أحمد المدلل : زوال الكيان الصهيوني بات قاب قوسين أو أدنى

 

الثورة /

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي احمد المدلل أن زوال الكيان الصهيوني بات قاب قوسين أو أدنى، وأنه يعيش في مأزق في المواجهة الحالية مع ضربات المقاومة الفلسطينية.
وفي حوار مع وكالة فارس، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي: لم يستوعب قادة الاحتلال الدرس بعدْ، منذ عام 1948م والفلسطينيون في حالة مواجهة مستمرة لم تنثنِ عزيمتهم ولم يرفعوا الراية البيضاء ولم يتنازلوا عن حقهم ومن تنازل منهم عن حقه -في الحقيقة لا يُمثّلهم- كما لم يتوقف لديهم نبض المقاومة، سبعون عاما ونيّف وهم يصرخون في وجه العالم ويرددون: (حقوقنا، حريتنا، عودتنا) متلازمةْ ثلاثيةٌ لم تُغادرهم على مدار العقود السابقة وأدرك القاصي والداني حيوية هذا الشعب وصموده وتحديه.
وأضاف: لكن يبدو أنها الحقيقة التي تحدث عنها الكثير من المفكرين أنَّ الغرب جلب اليهود (وقد نبذتهم كل المجتمعات البشرية التي عاشوا فيها على مدار التاريخ بما فيهم المجتمعات الغربية لإفسادهم وشرورهم) ودكّهم إسفيناً في قلب العالم العربي والإسلامي لتكريس مطامعه الاستعمارية والهيمنة على مقدرات الشعوب وثرواتها وتجزئتها لأنه بعد الحربين الكونيتين الأولي والثانية لا يريد أن يخسر أكثر مما خسره.
وأوضح المدلل ان الغرب يمد دولة الاحتلال بأقصى ما تحتاج إليه من مال وعتاد ودعم لوجستي ومعنوي وسياسي حتى يُبقيها قوية تناطح عنه وتحفظ له مصالحه ومشاريعه في منطقة ذات موقع استراتيجي وغنية بثرواتها ومقدراتها لكنّها أُبتليت بحُكّامٍ إمّا جهلة أو عملاء وشعوبها مغلوبٌ على أمرها.
وتساءل القيادي في الجهاد الإسلامي: ألم يُدرك هذا اليهودي بعدْ أنهم أحضروه على أرض لها مُلّاك حقيقيون ، جُزءٌ منهم هاجر منها قصراً نتيجة جرائم فظيعة ارتكبتها العصابات الصهيونية ضده بدعم الغرب وعمالة الأنظمة العربية الحاكمة آنذاك فيما الجزء الآخر لا يزال حاضراً متجذراً في أرضه وبالرغم من المعاناة والمآسي التي عاشها وبالرغم من كل الجرائم الإنسانية المختلفة التي ارتُكبت ضده إلّا أنه لا يزال صامداً قوياً يتحدى آلة القتل والبطش والدمار الصهيونية فإذا قتلوا أبناءه ازدادوا عددا أضعافاً مضاعفة واذا جوّعوه عاش علي القليل واذا دمّروا بيته بناه أجمل بكثيرٍ مما كان عليه من قبل واذا سرقوا أرضه لم ينم ليله أو يقر نهاره وهو دائم الاشتباك واذا اعتقلوه خرج من السجون قائد ثورة واذا حاولوا كي وعيه وأدلجته وإغراقه في الملذات والشهوات خرج أبناء القدس واللد والرملة ويافا وحيفا والناصرة ومعهم جيل أوسلو في غزة والضفة أكثر شراسة في مواجهته.
وأكد المدلل أن الديموغرافيا ليست في صالح الاحتلال البتّة، وقد ازداد الفلسطينيون أضعافاً مضاعفة عمّا كانوا عليه من قبل، وكل المعطيات تؤكد أن المستقبل ليس في صالحه خصوصاً أن الشعب الفلسطيني أصبح لديه مقاومة قوية في رجالها ومتطورة في إمكاناتها، فأصبح الشعب الفلسطيني أمام العالم كله يمتلك قوتين أولاهما قوة المنطق أنه الضحية الذي احتلت أرضُه ولا يزال يُعاني فيما المجرم الحقيقي الذي يقتل ويبطش ويحاصر هو الاحتلال الصهيوني، وثانيهما منطق القوة بهذه الإرادة والإمكانيات التي لم تكن من قبل.
ولفت المدلل إلى أن أمريكا ولا كل الحلفاء لدولة الاحتلال حتى الأنظمة التي طبّعت معه لم تعد قادرة على حمايته من ضربات المقاومة ولا أن يمدوه بمزيد من الحياة الهانئة والمستقرة على أرض قام باغتصابها وتهجير أكثر من نصف أهلها ، وضعه السياسي مرتبك ومتخبط لم يستطع تشكيل حكومة بعد إعادة الانتخابات أربع مرات وذاهب إلى الخامسة وهذا لم يحدث في تاريخ دولة الاحتلال، وضعه الاجتماعي مُفَكك ويسير نحو الهاوية والصراعات قائمه بين مكوناته العقائدية والاثنية والمجتمعية، وضعه الاقتصادي يتراجع وقد كشفت هشاشته أزمة كورونا لولا الدعم الخارجي وقد دخل على خط الدعم أنظمة عربية مُطبّعة كالإمارات.
وأشار إلى وضع الكيان الصهيوني العسكري لم يستطع حمايته وقد تراجعت قوة الردع لديه وهل هناك دليل أوضح من معركة “سيف القدس ” وقد أبدعت المقاومة الفلسطينية في ضرب الكيان على أقصى بقعة يحتلها من فلسطين وقصف منشآت هامة لديه فيما جيشه ليس أمامه من أهداف سوى المباني السكنية يدمرها على رؤوس الأطفال والنساء والعجائز دليل العجز والضعف والإرباك، وهذا لا يحسم معركة كما يؤكده خبراء العسكريتاريا، كما أن الجيش الصهيوني لم يعد هو من يملك زمام البدء بالمعركة لأن الذي حدد وقت المعركة الأخيرة صاحب الساعة السادسة (المقاومة) مساء يوم الاثنين 28 رمضان 1442هجري في اللحظة التي أراد عشرات الآلاف من قطعان المستوطنين اقتحام ساحات المسجد الأقصى بحماية الجيش الصهيوني.
وأكد القيادي في الجهاد الإسلامي قائلا: بكلماتٍ لا لُبسَ فيها لم تعد فلسطين أرض اللبن والعسل كما أوهموه، بقاؤه يعني دماره، ولم يبقَ أمام اليهودي المغتصب إلّا أحد خيارين إما الرحيل والنجاة بروحه وأهله وإمّا البقاء والذبح ينتظره، إنها الحقيقة القرآنية التي يحفظها المؤمنون الصادقون (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا) والسنّة التاريخية التي يُدركها القارئون والباحثون أن زوال هذا الكيان بات قاب قوسين أو أدنى.

قد يعجبك ايضا