هيئة العلوم والتكنولوجيا تكرم الفائزين بمسابقة رواد المشاريع الابتكارية

محمد الحوثي يؤكد على أهمية تحويل الإبداعات والابتكارات إلى أعمال ومنتجات ملموسة على الواقع

 

الثورة / يحيى الربيعي
نظمت الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار أمس، حفل توزيع الجوائز وتكريم الفائزين في المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الإبداعية والابتكارية في موسمها الثالث.
وفي الحفل – الذي حضره عضو المكتب السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي – أكد عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي اهتمام القيادة الثورية والسياسية والحكومة بالمبدعين والمبتكرين رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء استمرار العدوان والحصار.
وأشار إلى أن ما تقوم به الهيئة اليوم هو التطبيق العملي للنهج القرآني لمسيرتنا الظافرة، ذلك النهج الذي يحثنا دائما على أن كمال الإيمان مرهون بالتفكر والتدبر فيما حولنا من إبداعات الخالق سبحانه وتعالى فيما خلق من السماوات والأرض والأجرام، وفي أنفسنا، منوها “يجدر بنا جميعا عندما نتحدث عن إبداعات الله في صناعة الكون أن نثق في أنفسنا بأن الله سبحانه وتعالى يدعونا إلى الابتكار والإبداعات، وأنه سبحانه وتعالى الهادي إلى سبل تحقيق النجاح “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”، مشددا على ضرورة أن تتحول هذه الإبداعات والابتكارات إلى أعمال ومنتجات ملموسة على أرض الواقع، كي يكتمل الانتصار ويتولد لدينا الاطمئنان بمنتجات أبناء هذا البلد الحكيم والمعطاء، ومن أجل تأكيد قدرتنا على خوض التحدي مع ظروف العدوان والحصار من خلال تحويلها إلى فرص نجاح في ميدان تحقيق الاكتفاء الذاتي.
واعتبر تكريم المبتكرين خطوة في طريق الاهتمام بالمبدعين الذين أثبتوا حضورهم في مختلف المجالات، وقال” نؤكد للجميع أننا سنستمر في الإبداع والعطاء والتقدم”.
وعبّر عن الشكر للهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في التواصل مع المبدعين اليمنيين في الخارج، بما يكفل مشاركة كافة شباب اليمن في بناء الدولة اليمنية.
وشدد على ضرورة ترجمة الإبداعات والابتكارات المقدمة والمكرّمة اليوم إلى العمل في الميدان، مشيراً إلى مضي الشعب اليمني في بناء الدولة بكل إصرار وتحد وتجاوز التحديات الراهنة، في ظل العدوان والحصار.
وأشار إلى أن اليمنيين كما أبدعوا في الصناعات العسكرية سيبدعون في مختلف المجالات بما فيها مجالات التقنية والأتمتة والأمن المعلوماتي، لافتا إلى ضرورة اهتمام البحث العلمي والابتكار والإبداع بمجال الأمن السبراني كي نستطيع أن تحمي معلوماتنا خاصة مع توجه الحكومة نحو الأتمتة، بالإضافة إلى الحاجة العملية لهذا النوع من الأمن الذي يعتبر أمنا سياديا، والاهتمام به لا بد أن يكون كبيرا وبالغ الأهمية ومن الآن، وألا ننظر حتى ينتهي العالم من شيء كي نبدأ من الصفر، يجب أن تكون إبداعاتنا وابتكاراتنا مواكبة للمنتج العالمي إن لم نكن السباقين.
فيما أوضح رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الدكتور منير القاضي أن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة أولت اهتماماً كبيراً بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار كموجه رئيسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ولفت إلى أن الهيئة تعمل في إطار أنشطتها وبرامجها على صنع المستقبل المشرق لليمن، مشيراً إلى الخطوات التنفيذية التي اتبعتها الهيئة لإطلاق الموسم الثالث من المسابقة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بعد شهر من تدشين عملها ونشاطها.
وبيّن الدكتور القاضي أن عدد المشاريع الإبداعية المشاركة في المسابقة للعام الجاري 507 مشاريع مقدمة من أكثر من 800 مبدع يمني في داخل اليمن وخارجه، موزعة على ثمانية مجالات رئيسية “الأتمتة والتحكم والذكاء الاصطناعي، تكنولوجيا المعلومات وصناعات البرمجيات، الأجهزة والمعدات الطبية، الإنتاج والصناعات الراعية، إنتاج الطاقة، ريادة الأعمال، الصناعة الاستخراجية والمعدنية والكيميائية، الهندسة المدنية والمعمارية”.
وتطرق إلى الإجراءات التي اتخذتها الهيئة في تقييم المشاريع المقدمة واختيار عدد من الأكاديميين الاختصاصيين في مجالات المسابقة.
وأكد رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار حرص الهيئة على استضافة العقول اليمنية المهاجرة عبر الاتصال المرئي كضيوف في حلقات المسابقة، للاستفادة من خبراتهم والتشبيك بين كفاءات الداخل والخارج.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن الإشكالية القائمة تكمن في أن البحوث في الجامعات والمراكز البحثية لا تجري وفقا لمتطلبات الوحدات الإنتاجية والصناعية، ووفقا للصعوبات والمشكلات التي تعاني منها من أجل إيجاد الحلول والبدائل، فالواقع أن البحوث في واد، والمتطلبات في واد آخر، داعيا الوحدات الإنتاجية والصناعية إلى الرفع بالأولويات البحثية التي يحتاجونها وفق مقتضيات الواقع الملموس ليتسنى للهيئة عمل خارطة بحثية وطنية يتم تعميمها على الجامعات والمراكز البحثية، وكذلك تحديد الأولويات، مقترحا أن يكون تمويل البحوث على نحو متكامل بين المؤسسات البحثية والوحدات الإنتاجية والاقتصادية.
ولفت القاضي إلى أن هناك من الجهات الحكومية والقطاع الخاص من تقدم بمشاريع تبن لعدد من المشاريع الابتداعية والابتكارية التي يتم تكريم روادها اليوم، منوها بأن الوفاء بهذه الوعود يمثل الخطوة العملية لنقل الإبداعات إلى حالة الإنتاج والانتفاع العملي.
وذكر أن جوائز المسابقة تمثلت في ثمان سيارات للفائزين بالمراكز الأولى من كل مجال من مجالات المسابقة، وثمانية ملايين للفائزين بالمراكز الثانية من كل مجال، وأربعة ملايين للفائزين بالمراكز الثالثة من كل مجال.
وفي الفعالية – التي حضرها وزراء العدل القاضي نبيل العزاني، والصناعة عبد الوهاب الدرة، والإدارة المحلية علي بن علي القيسي، وأمين العاصمة حمود عباد، وأمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، ونائب وزير الصناعة محمد الهاشمي ورئيس الهيئة العامة للاستثمار ياسر المنصور – ألقى أيمن الأصبحي كلمة عن الفائزين بالمسابقة، واعتبر المسابقة بارقة أمل للمبدعين في تحقيق إبداعاتهم على الواقع والنهوض بالوطن.
عقب ذلك كرم عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وأحمد غالب الرهوي ورئيس الهيئة، الفائزين واللجان التحكيمية والجهات الداعمة.

قد يعجبك ايضا