في الطريق إلى تحرير القدس..

 

فاجأ الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة العالم في تصديه للعدو الصهيوني ومؤامراته وحروبه وجرائمه التي يرتكبها في قطاع غزة وإرهابه وترويعه للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، إذ أربك رد المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة وقصفها لكل مدن الكيان قادة العدو الصهيوني اللقيط، وأطاح بما حاول العدو تكريسه من معادلات طيلة سنوات احتلاله لفلسطين، كما فاجأ الشعب الفلسطيني في القدس بتصديه لمؤامرة تهويد القدس وصموده أمام قطعان اليهود التي حاولت اقتحام الشيخ جراح وتهجير الفلسطينيين منه.
المشهد الذي تشكل إثر مساعي الكيان الصهيوني بسط احتلاله على القدس وتدنيس المسجد الأقصى، يكرس معادلة صراع جديدة تضع حدا للغطرسة الصهيونية في القدس وفي كل الأراضي المحتلة، ويوقف المخططات الرامية إلى تصفية القضية عند نقطة البدء، ويعيد تجذير الجهاد بالسلاح إلى وعي الشعب الفلسطيني الأبي والكريم ، الذي يقف بصبر وشجاعة في وجه محاولات تهويد القدس والمقدسات، وتصفية القضية وإلغاء الحقوق المشروعة، ويكشف عن إرادة فولاذية في مواجهة طغيان العدو المحتل وممارساته الهمجية فاتحا بمعركة سيف القدس التي وحدت القطاع والضفة والقدس واللد وصفد ونابلس وجنين وحيفا ورام الله وكل المدن الفلسطينية مسار تحرير كل فلسطين واستعادة كل الحقوق التي أضاعتها سنوات البؤس العربي وترسم طريق دحر الكيان الصهيوني وإزالته من الوجود.
ولا شك بأن مقاومة الشعب الفلسطيني الباسلة وصموده العظيم التي تتكامل مع مواقف الشعوب العربية وأحرار الأمة التي عبرت عن مؤازرتها للمقاومة المسلحة في وجه الكيان اليهودي، تضع الاصطفاف الخياني الصهيوني الأعرابي البغيض الذي يتواجه اليوم مع محور المقاومة برمته في أكثر من صعيد وفي مستويات عديدة في وضع مكشوف ومفضوح، انعكس في التناول الإعلامي لقنوات الإمارات والسعودية والبحرين وكذا المواقف المخزية التي ظهرت بها هذه الدويلات الخائنة لقضية الأمة وحقوقها المقدسة.
لقد استطاع الشعب الفلسطيني أن يحبط مؤامرات العدو اليهودي ويفضح ممارساته الإجرامية ويتصدى لإرهابه، وهزم كيان العدو في أهدافه على رغم من التواطؤ الأممي والتخادم الأمريكي الأوروبي الصهيوني، والخيانات الخليجية، وجعل الصحافة والإعلام اليهودي والغربي والأوروبي يتحدث عن هزيمة إسرائيلية تحدث قد تتداعى وتؤدي إلى سقوطها. وفي الوقت الذي كان قطعان الاحتلال اليهودي الغاصب يختبئون مثل الجرذان في الملاجئ داخل تل أبيب والمدن المغتصبة واصل الكيان الصهيوني جرائمه بحق المدنيين العزل والأعيان المدنية في قطاع غزة ومختلف المدن الفلسطينية، محاولا بحسب مراقبين تعويض هزائمه وإخفاقاته المتواصلة في تحقيق أية مكاسب عسكرية باستهداف المدنيين الآمنين في منازلهم وتدمير الأبراج المدنية وآخرها برج الجلاء وسط مدينة غزة. والذي يتكون من 12 طابقًا ويضم مكاتب لعدد من شبكات الأنباء العالمية، من بينها شبكة الجزيرة، وشبكة أسوشيتد برس الأمريكية، بالإضافة إلى عدد كبير من الوكالات المحلية والدولية، ومكاتب الأطباء والمحامين، وشقق سكنية بعد استهدافه بسلسلة غارات لينهار المبنى أمام عدسات الإعلام في جريمة ترقى إلى جريمة حرب وفقا للاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمات حقوقية وإعلامية دولية والتي تستوجب المساءلة القانونية من جهتها أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية استعدادها لتنفيذ رد مزلزل على هذه الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين والمعالم المدنية، موضحة أنها جهزت العدة لقصف تل أبيب وكافة المدن الخاضعة للاحتلال لمدة 6 أشهر.
لقد أكدت معركة سيف القدس وما تسجله المقاومة الفلسطينية من بطولات وما يصدره الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة من صمود وعنفوان ومقاومة أسطورية ضد سلطات العدو، أن الجهاد بالسلاح هو الوسيلة الأمثل، وأن الشعوب المقاومة هي صاحبة الكلمة الفصل في مواجهة العدو المحتل البغيض، وإذا كان لما يجري من أحداث في فلسطين اليوم من جدوى أو فائدة فإنها وحدت الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وأراضي عام ٤٨ وهي المكسب الحقيقي الذي يقض مضاجع الاحتلال ويجهض مشاريعه القادمة ، وفي نهاية المطاف سيُدحر الاحتلال عن فلسطين نهائيا بعون الله.
المواجهة وتطوراتها تؤكد أن المقاومة الفلسطينية بأدائها البطولي والضربات الموجعة التي وجهتها إلى عمق العدو أثبتت مجددا ضعف وهشاشة العدو ، كما أن توحيد المعركة ضمن القدس كعنوان وكاستراتيجيات وحدت الصف والموقف الفلسطيني والعربي حول ضرورة الجهاد بالسلاح ، ما يعد نقطة فاتحة للانطلاق نحو تحرير فلسطين والمقدسات، ودحر العدو الصهيوني إلى خارج فلسطين. إلى ذلك تستعد صنعاء لخروج جماهيري يوم غد الأثنين من المقرر أن يشهد مظاهرة ضخمة تأييدا للشعب الفلسطيني ومساندة لمقاومته الباسلة، فيما تستمر حملة التبرع المالي التي بدأت منذ أيام لدعم المقاومة الفلسطينية، لقد كان الشعب اليمني على الدوام مع فلسطين ولا يزال يحمل القضية المركزية الأولى حتى وهو يواجه العدوان الأمريكي الصهيوسعودي والحصار الظالم عليه بهدف ثنيه عن مواقفه المبدئية ومنها قضية فلسطين ودفعه إلى تخليه عنها.
العدوان على اليمن ينهزم وسوريا تتعافى وإيران تقف صامدة وحزب الله يعد العدة، وفصائل المقاومة الفلسطينية تقصف كيان العدو الصهيوني بآلاف الصواريخ المصنعة في غزة ، المواجهة ، وما تكرسه معركة سيف القدس أن العدو واحد والمعركة واحدة تخوضها الأمة كلها والشعب الفلسطيني في المقدمة ، وأن القدس أقرب.

قد يعجبك ايضا