القرار الصادر وقتها ، والهدف كان منع أي تبرع مالي في السعودية لصالح المقاومة والشعب الفلسطيني ، ومع إعلان السيد عبدالملك الحوثي إطلاق حملة تبرعات نقدية لصالح الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في صنعاء والمحافظات اليمنية وبالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية وعبر حسابات حملة القدس أقرب في البنك المركزي والبنوك والمصارف الخاصة ، بدأ الإعلام السعودي والإماراتي ووسائل الإعلام والمواقع والصحف التابعة لمرتزقتهما وعملائهما في اليمن بشن حملات كثيفة تهاجم الحملة وتشيطنها ، من خلال بث كم هائل من الشائعات والأكاذيب اليومية.
مؤخرا بدأت أبواق السعودية وإعلامها ومرتزقتها وأتباعها ومواقعها وتلفزيوناتها تنشر أخبارا ملفقة ضمن السياق العدائي للحملة ، خلال اليومين الماضيين نشرت أكثر من 500 عنوان ما بين خبر وتقرير ومقال وتغريدة ومنشور تتضمن مزاعم بأن حملة التبرعات القدس أقرب في اليمن ليست إلا سرقة يقوم بها «الحوثيون» حد زعمها ، على هذه الكذبة نشطت وسائل إعلام السعودية والإمارات ومرتزقتهما وبنت قصصا وفبركات كثيرة.
كما أنها دفعت بحسابات وهمية على شبكات التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة وبعضها أنشئ حديثا بأسماء لألقاب أسر معروفة في صنعاء ، مثل «سلطان جحاف» «إبراهيم الكبسي» «محمد المؤيد» من خلال التتبع اتضح أن هذه الحسابات أنشئت قبل أيام قليلة فقط ، وتنشر محتوى تدعي فيه بأن التبرعات التي يتم جمعها للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية تسرق.
بالأمس مثلا نشرت الحسابات تغريدة كان واضحا أن كل حساب استقبلها من ذات المصدر من خلال الأخطاء الإملائية ، التغريدة تحدثت عن صراع بين أجنحة (حوثية) على سرقة التبرعات» ، بالتزامن ظهر العنوان نفسه في كل مواقع المرتزقة ووكالات الصحافة على الانترنت مع تغيير في بعض الصياغة فقط ، ثم بعد ساعات كان خبرا رئيسيا في سكاي نيوز والعربية والحدث ، وخبرا هاما في صحيفة الشرق الأوسط وفي صحف ومواقع سعودية وإماراتية أخرى.
قام الذباب الالكتروني التابع للسعودية والإمارات بمهاجمة حملة القدس أقرب من خلال دفع بعض المعروفين إلى مهاجمتها ، فمثلا قام يحيى عبدالله صالح بإعلان التبرع للمقاومة بمبلغ ملياري ريال من حساب جمعية كنعان التي لم تعد موجودة أساسا ، وهي جمعية كان يمارس من خلالها فسادا ماليا وأنشطة مشبوهة كما تتحدث المصادر، وقد أنهيت الجمعية بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية في صنعاء ، منشوره لاقى تفاعلا كبيرا من قبل إعلام السعودية والإمارات والمرتزقة المحسوبين عليهما ، وكان واضحا من صياغة بيانه أن النشر لإحداث تشويش على حالة التضامن مع فلسطين، ولكن رغم حملات الصهينة والسعودة على شبكات التواصل الاجتماعي وجهود النظامين السعودي والإماراتي بإمكانياتهما الهائلة في تشويه حملة التبرعات التي يقوم بها اليمنيون دعما للشعب الفلسطيني والمقاومة يبدو أنها خسرت الحرب على الشبكات ، بل إن حملات التبرع يزداد التفاعل معها يوما بعد آخر من خلال الفعاليات والأنشطة التي تتزايد في العاصمة صنعاء والمحافظات يوما بعد آخر.
وبرغم المحاولات المنسقة للتشويش على التضامن مع الشعب الفلسطيني التي تتعمدها المملكة السعودية والنظام الإماراتي المارق ، فإن حملة التبرع النقدية تستمر بزخم كبير وواسع ، فيما تفتح الحملة الماجنة على التبرعات أعين الناس على انحطاط السعوديين والإماراتيين ومرتزقتهما ، ويكشف ما وصل إليه انحطاطهم وموقفهم من القضية الفلسطينية والمصطف مع الصهاينة بكل وضوح ، وبمظهر قذر ومنحط كما يشير متابعون.

قد يعجبك ايضا